سورة آل عمران | حـ 524 | 168 - 169 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى: الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا. صورة أخرى من صور عدم الثقة بالله، صورة أخرى من صور عدم معرفة حقيقة الدنيا. وأنها إلى زوال وأنه لا يكون في كونه سبحانه إلا ما أراد وأنه بيده آجال الخلق لا يستقدم أحد منا لحظة ولا يستأخر لا ميلاد في وجوده في الدنيا ولا موت في رحيله منها حقائق ولكن أكثر الناس لا يعلمون فذهبوا وقالوا لإخوانهم أتعرفون
الناس الذين ماتوا هؤلاء لو كانوا مطيعون وجلسوا لم يكونوا ماتوا قل فادفعوا عن أنفسكم الموت عندما يأتيكم الموت تصبحون تقولون له لا اذهب لا تأت لسنا متفرغين نحن لسنا متفرغين لنموت الآن سيموت أيضا لا يوجد شيء اسمه هكذا لا يوجد شيء أن يؤخر أحد أجله فادفعوا عن أنفسكم الموت دعوه لا يأت هكذا كنتم صادقين ولذلك لما قام بعض الأطباء يدعون إلى أبحاث تقضي على الموت قالوا له كيف سنفعل أي شيء يعني قالوا ولا شيء نحن نواصل البحث في الخلية ونرى كيف تكبر هذه الخلية وتموت لماذا
وبعد ذلك نجعل الإنسان يعيش دائما كيف عمل بعض الأبحاث وأشياء لا يعرفونها قالوا له الله يريد أن تقضوا على الموت فابدؤوا تتنبهون، حسنا تخيل أنني قضيت على الموت، فلنبق ما هو قال لك ابق مع الكذاب حتى تضرب، ما رأيك أنه ستكون بلوى ومصيبة علينا جميعا إن لم يأت الموت، لماذا؟ قال هذه الأرض ستزدحم، فأين سنسكن بعد ذلك يا ترى؟ اثنان من أجدادك الأكبرين ما زالا على قيد الحياة، رجلان كبيران يحتاجان إلى
رعاية، فهما سيبقيان حتى الموت، وجدك الأكبر ما زال على قيد الحياة وجدك الأكبر ما زال على قيد الحياة، فماذا ستعمل إن شاء الله؟ أليس عليك أن ترعى كل هؤلاء؟ فمن أين ستنفق عليهم؟ كيف؟ رأيك أنه لو لم يكن هناك موت لكانت كارثة فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين إذن لا صاحبنا هذا سيصل إلى شيء ولو أنه قد وصل ودرأ عن نفسه الموت ستكون مصيبة تتصور تصور أن الموت رحمة أيضا تصور أن الموت وفيه فراق للعزيز وفيه تغيير للأسرة الرجل يموت إذن
الأسرة قد اضطربت ولذلك هناك حزن يصيب الإنسان أن القلب لا يحزن وأن العين لا تدمع ولا نقول إلا ما يرضي الله لما مات سيدنا إبراهيم ابن سيدنا محمد حسنا وبعد ذلك تصور هكذا أن الموت غير موجود هذه تكون مصيبة يا ستار هذا والحمد لله أن ربنا قدر الموت لكي تتراكم المعرفة ولكي تعمر الدنيا لأنه من غير ذلك لهدمت ولم تعمر الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا هم قعدوا وقالوا والله لو كانوا أطاعونا لكانوا مثلنا هكذا أيضا قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين ولا تحسبن الذين قتلوا
في سبيل الله أمواتا في شيء كهذا له ظاهر وله حقيقة، هؤلاء أموات أم لا؟ من ناحية الظاهر نعم أموات لأننا وضعناهم في القبور، من ناحية الظاهر نعم أموات لأن الجسد فارقته الروح، من ناحية الظاهر نعم أموات لأنهم غير قادرين على التصرف والحركة والذهاب والإياب، الذي مات هذا شهيد في سبيل الله. لا يعرف أن يأتي ليجلس معنا هنا فيكون في الناحية الظاهرة نعم هم أموات فقال حسنا فلا تقولوا عنهم أموات إذن هم ليسوا أموات فماذا يقصد؟ يقصد في الحقيقة، فما حقيقتهم؟ بل أحياء عند ربهم يرزقون، هذه حقيقتهم، لخلوف فم
الصائم أحب عند الله من ريح المسك الخلوف الرائحة التي تحدث بعد الظهر والإنسان صائم في رمضان تشمها هكذا لا رائحة ليست طيبة قال الذي ليس طيبا هذا أطيب من المسك هنا لا عند الله نعم يعني إذا كان هذا له ظاهر ظاهره أنه خلوف أي هو يعني شيء مثل المخلفات هكذا شيء يعني رائحته ليست طيبة حسنا والحقيقة هذا مسك يا عمي مسك كيف أنا لا أشمه أجل طبعا أنت نحن لا ننكر أن رائحته سيئة لا هذا نحن نقول لك ثوابه عند الله انظر شكله كيف كذلك دم الشهيد
دم الشهيد الدم عندما يقتل القتيل وهكذا يصبح الدم عفنا يعني تتغير رائحته إلى أطيب عند الله من ريح المسك، إذن هذه قضية أخرى وهي الظاهر والحقيقة في حقائق الأشياء ومن ضمنها أن الشهيد حي عند ربه، ونحن دائما نحاول أن نتجاوز المحسوس ونربطه دائما بالحقائق، وهذه أيضا مسألة مهمة يعلمها لنا ربنا، وهذا هو الإيمان بالغيب الذي أمامك أن الرائحة كريهة والغيب الخاص بها أنها شيء جميل فنؤمن بالغيب وكذلك
الجن والملائكة ولا أدري الجنة والنار نعم لا بأس بها ولكن هذه نقطة دقيقة قليلا هكذا وهو أن الظاهر له حقيقة ونحن نتبع الحقائق وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة