سورة آل عمران | حـ 546 | 188 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 546 | 188 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول الله سبحانه وتعالى لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم وهذه الآية لما نزلت فاشتد الحال على الصحابة
ففهموا أن من فرح بنعمة من نعم الله فإنه سوف يحاسب يوم القيامة وأنه يجب على المؤمن هكذا فهموه ألا يفرح والفرح جبلة فعندما تعطيني شيئا جميلا عندما تأتيني نعمة عندما يشفى مريضي عندما ينجح ابني أفرح فكيف أم غضبت هكذا قال الله هو هؤلاء الأشخاص سيدخلون النار أم ماذا يعني اضطربوا اشتد عليهم الحال لا يفهمون نحن هكذا لا نفهم الفرح سيدخلني إذن يجب أن أبقى كئيبا وحزينا دائما اشتد
بهم الحال هذا أمر شديد جدا لكن في الواقع هذا ينبهنا إلى أن الله رحيم لأن الأمر ليس هكذا وكان يمكن أن يكون كان يقول اقتلوا أنفسكم ولكن لم يقل يمكن أن يقول لنا لا تفرحوا وكأنها تصبح شيئا كيف تصبح جديدة جدا ولكن لا ذهبوا إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له يا رسول الله من منا لا يفرح إذا أصابته نعمة أي نفرح جميعا فقال لهم ليس بذلك الذي طرأ على أذهانكم ليس هو هذا يعلمنا أنه يمكن أن أفهم النص خطأ فالنص بريء من فهمنا، من الذي
فهموا النص خطأ؟ هؤلاء سادة الناس الصحابة، ليس مجتهدا أو واحدا هكذا يعني عالما أو ماذا، هؤلاء الصحابة الكرام أهل اللغة فهموا النص خطأ؟ حسنا لا يحدث شيء، من الذي يقول النص الصحيح المعصوم صلى الله عليه وسلم فتبقى الحجة أين في الكتاب والسنة، قوم يأتون الناس هكذا وهم يفعلون هكذا، هذه هي الشبهات حول الإسلام، نعم خير، قال البيضاوي - والبيضاوي هو في ماذا - وقال الرازي، أجل هؤلاء ذهبوا يثبتون إعجاز القرآن، طيب القرآن قال ماذا، ما هو قال شيئا كانوا جريئين وقالوا انظروا ماذا يقول القرآن، فلما لم يعرفوا ماذا يقول القرآن ذهب وقال قال
البيضاوي في تفسير الآية، آه فهمها هكذا، فلماذا تتركونه يفهم هكذا؟ لأنه كان لدينا حرية، لم يكن لدينا أبدا حجر فكري ولا محاكم تفتيش ولا لا تجرؤ على التفكير، وإنما أيضا ما ليس لدينا قلة أدب وقلة حياء، لم ينشأ منا علماء قط ولم يسبوا السلف الصالح ولم يعتدوا على الأديان ويزدروها ولم يسخروا من النبي صلى الله عليه وسلم ولا من نبي من الأنبياء، أناس طيبون هكذا والكلام طيب وجميل هكذا إنما يفهم، نعم افهم كما تريد حتى لو كان الفهم خاطئا ويأتي العلماء الآخرون ليصححوا لك، فانظر كل هذا يثبت قوة هذا الكتاب،
لا يستطيعون أن يأتوا بشيء ضده، فيذهبون ليقولوا ماذا قال البيضاوي وماذا قال الرازي وماذا قال القرطبي، حسنا إن هذا يدل على عظمة هذا الكتاب وأنه ليس من وضع البشر، حسنا فما معنى الفرح هنا معناه الكبر المفرح، هنا معناه الكذب المفرح، هنا معناه الطغيان. فلماذا سماه فرحا؟ لأن الإنسان فرح بما هو فيه، فسماه فرحا. لماذا أنت متكبر؟ لماذا طاغ؟ لماذا كذاب؟ يقول لك أنا لست كذلك، أنا فرح، أنا
فرح بأنني كذلك، بأنني متكبر وطاغ. لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فهو متكبر في الأرض لأن ربنا رزقه مالا ومتكبر في الأرض لأن ربنا رزقه علما قال له هذا العلم يعني أتظن أنه من عندك هذا ربنا يفتح على العالم من هؤلاء يفتح وما يفتح على عالم آخر ولذلك تجد في ومضة كذلك هي الومضة هذه من أين تأتي هذه إلهام رباني أرسله الله والإلهام هذا يكون للمؤمن وغير المؤمن ولذلك الإمام
الشعراني يقول فإن ذلك مما ألهم الله به هؤلاء من أجل المعاش وكمال الارتياش كمال الارتياش الذي هو الرفاهية يعني يسألونه عن الأشياء التي تكون في بلاد غير والمسلم ذهب إلى تلك البلاد ليتبعها فقال له نعم هذه من إلهام ربنا، القوانين التي ألهمهم ربنا بها، لماذا؟ من أجل المعيشة وكمال الراحة، فربنا هو الذي ألهمك، كنت تقول الحمد لله على هذا المال القليل، على هذا العلم، على هذه الصحة، على هذه السلطة، على كذا من الأنواع النعم الكثيرة لكن لا يقول الحمد لله، هذا يقول لك إنما أوتيته على علم. آه لا،
أنت لم تؤته على علم لأنك لم تفعله. لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم. فما معنى عذاب وعذاب آخر؟ نقولها في المرة القادمة إن شاء الله، فإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.