سورة آل عمران | حـ 517 | 162 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يقرر لنا الحقائق التي بها الهداية والتي إذا ما اتبعها الإنسان بعد ما اعتقد فيها شعر بسعادة الدارين الدنيا وشعر أيضا أنه سوف يكون سعيدا في الآخرة، ثم بعد ذلك إذا ما رد إلى ربه لكان كذلك لأن الله لا يخلف الميعاد ولا يخلف ما تعهد به. قل صدق الله، فالله سبحانه وتعالى صادق لأنه
واسع ولا ينقص عطاؤه، لا ينقص عطاؤه من ملكه شيئا. قال أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله سؤال لكنه لا يقصد به الاستفهام فإنه سبحانه وتعالى لا يسأل أبدا وفي الدعاء اللهم إنك تسأل ولا تسأل، فمن يسأل وهو عليم بكل شيء فما كان من كلامه سبحانه وتعالى على صيغة الاستفهام فإنه لا يقصد به السؤال وإنما قد يقصد به الإنكار وقد
يقصد به لفت النظر إلى الحقائق فكأنه يقول مؤكدا، ومن أجل هذا التأكيد جاء الاستفهام كأنه يقول إن من اتبع رضوان الله ليس كمن باء بسخط الله. حقيقة أنه يبقى هناك طريقان: طريق رضوان الله وطريق سخط الله والعياذ بالله، وجاء السؤال لا من أجل أن يسأل استفهاما لا يعلم جوابه. يستفهم منا ما لا يعلم جوابه، لا وإنما ليلفت انتباهنا لأنه لا يسأل سبحانه وتعالى، وإنما هو الذي
يسأل من قبل الناس بالدعاء ويسأل من قبل الأنبياء في بيان الأحكام ويسأل من قبل الملائكة في الحكمة والعلل لأفعاله سبحانه، لكنه لا يسأل بل إنه خارج عن المساءلة فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون فالله سبحانه وتعالى إذا صاغ كلامه بصيغة الاستفهام فإن القصد منه لفت النظر والتأكيد على ما يلفت إليه أنظارنا وكأنه يقول إن من اتبع رضوان الله سبحانه وتعالى ليس كمن باء بغضب وسخط من الله سبحانه وتعالى أفمن اتبع رضوان
الله كمن باء بسخط من الله فلا لا بد أن نقول ماذا، لا هذا مثل هذا يكون هذا سؤال اختبار وامتحان مثل الأستاذ عندما يختبر تلاميذه ولله المثل الأعلى فيسأله سؤالا في العلم وهو يعرف إجابته وعندما تجيبه سيصحح لك ويقول لك لا خطأ لا صحيح لا خطأ صحيح ويرسبك في الامتحان إذا لم تعرف كيف تجيبه وهو يعرف الإجابة وهذا لماذا للفت النظر والاستحضار والاختبار والامتحان يلفت نظرك للفرق بينهم لكي تنجح يجب أن تقول ماذا تقول لا ليس من اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله
يجب أن تجيب هكذا ويجيب بذلك المؤمنون فينجحوا في الامتحان سؤال اهه وجاءك في الامتحان ربنا يمتحنك عرفت لا هكذا هو لا نعم بدأنا هاهو جيد هاهو لا أول ما تقول لا قم يكون قد نجحت في الامتحان رحيم بك يريد يعني أن يعطيك شيئا هكذا يرشدك إلى الإجابة ما هو الأساتذة أنواع أستاذ يلغز لك في السؤال حتى لا تعرف كيف تجيب وأستاذ آخر يفتح حولك هكذا إن لم تستطع الإجابة فإنك تستحق فعلا أن تسقط أفمن اتبع
رضوان الله كمن باء بسخط من الله جميع المؤمنين يحبون رضوان الله ورضاه عنهم وجميع المؤمنين يخافون من سخط الله وغضبه جميع المؤمنين هكذا فالأفضل أن يتجاهل المرء ويقول له لا أعرف ولا يقولوا هكذا أنا لا أعرف إذا كان رضوان الله أم سخط الله أي هو المناسب، فقال ومأواه جهنم، أتعرف إذن أن الذي يتبع سخط الله هذا إلى أين يذهب؟ يذهب إلى جهنم ومأواه جهنم، إذن هذا مأواه جهنم يرشح الإجابة أي يرشدك إلى الإجابة،
ما دمت لا تعرف سخط من الله ماذا يعني وقلت سخط هذا شخص يتظاهر بالغباء لا يعلم أن السخط هو الغضب من الله فذهب وقال لهم هكذا ومأواه جهنم فهو يرشدك إلى الإجابة بأن تقول لا ليس هذا كذلك وبئس المصير إن الله يتكلم للإنسان ونحن سمعنا في حياتنا سمعنا الإنسان الجاهل وهو جاهل لأنه لم يقرأ كلام الله يكثر من نقول له لكن هذا يعني عقابها شديد وهكذا هذا في جهنم فيقول جهنم ماذا
ادخل يومين حتى الدنيا هناك يعني تكون أيضا دافئة في جهنم أليست جهنم هي النار ويستهين بعذاب الله ولا يدرك ما معنى عذاب الله أو آخر يستهين ويقول لن تمسنا النار إلا أياما معدودة سمعنا وورد في القرآن هذا الصنف من الناس الذين يستهينون بعذاب الله فذهب يؤكدها وقال وبئس المصير انتبه إن الذي تتكلم به هذا خطأ ومن يتكلم على الله وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته