سورة آل عمران | حـ 545 | 187 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

اللهم اشرح صدورنا واغفر ذنوبنا واستر عيوبنا مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يصل الأمة الإسلامية بمن كان قبلها لأنها أمة واحدة وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب حسنا وهذا يحكيه لنا لماذا لأننا لسنا هذه حقيقة وليست حقيقة تاريخية نقف عندها، هذه حقيقة تاريخية نستفيد منها في حياتنا إلى يوم الدين. وعندما تقرأ القرآن هكذا أنه يخاطب الناس أو
يخاطب من كان قبلنا أو أنه يحكي لنا القصص، فإنما هو لنا نحن، ليس يحكي لنا حكاية لا. أولئك الذين هدى الله فبهداهم مقدمة نعم وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب يحكي لنا عن أنه أخذ ميثاقا وعهدا على الذين أوتوا الكتاب فمن هم الذين أوتوا الكتاب هؤلاء أحدهم يقول لي اليهود والنصارى ومن أنزل الله عليه الكتاب حسنا ألم ينزل علينا كتابنا أيضا ما أحد انتبه قط لهذه النقطة هذا أنا من أهل الكتاب كذلك، المسلمون أهل كتاب وكتابهم ما هو؟
القرآن، فيكون أهل الكتاب في القرآن يمكن أن تطلق على معنيين، معنى السابقين ومعنى من منحه الله ووهبه ومن عليه بكتاب، فيكون يدخل في المعنى هذا ماذا؟ يدخل فيه المسلمون، وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب أي أوتي الكتاب يبقى في ميثاق بينه وبين ربه كذلك يبقى نحن ندخل أم لا ندخل ما نحن أصحاب كتاب هو وكتاب ماذا شيء آخر لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه كتاب ماذا محفوظ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون كتاب ماذا هدى للمتقين كتاب فصلت آياته يعني
أمرا عظيما جدا فنحن يعني من الذين أوتوا الكتاب ولذلك هذا الميثاق يشملنا وليس حالما تأتي كلمة الذين أوتوا الكتاب يذهب ذهنك إلى السابقين لا بل نحن داخلون أيضا فيهم فما هو الميثاق إذن لتبيننه فلا يوجد سر نخفيه والأمر الثاني ألا نحرف الكلام رقم ثلاثة نؤمن به كله كما قال لكم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض، رقم أربعة ننفذه أمام الناس لكي نكون قدوة حسنة لهم لئلا الناس الذين في الخارج الذين لا يعرفون الكتاب يروننا ويظنون أن هذا هو الكتاب
فعندما لا تعمل تكون مصيبتك مصيبتين المصيبة الأولى أنك تعصي والمصيبة إنك تضل الناس الذين يرونك خارجا وليس عندهم الكتاب ليقرؤوه وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه واللام هنا للتأكيد يجب أن تبينوه يبقى نحافظ عليه نؤمن به كله نظهره نطبقه للناس ليس لكم فقط ما قال لا تبينونه لكم ما نحن نعرفه والليل النهار قاعدون نقرؤه ونسمعه به وكل شيء للناس
للخلق جميعهم الستة مليارات يكون فيه إذاعة وفي تفاسير يكون لا يوجد سر العينة تبينت في قلبي في الثاني ما أخفي شيئا ولا تكتمونه يكون سنبينه ولن نخفي شيئا فنبذوه وراء ظهورهم هذه هي العلة التي حذرنا منها فنبذوه فإياكم أن تنبذوه أنتم وراء ظهورهم نبذوه ظهورهم يعني لم يطبقوه فيبقى المسلم الذي لا يرضى أن يطبق يرتكب جريمتين جريمة أنه يعصي وجريمة أنه يضل
ويضلل ويتوه الآخرين ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم لما نبذوه وراء ظهورهم وما طبقوا انظر الكلام انظر الكلام يقول ماذا نبذوه وراء ظهورهم يعني جعلوه على ظهرهم هكذا وهذا معناه ماذا لا يرونه وما معنى أنهم قد افتقدوه في حياتهم، وما معنى أيضا أنهم يخفونه. ها، انظر المصحف أضعه خلف ظهري هكذا، فأنت لا تراه، حجبته عنك. وما معنى أننا وقفنا بين الخلق وبين الله. الخلق هكذا خلقهم ربنا وأراد أن يوصل إليهم كلمته، لن يقعد يكلم كل واحد والله.
فذهبنا وجئنا نحن أي حجاب بين الخلق وربهم يا له من خبر أبيض هذا ليس خبر أبيض أبدا هذا خبر أسود تتحول وقد أكرمك الله من شخص من أجل أنك نبذت كتابك وراء ظهرك فحجبته عن الناس بيانا وتنفيذا تتحول إلى عائق لوصول كلمة الله للخلق احذروا يا إخواننا أن كلمة الله إلى الخلق، احذر لئلا تكون مصيبتها عظيمة جدا. حسنا أنا عندما وضعته خلف ظهري وافتقدته وحرمت الناس منه جريمة، لكن
الجريمة الأكبر من ذلك أنني عندما افتقدته لم أعرف كيف أعيش فأردت أن أعيش بشيء فبحثت عن هذا الشيء واشتريته فتكون حاجتي الأصيلة معي وأنا ذاهب لأشتري ما هي حاجة أخرى واشتروا بها ثمنا قليلا لما افتقدته وأنا محتاج إليه ذهبت أشتري هدية أخرى نظام آخر نموذج آخر أفكر به لكي أعيش لا ينفع العيش هكذا لا بد من شيء يهديني أخفينا هذا ونظرنا فلما نظرنا اشترين شيئا آخر واشتروا به ثمنا
قليلا اشتريت شيئا هكذا بمليون فأنا مستعظم جدا مليون جنيه ما هو مليون جنيه هذا ثمن قليل جدا هذا لا يقدر بثمن اشتروا به شيئا آخر فبئس ما يشترون ليس نعمة لا إن الذي تشترونه هذا سيتسبب في أنكم ستعتادون عليه وأنه سيضلكم وأنه سيغيب عنكم الكتاب فبعد ذلك لن تعرفوا شيئا وتنقلبون إلى الله يوم القيامة فيعاقبكم، نسأل الله السلامة والتوفيق والسداد، فإن الهداية إنما يخلقها الله في القلوب، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.