سورة آل عمران | حـ 554 | 198- 200 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى: "لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله، وما عند الله خير للأبرار". لكن يسمونها في لغة العرب للاستدراك يعني إذا كان حال من كنا نتحدث عنهم الآن من كفر وفساد في الأرض مأواهم جهنم، لكن المؤمنين مأواهم الجنة وفي مقابل هذه المقابلة تثير في نفس الإنسان السوي المنافسة وفي
ذلك فليتنافس المتنافسون. المنافسة أمر فطري جعله الله سبحانه وتعالى في قلوب عباده ولذلك فإننا إذا وصفنا أحدهم بالانحراف والشر فإنه قد لا يلتفت كثيرا لنفسه ولا لأن يغيرها، وإنما عندما نقارن بينه وبين من بينه وبينهم منافسة فإن ما يحدث عنده همة، ونحن نستغل هذا الأمر في التربية بين الأولاد في المدارس في المنافسة ونضع لذلك درجات، وهذا الخلاف لله. الأول وهذا الثاني وهذا العاشر وهذا العشرون فيحدث بينهم تنافس، الثاني يريد أن يصبح الأول لأنه
يحتاج إلى شيء بسيط هكذا ليصبح الأول، العاشر يريد أن يصبح الخامس مثلا وهكذا فيحدث تنافس، ففي تنافس في الخير وهذا مما فطر الله عليه الناس وكل ما فطر الله عليه الناس فليس فيه هذه فطرة الله ولذلك فالمنافسة ينبغي أن تكون منافسة شريفة وينبغي أن تكون منافسة على الخير ولكن نستغل هذا في التربية كل هذا موجود في كلمة لكن معناها أن هناك أمرين فيقول لك للاستدراك استدراك يعني ماذا النفي لما يتوهم إثباته أو إثبات ما يتوهم نفيه حسنا والمتوهم
هنا ما المساواة أنه يعني كل الناس ستصبح مثل بعضها البعض، لا، قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، لا يستوون، لا يستوون، لا، ولكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، هذا مقابل ماذا، مأواهم جهنم وبئس المهاد، إذن هناك جنة ونار وهناك عقاب ثواب تحت نطاق الحساب وما عند الله خير للأبرار، ما عند الله من ثواب وما عند الله من حياة وما عند الله من آخرة خير للأبرار لكنه شر للأشرار، وأن من أهل الكتاب لمن
يؤمن بالله. انظر إلى الإنصاف إذن، أهل الكتاب منهم من يؤمن بالله ولذلك لا أحد يستطيع يقول إن القرآن كما يدعي بعضهم من دعاويهم الكاذبة التي يشوهون بها الإسلام ويبترون بها النصوص ويحاربون بها المسلمين، لا أحد يستطيع أن يقول إن القرآن عنصري ضد ديانة أو سب نبيا أبدا. القرآن عد الأنبياء جميعهم جزءا لا يتجزأ من إيماننا، لا يصح لأحد منا أن يقول إن موسى لا يزال مسلما، الذي يقول إن عيسى ليس نبيا لا يكون مسلما، الذي يحتقر واحدا مثل سيدنا يونس وهو لا يعرف عنه شيئا، سيدنا
يونس لا يسمع إلا فقط سورة يونس في القرآن يكون غير مسلم، الذي ينتقص نوحا النبي أو إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لا يكون مسلما، إذن كيف يكون هذا جزءا لا يتجزأ من الإيمان احترام الأنبياء ولذلك نقول بعصمتهم وفطنتهم وحكمتهم وذكائهم وأنهم من أعالي الناس وأنهم طيب والأديان إذن الأديان هي وأن للتأكيد من أهل الكتاب لمن يؤكد لنا يؤمن بالله هو إذن لما تأتي لتتكلم عن أهل الكتاب وتنتقدهم نعم أنا نحن نرفض الخطأ
وليس الشخص، فحيث يكون الخطأ فالصحيح صحيح والقبيح قبيح، الشرك بالله مرفوض، والفساد في الأرض مرفوض، والكذب مرفوض، فنحن نقول هكذا إن الكذب خطأ وإن الفساد خطأ وإن الشرك خطأ، وعندما نأتي إلى الأشخاص ونميزهم يقولون من هو الذي يعلمني، ولذلك ود كثير من أهل الكتاب ألا أهل الكتاب جميعهم كثير من أهل الكتاب وما يؤمن أكثرهم بالله أكثرهم ليس جميعهم الله هذا إنصاف ما هذا يكون هذا كتاب يتحدث عن القضايا لا يتحدث ويميز عنصريا بين الخلق فيأتون بهذه ويضعونها هنا ويترجمونها خطأ بعض
الناس بحسن نية وغباء وجهل وبعض الناس بسوء نية وعناد وإلحاد حسبنا الله ونعم الوكيل سيغنينا الله من فضله ورسوله، طيب فماذا نفعل إذن؟ لا شيء، إنا كفيناك المستهزئين، تابع وبلغ، الكلمة الصادقة تدحض ألف كلمة كاذبة، لماذا؟ لأن هذه موافقة للواقع مع ربنا وتلك دجل وشعوذة، فما للكذب من قوائم، أي ما له من أسس، وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا، حسنا والذي يشتري منهم بآيات الله ثمنا قليلا نحن
ضده، حسنا والذين لا يخشعون لله ولا حتى يؤمنون به ويظهرون ما لا يبطنون هذا منافق، حتى نحن لدينا طائفة من المنافقين وعند جميع الخلق والنفاق صفة. غير محمودة ولا صحيحة وهؤلاء المنافقون أخبر الله عنهم بأنهم في الدرك الأسفل من النار بل أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون صدق الله العظيم آخر آل عمران فاللهم اجعلنا يا ربنا من المثابرين ومن الصابرين من الصابرين، اللهم يا ربنا اجمعنا على
الخير في الدنيا وتحت لواء نبيك يوم القيامة، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته