سورة آل عمران | حـ 535 | 180 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول الله سبحانه وتعالى: "ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم، بل هو شر لهم". هل هو في الحقيقة كذلك في الدنيا لكن انظر إلى فظاعة هذا التصوير حتى تفر منه خوفا، سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة، سيطوقون
يعني سنجعل طوقا حولهم والطوق فيه ماذا؟ إحاطة، ومعنى الإحاطة أنه لا يوجد مفر، لا يوجد مخرج، الأبواب كلها أغلقت، فالطوق دائرة والدائرة مغلقة كلها وأنت في الوسط، فيكون المعنى الأول هو عدم وجود فرصة للنجاة، ما من فرصة للنجاة، سيطوقونه. حسنا هذا يجعل الإنسان يختنق هكذا، أول شيء سيطوقونه، والأمر الثاني هو أنه في يوم القيامة ستتحول المعاني إلى أمور حسية،
المعاني ستتحول إلى أمور حسية، فالموت هذه حالة أي ليس هناك شيء اسمه موت هكذا، يأتي في صورة كبش. فيذبح بين الجنة والنار بعد دخول أهل الجنة وأهل النار وهذا معناه أن الموت قد انتهى تماما إذا ففي خلود لا يوجد موت كلام سيدنا علي عندما يقول لو كان الفقر رجلا لقتلته حتى نتخلص من الفقر فما هو الفقر هذا إنها حالة ما هو البخل إنه حالة ما رأيك في أنه يتحول إلى ستار حديدي، ما هذا الستار، إنه بخلك، حالة
البخل التي بخلت بها، فما معنى هذا البخل، كيف يتحول المعنى، نعم يوم القيامة له خصائص خاصة، حتى مكونات الجسم لها خصائص خاصة، يوم القيامة مقداره ألف سنة، تصور ألف سنة من سني الدنيا. من أتباعنا الآن تخيل أنك واقف على قدميك ألف سنة ماذا يعني ذلك، إن هؤلاء عندما يأتون في التعذيب في المعتقلات أبو غريب وجوانتانامو وما شابه يوقفونه فقط ولا يفعلون به شيئا آخر فيكون ذلك عذاب الله الأليم، إن الناس الذين عملهم فيه وقوف كثير يصيبهم شيء يسمى
الدوالي ونحن اشتغل سنة أو سنتين وإلا فكيف سنقف، ولذلك سنأتي نحن، قاعدون واقفون، والذي يحاسب معه والذي قاعد في ظل الرحمن واقف أيضا في ظل، يقول لك يوم الموقف موقف الكريم العظيم، فالناس ستملأ وستكتظ قبل وعده فيذهبون إلى سيدنا آدم يقولون له انظر لنا حلا يقول لهم والله ما لماذا تتدخل؟ هذا أنا أسألكم عن الشجرة، قوم يذهبون إلى سيدنا نوح، قوم يذهبون إلى سيدنا إبراهيم، قوم يذهبون إلى سيدنا موسى فعيسى وكل نبي يقول ماذا؟ يرشد إلى الذي بعده، يذهبون إلى فلان، يمكن حتى يرشدهم سيدنا عيسى
إلى سيدنا محمد، فسيدنا محمد يقول أنا لها، فيذهب فيسجد تحت بمحامد كثيرة لم يلهمها لأحد من قبله فيسجد ما شاء الله أن يسجد حتى يقول له الله يا محمد ارفع واشفع تشفع وقل تسمع عليه الصلاة والسلام فأول شيء يقول يا رب أي أن الأمر طال فربنا يخفف الألف إلى خمسمائة فتصيب رحمة النبي العالمين من آدم إلى يوم الدين كلهم يستفيدون من سيدنا محمد وما أرسلناك
إلا رحمة للعالمين ليس لهذه الأمة ولا لهؤلاء الناس فحسب بل إلى اليوم لا بل من آدم الذي قبله والذي بعده يستفيدون منه صلى الله عليه وسلم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة سيكون ستارا حديديا حولك أيها البخيل يخنقك هكذا هذا للتو الوقوف يعني فيه مشقة فما بالك بالشمس ودرجة الحرارة فما بالك بالحساب في يوم القيامة يدك ستنطق طيب نحن اللسان هو الذي ينطق لا حينئذ اليد التي ستنطق والجلد سينطق الله إذن قوانين أخرى جسم يتحمل أن يسقط في خمسمائة سنة ما هو ليس هناك شيء اسمه يسقط في خمسمائة سنة بهذا الجسم،
لكن بجسم الآخرة نعم تقف في خمسمائة سنة وتقف ألف سنة، إذن ربنا رحيم نعم، إذن ستبدل الأرض غير الأرض والسماوات، سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة، ولله ميراث السماوات والأرض، يذكرك أن ما أتاك من فضله ليس من حولك وقوتك ونشاطك وذكائك. وفعلا وكذلك إلى آخره، هذا من فضل الله والدليل على ذلك بسيط ومشاهد ومحسوس أن زميلك الذي كان كتفا بكتف معك لم يعد كذلك، وزميلك الذي كان كتفا بكتف والذي كان يتفوق عليك
أولا في الفصل أنت سبقته في الحياة الدنيا، فلماذا سبقك؟ هذا من فضل الله وليس غير ذلك من ذكائك أكان يوجد أحد يضاهيك أم من ميراثك عن أبيك أما كان يوجد أحد أغنى منك أم من أي شيء سوى فضل الله قارن بينك وبين الفصل الذي كنت فيه تجد أنك سبقت أناسا وأن هناك أناسا سبقوك إذن فالعملية ليست بالتساوي وليست كذلك بحولك وقوتك ولله ميراث السماوات والأرض كما أن كل مجهود قمت به والذي ستقوم به أنت تاركه لأن الكفن لا يحتوي على جيوب وعندما يكون الأمر كذلك
فلم لا تقوم بأداء ما عليك من واجبات أحبب الناس أعط فالحب عطاء قم بخدمة الناس هكذا قم يا رب ألق محبته في كل هذا لأنه ليس من أجل الدنيا فلا تنتظر أحدا يشكرك ولا تنتظر أحدا يعطيك أو تمن عليه فقال والله بما تعملون بصير فاللهم يا ربنا اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ووفقنا إلى ما تحب وترضى وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله