سورة آل عمران | حـ 534 | 180 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 534 | 180 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يوجهنا ويرشدنا ويرسم لنا طريق الحياة في الدنيا حتى ننال سعادة الدارين الدنيا والآخرة، يقول "ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضلك هو خير لهم بل هو شر" لهم هناك قبل
ماذا يقول ولا يحسبن الذين كفروا يخاطب الكفار وقلنا حينئذ هذا خطابه للكفار ليس فقط يستفاد منه تحذيرهم وبيان حقيقتهم أبدا هذا يستفاد منه خطاب للمؤمن يعلم حقيقتهم من ناحية ويحذر من فعلهم من ناحية أخرى تجاه فعل الخير هذه المرة يخاطب المؤمنين صراحة مباشرة، ولكن مؤمن مقصر، مؤمن لا يستطيع أن يتغلب على نفسه، تأخذ وتعطي معه، وهذه النفس التي تأخذ وتعطي معه ليست غريبة ولا شيء، بخيلة لأن
القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود، لكن القرش كثر قليلا فأصبح العشرون الثلاثون مليونا الأبيض ينفعه في اليوم الأسود لم تعد قرشا يعني لم تعد مبذرة قليلا الإنسان هكذا في طبائع في الإنسان هذه الطبائع تستقيم بها الحياة الغيرة عند المرأة هذه حاجة جيدة جدا تستقيم بها الحياة تدافع عن أبنائها ترعاهم تجن إذا حدث لهم شيء نعم هذا على فكرة من غير ذلك كانت المرأة لا يكون لها ما الذي تستطيع أن ترعاه هذه الرعاية؟ الغيرة يعني ليست جميلة يعني لا، هي لها جانب جميل ولكن زيادتها مثل الملح
في الطعام عندما تسكب كيس الملح كله في القدر الصغير هكذا جعلتها شيئا مرا يعني جعلتها مرة جعلتها ليست... سمها كما تشاء ولكن الملح عندما أيضا تضعه في الطعام فيحليه ولكن بقدره بالحاجة المعقولة هكذا فإذا كان البخل الذي في الإنسان هذا هو طبيعته من أجل ألا يصبح الإنسان مفرطا إلى حد "يا أيها الذين آمنوا خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا"
فالجانب الخاص بالحرص هذا جميل ولكن لا تزد كثيرا جدا هكذا حتى تصل إلى البخل فيكون هناك خط فاصل بين الحرص الذي به قوام الحياة وبين البخل الذي نعى الله على أهله هنا ولكن هذا من هذا الشجاعة والتهور ما هو هذا من هذا متهور لماذا لديه شجاعة هكذا، الشجاعة مطلوبة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مطلوبة في النصيحة، مطلوبة في الجهاد في سبيل الله، مطلوبة في التجارة، لكن التهور لا ليس مطلوبا، يكون ضد الحكمة، يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا، ففي
حد فاصل بين المعاني. هذا الكرم والإسراف مثلا والحرص والبخل وهكذا، هنا الذي نقوله "ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله" فسيدخل المال، وسيدخل العلم، وسيدخل السلطة، وسيدخل الصحة، وسيدخل التقوى أيضا، فمن كان تقيا وقام يرشد الناس فعليه أن يرشد الناس، يقول الإمام السيوطي أن الواحد عندما يصبح تقيا وربنا أكرمه بالتقوى وليس هناك إلا هو في المدينة يجب أن يتصدر الناس يعلمهم كيف يدعون كيف يذكرون كيف يطلقون الدنيا من قلوبهم كيف، طيب
افترض أنه من تقواه انعزل فيكون قد أخطأ وأثم ببخله هنا في هذه الحالة ببخله افترض واحدا عالم وليس هناك إلا هو قاض وبعد ذلك عرضوا عليه القضاء فقال لا والله إن القضاء هذا أمر حساس جدا فلنتجنبه أنا أتورع عنه ورعه كاذب وهو يرتكب الإثم لأنه ليس هناك إلا هو فيجب عليه أن يتولى القضاء افترض أن واحدا طبيب ورفض أن يمارس مهنة الطب ولا يوجد في البلد سواه أيكون آثما، افترض أن واحدا سباح ولم يرض أن ينقذ الغريق، قال: لا، الدنيا باردة، أنا لن أنزل. هكذا لا يرضى أن ينقذ الغريق يا عم، لا يوجد إلا أنت الذي تسبح. طيب
ماذا سنفعل؟ الرجل يغرق. قال: لا، أنا لن أنزل. أيكون آثما؟ لماذا آثم؟ لماذا؟ الدنيا باردة، هل هو حر لا يوجد واجبات في مقابل هذه الحقوق في مقابل هذه المعاني ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله واسمع إذن فضله هذا شيء واسع هكذا يشمل كل المعاني ليس فضل المال فقط فيكون هذا دين الحياة وأنت تسير هكذا دائما وبالحكمة هو خير لهم يقول لك الله فلماذا قال "فلا يحسبن"؟ قال لتسلط الفعل عليه ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله
من فضله هو خيرا لهم لا يحسبنه لا يحسبوه خيرا إذن خيرا مفعول به نعم لأن يحسب تأخذ مفعولين فهذا هو المفعول الثاني لها بل هو شر لهم مبتدأ وخبر هو شر أجل سيطوقون بما بخلوا به يوم القيامة، سبحان الله يوم القيامة توجد أشياء كذلك ولكن نشرحها المرة القادمة لأن هذه مهمة، فإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.