سورة آل عمران | حـ 519 | 162 - 163| تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى "أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير، هم درجات عند الله" هؤلاء الذين هم من هم؟ الذين هم الناس الذين اتبعوا رضوان الله والناس أيضا الذين صاروا في طريق السخط والغضب من الله درجات ففي أناس يصلون على الحروف كيف
هذا الحروف كيف هذا الحروف كيف يعني بالكاد يصلي فرضه هذا جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا رسول الله هل الله فرض علينا الصلاة خمس صلوات في اليوم والليلة، وجلس رسول الله يخبره ويقول له فهل فرض علينا شيئا غيرهن؟ يقول لا. حسنا الصيام رمضان، هل فرض شيئا غيره؟ لا. حسنا الحج وهكذا، فقال والله لا أزيد عليها ولا أنقص. قال أفلح إن صدق. حسنا هو من الممكن ألا يصدق، عندما يقع في هذا على الحافة ويمشي على الحافة يصبح معرضا للوقوع في الهاوية، هذا
صعب جدا أن تحافظ على الشيء يعني مائة في المائة، فماذا نفعل إذن؟ علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعلمنا كالوالد لولده يربينا أن نحيط هذه الصلاة بالصلوات انتهى، فهناك كما أن سبع عشرة ركعة في الفرض، سبع عشرة ركعة في السنة أيضا، فيكون سبع عشرة ركعة فرض وسبع عشرة ركعة سنة، فيكون قد أحاط الصلوات بماذا؟ صلوات الفرائض بصلوات أخرى، فيقول لي الفجر: ما رأيك أن تصلي قبله ركعتين، الظهر: صل قبله اثنتين وبعده اثنتين أو أربعا واثنين أو
اثنين وأربعة ويعطيني تنويعات كذلك، فماذا عن العصر يقول لي ما رأيك أن تصلي قبله اثنين أيضا، والمغرب قبله اثنين وبعده اثنين، والعشاء اجعلها قبلها اثنين وبعدها اثنين وبعد ذلك والوتر على الأقل واحدة اجعلها ثلاثة اجعلها خمسة اجعلها سبعة، فإن الوتر كله هذا يعلمنا كيف نوسع الدائرة إذا كنت مستعجلا أو كنت كذلك فهاك ركعتان، إن كان لديك وقت فاصنع الشفع واصنع الوتر واصنع كذلك واجعل الوتر ثلاثا، أي هكذا فلا تحرم نفسك، وهكذا يبقى أن علمنا الصلاة ووضع حولها صلاة أخرى ووضع حول الصلاة الثانية هذه صلاة ثالثة فقال
لي ألا تقوم الليل وتكون مثل سيدنا رسول الله هكذا قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا، فما رأيك عندما تصلي الضحى؟ وما رأيك عندما تصلي تحية المسجد وأنت داخل المسجد؟ وما رأيك أن تصلي ركعتين شكرا لله عندما يأتيك أمر فيه نعمة تستحق الشكر؟ وما رأيك وهكذا وماذا نعطينا من النوافل وتذهب إلى الكعبة تطوف تؤدي ركعتين طواف تذهب أعطانا أيضا دائرة وما رأيك ألا تجعل بيتك كالقبر لا تصلي فيه هكذا صل في ماذا لله يا أخي الله أيضا في شيء لله نعم صل هكذا هو صل هكذا هو
صل وأكثروا من فالصلاة خير موضوع وأحسن شيء هي الصلاة، والصلاة هذه هي أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد، فماذا تريد إذن؟ وسميت الصلاة بهذا الاسم للصلة لأن فيها صلة بينك وبين ربك، وشرع لنا صلاة الاستخارة ركعتين وتدعو: يا رب وفقني في هذا الأمر، وصلاة الحاجة ركعتين وتقول: يا رب اقض الحاجة الفلانية وهكذا يبقى علمنا الصلاة هذا علمنا الصلاة هذا أعطانا إذن كنزا نعمل به أشياء، شيء آخر هو أن هناك أحدا، هو هذا سر آه سر آه لأنه لا أحد يعرفه إلا المسلمون، طيب ما نحن نتكلم في التلفزيون ها هو كل
الناس يعرفونه، هل هناك أحد يصلي هل يوجد أحد يصلي؟ هذا ما لا يوجد، لا يسجد لله رب العالمين الآن إلا المسلمون، هذا هو السر الذي افتقده كثير من الناس من البشر، يعني بشر لا يعرف كيف يكلم ربه، يكلمه بطريقته، حسنا، ولكن تبقى هذه واحدة من المنح التي أعطاني الله إياها، كما أرشدنا إلى يوم الذي فيه ساعة الإجابة كما أرشدنا إلى ليلة القدر كما أرشدنا إلى العشر الأوائل من ذي الحجة بما فيها يوم العيد نصوم تسعة ونفرح في العاشر كما أرشدنا وهكذا ليوم عرفة كما أرشدنا ليوم عاشوراء وهكذا سبحان الله وذكرهم بأيام الله أرشدنا سبحانه
وتعالى إلى الثلث الليل الأخير وأنه ينزل إلى السماء الدنيا فيقول هل من مستغفر فأغفر له هل من سائل فأعطيه في رواية البخاري هكذا والثانية فأغفر له فأعطيه عن نصب يعني هذه على العطف وهذه على السببية عن نصب حسنا يعني انظروا لماذا هم درجات عند الله إذن دوائر إذن وهم درجات عند الله هذا في الرضوان طبقات وفي السخط درجات أيضا ولذلك جهنم درجات وليس درجة واحدة وعندما يعرف العاصي
أنه درجات ما رأيك أن هذه دعوة للتوبة يقول له لا تخف لست بالضرورة عاصيا جدا ارجع بسرعة لأن بعض الناس يملون عندما تقول له أنت حرام عليك أن تفعل ذلك وحرام عليك أن تفعل ذلك وتجعل كل حياته حراما في حرام، فما دام يسير في حياته يقول لك: إذن سأفعل الحرام وأدخل جهنم وانتهى الأمر، نعم هذا لا يعرف ما معنى جهنم، وأخونا الآخر الذي أغواه هذا لا يعرف ما معنى الدين ولا ما معنى لا دين ولا دنيا يعرفها، فمصيبة سوداء أن تسود الحياة في وجوه الناس. كلما جلسنا في مجلس وكان هناك شخص يتحدث، كلما تكلم هب
عليه شخص آخر قائلا: هذا حرام، أستغفر الله، هذا حرام، قل ما شاء الله، هذا حرام، قل لا إله إلا الله حسنا وبعد ذلك حرمت عليك معيشتك، ما كان هذا حال النبي صلى الله عليه وسلم أبدا، إنما وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، والتكليف قليل، ليس كل كلمة هكذا قد أصبحت حراما وتقول له هكذا تقول يعني أنت تستهين بالحرام، لا بل أنت الذي تحرم الحلال بالله تعالى فتشرع مع الله فحسبنا الله ونعم الوكيل فيك البعيد لا تسكت له لا تسكت له لأن هذا فتنة في الدين
ولذلك ضرب عمر على مثل هذا ونهى رسول الله عن التنطع في الدين كل هذا آت من أين من الدرجات هي درجات عند الله والله سبحانه مطلع ويعلم والخطيئة هي الخطأ عن غير قصد، والخطيئة قد تكون قاصرة على النفس وقد تكون مؤذية للغير، وهكذا فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يستر عيوبنا وأن يغفر ذنوبنا وأن يجعلنا قائمين على سنة النبي
المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله