سورة آل عمران | حـ 530 | 176-177 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 530 | 176-177 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى "ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائما قلبه على قلب أمته وعلى أحوال أمته، فكان يحزن. عندما يرى بعض الناس لا يؤمنون خوفا عليهم وكان يصور الحال بأنه يأخذ بحجزهم عن النار يعني كأنه يحتضنك فيك هكذا هو ويمسكك يبعدك عن النار والحجز هذا الذي هو المكان الذي نلف فيه
فى الإحرام فالرداء الإزار يأتي هنا انظر هذا الحجز هذا انظر عندما يمسكك منه يشدك منه كمن يمسك بالحزام أي يشدك من الحزام، فعندما يشدك من الحزام فما معنى ذلك؟ أي يمنعك لأن الحزام محيط بك، وعندما يشدك منه يمنعك. فعندما تصور رسول الله أنه يمنع هؤلاء الناس من النار، فعندما وجد أحدهم مصمما على الذهاب إلى النار يحزن عليه. هذا الحزن كان في بعض الأحيان يعنى يؤلم سيدنا رسول الله جدا، فربنا أنزل تسليه على قلبه من أجل ألا يتحول هذا الألم إلى عائق عن الدعوة، وقال له ولا
يحزنك الذين يسارعون في الكفر. انظر إلى الكلمة ليست الذين كفروا، بل يسارعون في الكفر أي يسرعون إلى الكفر، الذي يسرع كيف يكون شكله؟ لا يوجد لا يوجد تفكير والذي يجرى هذا ما شكله هذا هارب يأتي ليكلمه وجدته يجري ويجري إلى ماذا إلى الكفر إذن هذا ليس آخذا وعاطيا جالس يتناقش يقول لي حجة وأقول له حجة أبدا لا يفكر هذا يسارع إلى الكفر طيب اسمع لا لن أسمع كفانا سمعناكم كثيرا طيب افهم لا لن أفهم
أن في هذه المصارعة غباوة قليلة، وفيها بلادة، وفيها عناد. ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر انهم لن يضروا الله شيئا. القليل الذين ذهبوا إلى الكفر هؤلاء لن يفعلوا شيئا. وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله، وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون يعني ما هو أكثر الناس ليسوا مؤمنين، ما يضر يعني لن يضروا الله شيئا، يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة يا أخي، فأنت حزين لماذا؟ هذا قدر، لا تحزن، لأنه عندما يأتون في الآخرة لن تكون هناك المناقشات والفلسفات والأفكار
والمجادلات، لن تكون، سنذهب إلى مالك يوم الدين لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة، خذ إذن الحقيقة، ولهم عذاب عظيم. يقول لك هنا ولهم عذاب عظيم في مقابل والله ذو فضل عظيم، أي ذو فضل عظيم على المؤمنين، ولكن له عذاب عظيم على أولئك المعاندين الذين أفسدوا ولم يصلحوا، ولذلك قال بعدها ان الذين اشتروا الكفر بالإيمان انظر إلى التعبير اشتروا الكفر بالإيمان يقول لك ما هذا
الباء تدخل على المتروك هذه الباء تدخل على الشيء الذي تتركه اشتروا الكفر بالإيمان إذن هم تركوا ماذا تركوا الإيمان وأخذوا ماذا أخذوا الكفر والعياذ بالله يعني عندما تقول اشتريت الدولار بالجنيه إذن فعلت ماذا تركت الجنية و أخذت الدولار, إذا اشتريت الجنيه بالدولار فقد تركت الدولار وأخذت قصاده الجنيه. وإذا اشتريت الدنيا بالآخرة فقد تركت والعياذ بالله الآخرة وتمسكت بالدنيا. وإذا اشتريت الآخرة بالدنيا فقد أخذت الآخرة وتمسكت بها وتركت الدنيا. إذن هذا الكلام يعني أن الباء تدخل على
المتروك، انظر في الباء. ماذا بعدها؟ الذى بعدها يكون أنك تركته تركته، والذي قبل ذلك يكون أنك أخذته. قال: أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ يكون سيتركون ماذا؟ الذي هو خير ويأخذون ماذا؟ الذي هو أدنى. اذن الباء تدخل على ماذا؟ على المتروك. إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم إذن يصف حال أناس عرض عليهم هذا وذاك، أنت وأنت في البيع والشراء عندك سيارة عندك أموال، فإما أن تأخذ الأموال وتمضي وإما أن
تضع الأموال وتأخذ السيارة وتمضي، بيع وشراء هكذا، فكان أمامهم الاثنان، هذا الإيمان وهذا الكفر، قالوا لا نحن نريد الكفر وتركوا الإيمان، لهم عذاب أليم لن يضروا الله شيئا كررها في الآيتين على أولئك الذين يسارعون وعلى أولئك الذين يستبدلون وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته