سورة آل عمران | حـ 542 | 185 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 542 | 185 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى "كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة" وكلمة إنما تفيد شيئا من القصر والحصر، يعني لن يوفي الله سبحانه وتعالى لكم أجوركم في الدنيا وإنما سوف يعطيكم الأجر الكامل يوم القيامة وإنما يعني سيعطيك في القيامة تماما إذن وفي الدنيا النعم كل النعم التي يعطيها لك هذه تعني ماذا جزء كل هذا
جزء هو لو حاسبنا بالتمام يعني سيتبين أننا مدينون بأشياء كثيرة لكن هذا من كونه غفور رحيم واسع فمن زحزح عن النار والله زحزح عن النار هذه قضية هذا يكفي أنه لا يوجد عذاب الحمد لله يا رب سلم الزحزحة عن النار جانب هو إنما لا هذا أنت تتعامل مع ربنا وادخل الجنة يكون فيه وقاية من عذاب الحريق من عذاب النار ويوجد كذلك أجر
وثواب ينتظرك في الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر أي كل ما سنحاول أن نتخيلها تخيل الذي تتخيله تخيلت أشياء عجيبة غريبة لا بل هي أعلى من ذلك يقول لك في الجنة نهر اللبن يختلط مع نهر العسل مع نهر الخمر مع نهر المياه لا تختلط وليس لها حواف لأن لا توجد جاذبية والطين يمسك الحصى والطوب والحجارة الماضي وأنت تسير تريد أن تذهب إلى أمريكا تكون في أمريكا ليس معنى ذلك أنه لا توجد مشقة السفر تريد أن أكون في أمريكا قم
كن في أمريكا هذه هي الجنة قال لا هذا فما بال الجنة إذن؟ لن أعرف، لن أستطيع أن أصفها، ولكن كل هذه الأفكار جميعها لا تكفي، فالجنة أعلى من ذلك. ليس فيها إفراز عرق ينزل، وهذا العرق رائحته عطر، فما هذا؟ ولا يضايقك بعد ذلك، والنسيم العليل طوال النهار والليل، ولا يوجد نهار وليل، لا يرون فيها شمسا ولا لك الزمهرير القمر فلا شمس ولا قمر يعني ما يوجد لا ليل ولا نهار فما هذا الأمر الذي يمل سنبقى هكذا جالسين خالدين فيها قال لك لا يوجد ملل ألغي الملل هذا أنت جالس تتمتع كل يوم عن اليوم الذي لهم فيه لهم الحسنى وزيادة لهم
فيها ما يشتهون الله كلما تتأمل هكذا في صفات الجنة تظهر أشياء غريبة عجيبة وكذلك هي أعلى من كل ما يخطر في ذهنك لأنه خطر على ذهن البشر فقد فاز من دخل الجنة إذن انتهى الأمر يكون قد فاز وهذا نقوله لماذا وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور هل أنت تريد الدنيا مع ربنا يريد الأخرى، مع ربنا يريد الاثنتين، مع ربنا ما أنت قادر على أن تصبر ثلاث دقائق لكي تخلد في الجنة
أبدا. قال كيف ثلاث دقائق؟ إنني أعيش فيها مائة سنة! إن الإنسان أمله طويل هكذا، قال لك يعني ثلاث دقائق ستعيش مائة سنة، قم فتجدها ثلاث دقائق. قال نعم تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، اليوم عندما يكون خمسين ألف سنة تصبح الدقيقة بثلاثة وثلاثين سنة من سنوات ربنا، سيأتي أنت عشت مائة سنة تكون قد عشت ثلاث دقائق، نعم إذن ثلاثة وثلاثون في ثلاثة بتسعة وتسعين وثلاثة وثلاثين وثلث أيضا أي أنهم يرونه بعيدا مائة سنة ونراه قريبا، هذه ثلاث دقائق الحقيقة هكذا فقد أصبحت لا تعرف
أن تصبر ثلاث دقائق وتستقيم على الصراط المستقيم وتدخل الجنة خالدا فيها أبدا، فما هذا هذه صفقة خاسرة تماما وأنت الذي تخسر فيها، هذه ثلاث دقائق ستصبر عليها قم فإن الله يدخلك الجنة ويزحزحك عن النار اللهم آمين فيقارن إذن بين الآخرة وبين الدنيا وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور لأن هذه خالدة ليس فيها نكد وليس فيها عمل وليس فيها كد واجتهاد وفي الدنيا كل شيء مثلها كل شيء يزول وينقضي إلا الحمد فوديعة الآباء للأبناء الشعر يقول هكذا فكل شيء هالك وزائل وها نحن نرى الصحة،
يكبر الإنسان في السن وتبدأ الصحة تتراجع، والمال ها هو ينفق فما يذهب لا يعود، والسلطان يوم لك ويوم عليك، والجاه وهكذا كل شيء مثلنا، فماذا يبقى؟ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، إذن نرجو الله سبحانه وتعالى وندعوه أكثر أن يجعل الدنيا في أيدينا وإلا يجعلها في قلوبنا وأن يمكننا في الأرض كما مكن الذين من قبلنا لنقيم الصلاة ونؤتي الزكاة ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونقول ولله عاقبة الأمور من قبل ومن بعد يا أرحم الراحمين وإلى لقاء آخر أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته