سورة البقرة | حـ 103 | آية 88 : 89 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله سبحانه وتعالى نعيش هذه اللحظات في سورة البقرة في وصف حال بني إسرائيل قال تعالى وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون وقالوا قلوبنا غلف هناك قال له ثم قست قلوبكم فهي كالحجارة أو أشد قسوة، هنا قال لهم أنتم لا ترضون أن تطيعوا لماذا، ترون الآيات أمامكم وترون الكرم أمامكم والمسألة واضحة وسهلة دنيا وآخرة،
فيم الاعوجاج لماذا؟ فهناك كبر، ما هو في قوم قالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، وفي قوم آخرين قالوا سمعنا وعصينا نحن لا نريد أن نسمعك يا أخي، وهذا التنبيه الأول في قصة آدم إلا إبليس أبى واستكبر، أبى الأمر ورفضه واستكبر أن يرجع إلى الحق، فهؤلاء هنا قالوا قلوبنا غلف يعني أبى واستكبر، قال له قلبي هكذا لست أطيقك، لا أريدك، نعم لماذا؟ طيب يعني يوجد شيء مبرر قال له قلبي هكذا قلبي
لا يطيقك هذا نسميه أهل الأهواء المسألة ليست منطقية لو كانت منطقية لكانت تصبح عكس ذلك فما بال أهل الأهواء هؤلاء يعني ما شكلهم قالوا ولا شيء هو هواه لا يرى إلا هواه أفرأيت الذي اتخذ إلهه هواه أتكون عليه وكيلا ربنا ذكر هكذا يقول أفرأيت الذي إلهه هواه وأضله الله على علم وقال أذكرها مرتين ما هذا الإله الهوى الذي يطيعه
ويعجب به ويحبه ويسير وراءه وراء ماذا هذا هواه الذي هو ماذا نفسه هكذا تقول له من داخله فلماذا لا يسمع الموعظة ولماذا قالوا قلوبنا غلف على فكرة هذه المقولة تحد واستهتار واستنكار آباء استكبار ولكنها جعلهم الله سبحانه وتعالى وهو الذي خلقها على ألسنتهم ترجمة للحق وقالوا قلوبنا غلف، نحن هكذا نعم أنتم هكذا فعلا وأنتم قلوبكم غلف فعلا وأنتم اتخذتم إلهكم هواكم وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله، ليست
القضية هكذا إن القضية أن الله سبحانه وتعالى لما اطلع على قلوبهم وما فيها من دخل فإنه سبحانه وتعالى أنزل عليهم لعنته واللعنة ما هي اللعنة هي الإبعاد من رحمة الله بل لعنهم الله هذه هي الحقيقة أن الله قد لعنهم بكفرهم الباقي هنا تبقى الآية السبب السببية يعني بسبب كفرهم يبقى إذن هو لم يلعنهم لذواتهم كيف يلعنهم لذواتهم وهم أبناء إسرائيل وإسرائيل هو يعقوب هؤلاء من عائلة طيبة أي أن أصولهم طيبة فليس بسبب ذواتهم وإنما بسبب
كفرهم وهذه الكلمة فيها رحمة بل لعنهم الله بكفرهم والرحمة تأتي من أن هناك فرصة أن يرجعوا ويؤمنوا ويدخلوا في الإيمان فقوم لا يلعنهم ربنا لأن الله ربط اللعنة بالكفر فلا تقف تحت سيل الكفر أقف، تحت سيل الإيمان قم، تجد الرحمة التي هي ضد اللعنة معك، فيبقى باختيارك، فتكون أنت في الواقع السبب، فقليلا ما يؤمنون، القليل إذن هو الذي يعي هذه الحقيقة، يوجد هناك جماعات تسمى جماعات ضد الصهيونية، ومنهم أناس مقيمون
هناك في لندن وفي النمسا وهكذا في النهاية يقولون إننا إذا رجعنا إلى أرض الميعاد إلى فلسطين رجعنا إليها إلى هذه الأرض يغضب الرب الله فمن إذن هؤلاء القاعدون هناك والقاعدون يجلبون لنا كل هذه المشاكل هؤلاء القاعدون هناك يغضبون الرب وهذا النص الذي لدينا وأخرجوا النصوص قالوا نحن لو رجعنا ربنا لا يرضى عنا هذا عندما طغينا وعبدنا الوثن وقال لنا لا ترجعوا إلى هنا مرة أخرى حتى أغفر لكم سبحان الله، فكم عددهم؟ مائة ألف، وعدد الناس الباقين
كثير جدا نحو خمسة عشر مليونا، صدق الله "فقليلا ما يؤمنون"، والذي يفهم أنه بكفره يكون محلا للعنة الله وأنه إذا لم يلتزم بعهد الله وميثاقه يكون في الرحمة قليلا فقليلا ما يؤمنون، ولما جاءهم كتاب من عند الله أي من حكم الله وهذا الكتاب صفته أنه مصدق لما معهم، ولذلك ورقة بن نوفل لما سمع القرآن قال والله يا محمد إن هذا من مشكاة واحدة مع ما أتى به موسى
من مشكاة واحدة أي أن هذا مثله تماما وكانوا من قبل مجيء النبي يستفتحون على الذين كفروا كان اليهود موجودين في خيبر وكانوا موجودين في المدينة وكانوا موجودين في اليمن وكانوا موجودين مع العرب وكانوا يقولون لهم إن نبيا قادم وسنقودكم جميعا هكذا بالعصي إن شاء الله عندما تحدث خصومة بينهم بعضهم قالوا لهم متى هذا النبي فقالوا انتهى اقترب ها هي صفية رضي الله تعالى عنها وأرضاها أم المؤمنين لما جاءت ورأى النبي
صلى الله عليه وسلم إكرامها وأن تكون عنده وأن يعتقها لأنها ابنة الأكابر وعرض عليها الإسلام فقالت أنا مسلمة يا رسول الله قال لها وكيف هذا وهذا الأسرة قادمون من خيبر الآن، أأسلمت في الطريق أم ماذا؟ قالت: لا يا رسول الله، أسلمت وأنا ابنة تسع سنين. تسع سنين كيف؟ قالت: جاءك أبي وعمي، وكان أبي لا يقدر على فراقي، فإذا دخل أخذني في حضنه هو وعمي، وفي ذلك اليوم دخلا فلم يلتفت إلي ولم يشعر بي.
ورأيت الهم على وجهيهما وسمعت عمي يقول لأبي هو ذا فقال أبي هو وهي عندها تسع سنوات أبوها وعمها زارا النبي رجعا متكدرين لأنه تبين أن النبي من العرب من قريش ليس من عندهم أهم يقسمون رحمة ربك هم يعني هم يقسمون الكون يعني هذا من عندنا وهذا ليس ومن أجل هذا حرفوا قضية سبط هارون وما سبط هارون واختلطت الحكاية من أجل هذا التحريف، لكن لم يعرفوا كيف يحرفوا بشكل صحيح
فبقي الكلام متناقضا في كلام طويل، لكن الفتاة عندما سمعت هذا استقر في قلبها أنه النبي الخاتم الذي تحدثت عنه التوراة وهو المسيح فآمنت، فلما وصلت إلى الله كانت مسلمة فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصارت أما من أمهات المؤمنين وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته