سورة آل عمران | حـ 518 | 162 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 518 | 162 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى: "أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير". يسأل بهمزة الاستفهام، والهمزة حرف من حروف الاستفهام، يعني الاستفهام. هذا له حروف وله أسماء. مثل: أين، متى، كيف. "أين" تسأل عن
المكان، و"متى" تسأل عن الزمان، و"كيف" تسأل عن الحال. "من"؟ هذه "من" تسأل عن ماذا؟ عن الأشخاص. حسناً، "من" من قسم الهمزة هنا، لكن هذه من أدوات الاستفهام التي هي الحروف وليست الأسماء، إذاً. أدوات الاستفهام قد تكون حروفاً وقد تكون أسماءً. "متى" هذه، هنا اسم، ما هو؟ اسم يسأل عن الزمان، اسم، لكن "متى" أيضاً قد تأتي حرف جر. إذاً الكلمة الواحدة في اللغة العربية يمكن أن تأتي حرفاً وهي نفسها تأتي اسماً. هل
انتبهت كيف تأتي حرفاً وتأتي اسماً؟ فـ"متى" عندما... تسأل به عن الزمان فيكون حرفاً، ومتى تأتيني يكون حرفاً، أما هذا فيكون اسماً. "متى" عندما تسأل بها عن الزمان تكون اسماً، لكنها تأتي أحياناً وتكون حرفاً أيضاً. "أفمن اتبع رضوان الله" سار في طريق رضوان الله، "أفمن اتبع رضوان الله" هنا نُسِب الرضوان إلى ماذا؟ إلى الذات العلية سبحانه ورضوانُ اللهِ ماذا يعني؟ يعني طريقَ اللهِ الذي يرضى فيه عن العبدِ، وذلك أنه يتبع ماذا؟ يتبع
الأنبياءَ والمرسلين، يتبع الوحيَ، يتبع التكليفَ: افعلْ ولا تفعلْ. هذا هو رضوانُ الله، طريقُ رضوانِ الله: الحلالُ والحرامُ. أفمن اتبعَ رضوانَ الله؟ وبعد ذلك، حسناً، هنا قالَ "رضوانَ الله"، يقولُ إذاً "سخطُ الله"، لم يقل سخط الله وإنما قال ماذا؟ كمن باء بسخط من الله. نعم، يعني رضوان الله. نعم، في رضوان الله الرحمة المطلقة. حسناً، وفي سخط الله، هل يوجد سخط الله؟ نعم، يوجد سخط
الله. ولكن لكي لا يخيفك، يقول لك: سخط من الله. يعني السخط قليل، والعلم والرضوان قليل. كثيراً ما تنتبه إلى الكلام "أفمن اتبع رضوان الله"، ليس رضواناً من الله أو يتبع رضواناً من الله، لا ليس هكذا، "أفمن اتبع رضوان الله" فالأصل هو الرحمة، ويكون هنا قد تجلى علينا بالجمال يستر به الجلال، فالله في جلال ولكنه وضع لنا الجمال أولاً، والجلال لا.
بعد ذلك وراءه في الأصل لا أستطيع. لو كان لدينا إحساس، لو كان لدينا عقل، لكان المرء عندما يقرأ هذه الآية يصبح كالميت أو المغمى عليه، يضطرب عقله. والله تعالى لا يريد أن يضطرب عقلنا ولا أن نموت ولا أن ننهار، وإنما يريد أن يعظنا ويريد أن يرشدنا، فقدم الجمال هل رضوان الله كمن باء بسخط من الله؟ كلا، إنهم صغار هكذا. لسنا بسخط الله، فهل نقدر على سخط الله؟ إن
سخطه يهدم الدنيا والآخرة وكل شيء وينتهي أمرنا. يقطع الكهرباء والمياه ونفنى هكذا، فلا يبقى شيء، وينقطع المدد. سخط الله! وهل نتحمل سخط الله؟ لا ينبغي أن نكون هكذا. فيكون يخاطب بالكافي من يخاطب بالكافي الذي لديه بعض القلب هكذا، الذي ما زال لديه بعض العقل، الذي ما زالت أذنه تسمع لكنه متردد، أو ماذا يعني أنه ليس لديه همة لترك المعاصي وفعل الطاعات. إذاً هذه المسألة يخاطب بها المؤمنين وليس يخاطب بها الذين قلوبهم مغلقة. لو كان يخاطب مغلقة كان لهم كمن باء بسخط الله آه هذا شيء أصبح شيء
أصبح ما المؤمن لا يطيقه قم هنا لأن يعني ماذا يكلمك برفق فقال لك كمن أصبح بسخط من الله ومأواه جهنم المأوى هذا ماذا المكان الذي آوي إليه وآوي إليه يعني ماذا يعني أذهب إليه لكي أجلس فيه، لماذا أذهب إليه إذاً؟ أين أنا؟ إنني أكون بعيداً عنه، ثم ذهبت إليه، ثم جلست فيه. فكلمة "مأوى" يجب أن تكون أنت بعيد عن هذا الشيء. أما هي جهنم وليست هنا، وماذا يعني ذلك؟ أنه لن يُدخلك جهنم. هنا معنى ذلك أنه سيعطيك فرصة، سيعطيك فرصة
للتفكير. لأجل الطريق، لا تسلك الطريق الأيسر واسلك الطريق الأيمن، فالطريق الأيسر ستظل تسير فيه وتتخبط فيه حتى تذهب إلى النار ومأواك جهنم وبئس المصير، بئس النهاية، بئس ختام الطرق. لا تفعل هكذا. كأنه يقول لنا: لا تفعل هكذا، فلنتبع رضوان الله فهو أفضل، وإلى اللقاء. أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.