سورة آل عمران | حـ 522 | 166 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يقرر الحقائق وينسب الأمور إلى حقيقتها وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين، الذي حدث في أحد من هزيمة والذي حدث في أحد من أن الله قد ألقى في قلوب
المؤمنين أن يخرجوا من المدينة إلى أحد، لو كانت الهزيمة داخل المدينة لقضي على الدعوة، فربنا ألهمهم أن يخرجوا خارجا وهذا أمر واحد. يقول لي ما هو ممكن أن يكون لو كان داخل المدينة لانتصروا نعم ممكن ولكن لو كانت الهزيمة واقعة داخل المدينة لكانت بلاء عظيما يتحرك المشركون من مكة إلى المدينة مكة إلى المدينة هذه تدخل في ثلاثمائة وستين كيلومترا أكثر فيبقى ماذا يعني الذي يجعلهم يتحركون كل هذا الحقد الذي في القلوب يجعل هذا عند المدينة وهذا معناه ماذا، ما هو كل هذا بإذن الله معناه
أن المسلمين معتدى عليهم مظلومون أصحاب حق. أنا جالس في المدينة، ما الذي جاء بك أنت من أربعمائة كيلومتر تحتها بجيوش جرارة لكي تضربني؟ أنا جئت إليك، ذهبت إليك ببدر بجانب المدينة. أحد جانب المدينة كان الخندق في المدينة، وهذا معناه أن أناسا يقومون بضربنا يمينا وشمالا ولا يريدون أن يسكتوا، وكل هذه الأمور متتالية أي ليس هناك فاصل زمني كبير بينها، وهذا لأجل ماذا؟ لكي نجلس نحن هنا الآن في القرن العشرين ونعرف الناس أننا كنا ندافع عن هل
نحن قتلنا أحدا أم ضربنا أحدا أم لا أدري ماذا وجعلناها دما، إننا ندافع عن أنفسنا من أناس يضربوننا طوال الحياة. بعد ذلك ضربنا اليهود داخل المدينة في الخندق حتى أجلاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب الخيانة، وضربنا الفرس والروم، وبعد ذلك ضربنا التتار والصليبيون. الاستعمار ضربنا بعد ذلك نحن ذهبنا في مكان إلا من أجل أن ندافع وأن نزيل الطغيان ونصد العدوان وما أصابكم من هزيمة بعد نصر النصر شتت قلوبهم وبعد ذلك هذه
الهزيمة كل هذا يوم التقى الجمعان فإن الله يبقى إذا تعرف أنه لا يكون في كونه إلا ما أراد ماذا تفعل لنا إذن تفعل شيئا عظيما جدا لا يمكن أن يصيبك الإحباط ما دمت حين تعلم أن هذا من عند الله ورقم اثنين ترضى ما دام من عند الله فإن الله سيستر ما دام من عند الله فإن فيه حكمة ما دام من عند الله ولا يظلم ربك أحدا الرضا قوم ما يبقى في إحباط ولا ضجر يبقى في رضا نقطة مهمة جدا أن المسلم تماما ما لا يعرف أحد يحبطه لكن هذا ينهزم أيضا ما لا يحبط
وفشل يقوم مرة أخرى يحاول مرة أخرى وفشل المرة الثانية أيضا يحاول مرة ثالثة في كل شيء في كل شيء أعطيك في الحياة هكذا هو مع نفسك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا تصل إلى الإحباط هو يقول لك ماذا صل وصم وإياك أن تزني وإياك أن تقتل وإياك أن تشرب الخمر وإياك أن تأكل الخنزير إياك أمر ونهي كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون معناه ألا من روحك امش على الصراط المستقيم، وقعت في الذنب فاندم واترك وارجع واستغفر، وقعت فيه مرة ثانية فافعل ذلك أيضا مرة أخرى،
فإن وقعت فيه عشر مرات على التوالي فسارع إلى الله، ما هذا؟ أنا لن أيأس من نفسي ولن أقول أنا داخل جهنم داخل جهنم فلتبق هكذا مجتمعة أبدا لا تقل هكذا، وخير الخاطئين التائبون. أخطأنا أمرنا لله، لا بأس، غدا لن أخطئ. أخطأت مرة أخرى أيضا، غدا لن أخطئ. يا هذا أنت أصبحت عنيدا في ماذا؟ الطاعة ليست عنادا في المعصية، بل أنت عنيد في الطاعة. نعزم على الطاعة، ما رأيك؟ لا تيأس أبدا. آها، وما أصابكم التقى الجمعان بإذن الله، ما رأيك أتعرف أن تقول هذه الآية في أي موقف؟ هناك قدر، هناك قدر،
الذي حدث قد حدث. لا نرى الآن الحكماء وهم يقولون كذلك، التجارب تقول لك لا نبكي على اللبن المسكوب، معه قليل من اللبن وانسكب وجلس يبكي عليه، فبدلا من أن تبكي نظف ولا الدلو الذي كان فيه اللبن واذهب احلب اللبن مرة أخرى خسارة ما حدث ولكن الإحباط والانكسار يجعلانك لا تعرف كيف تنهض وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله يا أهل هذا يربي نفسيا لا تعرف الملل لا تعرف الإحباط لا تعرف الهزيمة وإن أقررت بها وعملت على ويريد
أن يعطيك قطعة نفسية أخرى فيقول لك ماذا وليعلم المؤمنين من الذي يعلم المؤمنين الله طيب أليس الله عالما هذا لنا نحن هل هذا الخطاب نحن الذين نقوله لربنا أم ربنا الذي يقوله لنا لا هذا ربنا الذي يقوله لنا القرآن يخاطبنا نحن فيقول لي هكذا لكي تصبح كن صادقا أمام الله وليعلم الله المؤمنين ما هم عليه، فالمؤمنون مفعول به وليعلم المؤمنين يعني اثبت عندما تقول مثلا إن والدي قادم ويجب أن أكون أمامه يعني هكذا ما هو الموقف المناسب، إذن كن أمام الله ولذلك قال لك كن حيث أرادك الله يعني في مواطن
طاعته لا في وهذا يدفع الإنسان إلى أن الله الذي يراقبه دائما ويعلم سره ونجواه يعني يجب أن يجدك على أحسن حال وفي حالة الإيمان والرضا والتسليم والتوكل وبهذا يغير الله من حالك إلى أحسن حال وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله