سورة آل عمران | حـ 549 | 190-191 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 549 | 190-191 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يذكر ربنا سبحانه وتعالى صفات أولي الألباب فيقول إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب فيسأل أحدنا نفسه ومن أولو الألباب ومتى يكون الإنسان منا يدخل في نطاق أولي الألباب حتى يكون ممدوحا من الله، لأن ربنا وهو يسوق الكلام تشعر هكذا وتحس أنه يمدحهم لآيات لأولي الألباب كأنه يعظمهم يعني، فأنا أريد أن أكون منهم فماذا أفعل إذن؟ من هؤلاء؟
فيقول وهو يصف لكنه يكلف يعني هو يصف ويشرح من هم أولو الألباب، لكنه يقول لك ماذا تفعل، كل شيء مرتبط بما تفعل، يجيبك على ماذا تفعل، الذين يذكرون الله، فتكون القضية المحورية في طريق الله هي الذكر، ولذلك يقول لا يزال لسانك رطبا بذكر الله، هذا الذكر له أثر، فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون، واذكروا كثيرا لعلكم تفلحون إذا ربنا سيذكرنا وربنا سبحانه وتعالي سيفلحنا وربنا سبحانه وتعالى سيطمئن قلوبنا
بذكر الله تطمئن القلوب وتستمر تسير في الذكر هكذا فتجد له آثار غفران الذنوب وتنوير القلوب وتيسير الغيوب فأنت عبد رباني إذن كلما زدت في الذكر باللسان وبالقلب وبالفعل كلما كنت في طريق الله تتقدمون أول شيء في طريق الله الذكر الذين يذكرون الله فقد عرفنا الذكر نريد الآن أن نرى متى نذكر هذا الذكر خفيف لماذا لأنه في الأصل يعمل به لسانك ولسانك في
فمك وليس في يديك ولا في عينيك ولا في رجليك لسانك ليس في الأماكن هذا فالذكر لا يعطل شيئا من جوارحك، طيب فمتى نذكر وهو خفيف، كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، قياما وقعودا وعلى جنوبهم، ما هذا؟ هذا على الدوام، يبدو أنه على الدوام هكذا لأن الإنسان إما أن يكون قائما وإما
أن يكون قاعدا وإما أن يكون نائما وليست هناك حالة يعني أربعة: القيام والقعود والنوم قياما وقعودا وعلى جنوبهم، يبقى إذا نستطيع أن نقول إن الذكر لله إنما يكون في كل حال، معنى الكلام هكذا: أول طريق إلى الله الذكر، طيب وثاني طريق إلى الله ما هو؟ سنظل نذكره فقط هكذا؟ قال: لا، الفكر، دليلك ما هو قال هو ويتفكرون يعني يتذكرون ويتفكرون الذين
يذكرون الذكر ويتفكرون الفكر هذا طريق ربنا الذكر والفكر ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ما هو الفكر هذا قال لك حركة النفس في المعقولات اسمها فكر حركة النفس تعني ماذا تعني عقلك يعمل طيب عقلي هنا بالداخل يعمل كيف الانتقال من المقاصد إلى المطالب من المبادئ إلى المقاصد إلى المطالب هذه هي الحركة عقلي يعمل هكذا يعني ماذا يعني تنتقل من شيء إلى
شيء حسنا وإذا لم تنتقل فلا تكون هناك حركة وإذا لم تكن هناك حركة فلا يوجد فكر إذن التفكير يجب علينا أن يعمل عقلنا حسنا ولو أعطينا العقل إجازة ولم يعمل فلا يوجد تفكير إذن نحن لسنا في طريق الله، فكيف تفكر إذن؟ هيا من المحسوس إلى المعقول، حركة النفس في المعقولات، أي كيف؟ قال اسأل يا أخي روحك: خلق السماوات والأرض متى؟ كيف؟ لماذا؟ إلى ما يؤول، ما العلاقات البينية بين السماء والأرض؟ وتظل تسأل هكذا وهي أسئلة غير متناهية
وكل سؤال عندما تسأله ينفتح عليك أربعون سؤالا وكل سؤال من الأربعين ينفتح أربعين وكل سؤال من الأربعين ينفتح مائة وهكذا فالعلم لا يعرف الكلمة الأخيرة وفوق كل ذي علم عليم من المحبرة إلى المقبرة من المهد إلى اللحد ولكن فكر جيدا ما دام الأمر كبير هكذا فأنا لا أفكر، نعم لن تفكر، فإذا لم تكن في طريق الله فإن طريق الله أوله الذكر وثانيه الفكر، ما الأزمة التي نمر بها في العالم الإسلامي؟ يقول لك هذه أزمة فكر، أنا أقول لهم لا، هذه أزمة ذكر وأزمة فكر، نحن لا نمر
بأزمة فكر ولكن نحن نمر بأزمة ذكر وأزمة فكر نريد أن نذكر الله مرة أخرى ونضعه في منظومة حياتنا ونريد عندما نضعه ألا نضعه ونقتصر باللسان أو الجنان حتى ولا الأركان بل نحن نريد أن نشغل عقولنا وإذا شغلنا عقولنا فسنتقدم لأنه سيكون هناك عون ولكن ما دام لا يوجد فكر وكذلك اعلم من هذا أنه ما لم يكن ذكر فلا تكون معونة، على ماذا إذن سيعينك على ماذا؟ فكر وهو يعينك وسيفتح عليك، فكان من دعائهم اللهم افتح علينا فتوح العارفين بك، ربنا ما خلقت هذا
باطلا سبحانك فقنا عذاب النار، نأخذها في اللقاء التالي إن شاء الله، يا ربنا افتح علينا فتوح العارفين بك واغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتقبلنا على ما نحن عليه من عمل ووفقنا إلى ما تحب وترضى وإلى لقاء آخر أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته