سورة آل عمران | حـ 552 | 193-195 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 552 | 193-195 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه في آخر آل عمران يعلمنا الله سبحانه وتعالى الدعاء فيقول ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ربنا مرة أخرى إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار ربنا مرة ثالثا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا، والمرة الرابعة فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ربنا، والمرة الخامسة
وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد، نرى الآخرة أكثر من الدنيا وتطمئن قلوبنا هناك، علمنا إذن ربنا وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وأيضا الآخرة أكثر ربنا آتنا في الدنيا هذه واحدة حسنة وفي الآخرة التي للآخرة واحدة هي حسنة وقنا عذاب النار وأيضا في الآخرة فتصبح اثنتين في الآخرة وواحدة في الدنيا كان لنا شيخ وكنا نذهب نقول له ادع لنا يا سيدنا حسنا أنا
لدي قضية في المحكمة غدا ادع لي، أنا لدي ابني في الامتحان ادع لي، أنا لدي بضاعة ادع لي، أنا في أزمة في شيك بيني وبين عميلي ادع لي، قال يا إخواننا ما أحد يقول لي ادع لي أدخل الجنة، يعني كله ربنا آتنا في الدنيا من خلال ذلك لا يعني أن الإنسان يجعل فيه توازنا، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، فيكون معقولا أن يكون دنيا ودين، لكن هذا دنيا فقط، فهذا الحال يقول الله سبحانه وتعالى عنه وهو يعلمنا كيف نناجيه، فاستجاب لهم ربهم لما تعلق
القلب به. سبحانه وتعالى لما ناجاه بهذه الصفة الكريمة استجاب الله له أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وجاهدوا فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا
وإن ربنا سبحانه وتعالى سيؤتيك على كل شيء قد فعلته في الدنيا وكل نصب ومجهود في الدنيا سيعطيك عليه أجرا ومكانا في الجنة وهذه الجنة خالدة من الأكدار بل ومن الليل والنهار لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا فواحد قال يا الله كيف يعني تكون مظلمة من الذي قال لك تكون مظلمة هذا ما ليس فيها شمسنا هذه لكن فيها نور الرحمن الله ما هو باله غير منتبه إطلاقا وأشرقت الأرض بنور ربها أنت منتبه
من الغفلة يقول لك الله لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا هذا هو مكان يسكن فيه هذا ما ليس فيه شمس فيكون ظلمة وما ليس فيه زمهرير فيكون مثل الرطوبة هكذا فيكون رطبا ومظلما ويكون فيه حشرات أم لا شيء هذا هو المكان هذا ويا عيني أغلق الله قلبه وعقله عن أن يفهم عن الله مراده وغاب عنه وأشرقت الأرض بنور ربها ووجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة هذا ما قال لك لهم الحسنى وزيادة الحسنى التي هي الجنة فما الزيادة قال النظر إلى وجهه الكريم وجه الله هذا شيء ما، فالجنة هذه المخلوقة التي قال فيها ما لا عين
رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، أما ربنا فليس كمثله شيء وهو السميع البصير، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، لم يكن له كفوا أحد. شيء آخر، فإشراق الجنة ليس بشمس تحمي كذلك وتجعل الإنسان يتعرق وما إلى ذلك، لا هذا بنور ربنا، وعندما تستنير بنور ربنا هذا فأنت كأنك تسبح في اللذة، لذة روحية تسبح فيها أي بحار من اللذة تتنفسها وتسبح فيها، تخيل إذن ما هذا، شيء لو تجلس تتفكر فيه تجده أنه وهو
كل ما فكرت فيه أيضا الواقع أكبر منها تجدها أمرا لا يصدقه عقل، ولذلك قال الذين يؤمنون بالغيب مؤمنون. قلت له نعم لماذا؟ حسنا مؤمنون، قلت له لصفة واحدة أن الله على كل شيء قدير، إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون. حسنا ألم يعطنا مثالا، ها هي السماوات والأرض ها هي كن البشر هم والبشر هؤلاء كم هم في الأرض ولا شيء، فنحن نمشي حتى آخر الشارع فنتعب، فنحن شيء أم لا شيء؟ فما بال الكرة الأرضية أليست شيئا؟ فما بال السماء الدنيا أليست شيئا؟ ثم بعد ذلك لا إله إلا الله، أنا مؤمن
بالله ولذلك أؤمن بهذا، فيأتي ونحن في سعادتنا فرحون بإيماننا فرحون بأعمالنا الصالحة فرحون بالصفاء بالذكر بالفكر بالدعاء بالخير يقول لك الله أنتم ستجعلون أفيون الشعوب أم ماذا المرء يريد أن يقول له صدق نفسك صدق نفسك يعني أنت الآن أنا فرح بالإيمان فرح بالخير فرح وأنت تريد أن تسرق الفرحة من قلبي فلماذا تسرقها تريد أن سرقتها تريدني أن آخذ ماذا مكانها آخذ الهم
والنزاع والخصام وأنني لي حول ولي قوة وأنا ما لي حول وما لي قوة والأوهام وهكذا أبدا فالحمد لله رب العالمين أن جعلنا مسلمين وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله