سورة البقرة | حـ 105 | آية 91 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله سبحانه وتعالى وفي سورة البقرة، والله سبحانه وتعالى يقص علينا قصة بني إسرائيل. يقول تعالى: وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا. قالوا نؤمن بما أنزل علينا، حسنا ما هو ذا هو ذا، ورقة بن نوفل يقول لك إنه مع ما صدر من موسى صدر من مشكاة واحدة، يعني القرآن هذا هو الذي سمعوه هو مثل الكتاب
الذي نزل على موسى، فما بالك لا ترضى أن تؤمن؟ قال لأنهم آمنوا بنسق مغلق. وهذا نسق مفتوح، فما هو النسق المغلق؟ إن الديانة لهؤلاء فقط لبني إسرائيل وحسب وتقف عند ذلك، فالديانة اليهودية أصلا ينبغي ألا تعرف الدعوة، لا توجد دعوة، لا تدعو الناس، هم يعرفون التعليم يعلمون بعضهم البعض هكذا فقط، لكنها لا تعرف الدعوة. اليوم توجد توجهات في اليهودية المعاصرة بدأت تقلد يريدون أن يدعوا أي يقولوا لكم تعالوا ادخلوا عندنا، لا، اليهودية
الأصيلة لم تكن تقول ادخلوا عندنا نحن فقط، فماذا عن بقية الناس؟ قالوا بقية الناس؟ بقية الناس خلقهم الله لكي يخدمونا، لكي نبيع فيهم ونشتري، وإذا أردنا أن نقتلهم لكن بقية الناس هؤلاء ما شأني وما شأنهم، بقية وبعد ذلك ولهذا السبب كرهتهم الناس وملتهم الناس وهم من أجل ذلك تراهم كثيرا ما يحسنون صورتهم بالإحسان الظاهري تجد أنه يتخذ عمله تجد يعني يحاول أن يؤدي لك شيئا لأن سمعته أصبحت تضره بهذه الطريقة في الأرض شيء لا أساس له وحدث تعديل في هذه
الأشياء لكن ما هو يعلم أن دين سيدنا موسى ضد فرعون كان دينا خاصا هكذا، وهو ليس دينا إلى يوم القيامة، الدين الذي يستمر إلى يوم القيامة لم يأت بعد، سيأتي لاحقا، فناسب اليهودية أن تكون خاصة لأنها ستنتهي بعد ذلك بانتهاء العصر، والمفروض أنهم يدخلون إذن في الدين العالمي الإسلام الذي يدعوهم إلى ما يدعوهم إليه موسى ولكنه ما خالفنا الوصايا العشر ولكن يختلف بأنه نسق مفتوح وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله الذي هو القرآن قالوا نؤمن بما أنزل علينا
يعني تلبسوا به علينا هذه تفيد ماذا تفيد التمكين سرت على الأرض سرت على الأرض يعني كان علوها فتمكنت منها ويكفرون بما وراءه أي ما بعده يعني ما وراءه في الزمن ما جاء بعده وهو الحق هذه نقطة أولى دع عنك أنت يهودي أنت أي شخص وعرض عليك هذا وأعملت فيه عقلك ستسلم مثل مخالفي الله هؤلاء جميعهم أسلموا ربع الأرض الآن مسلم من طنجة إلى جاكارتا وأسلموا من غير لأنهم أعملوا عقولهم فوجدوا أن هذا الدين لا يأمرهم إلا بكل بر ولا
يأمرهم إلا بكل خير ولا يأمرهم إلا بكل حب وجمال أمرهم بالصلاة أمرهم بالطهارة أمرهم بأن يخرج الإنسان من عبادة العباد إلى عبادة الله شيء جميل هكذا فهموه فأسلموا في أمان الله حسنا بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق، هذه هي النقطة الأولى، يعني كنت يهوديا أم لم تكن يهوديا وأتيت بتفكير مستقيم فستسلم، لا بل هناك صفة أخرى وهي مصدقا لما معهم، لقد جاء مخالفا فأنتم قلتم نحن سنعبد الإله الواحد فقلنا لكم لا نحن سنعبد الوثن، أم أنك قلت أن أعمل الخير
عن الشر فنحن قلنا لا تفعل الشر وابتعد عن الخير ما هو جاء مصدقا لما معك أي شيء الذي أنت تنتقل من هنا إلى هناك ستقوم بنفسك وتغير عادتك وعقلك في أي شيء ولا شيء هذا أنت بالكاد ستصدق فقط وأنت ما زلت على ما أنت عليه من إيمان بإله ومن شريعة تطبق ومن يوم آخر نعمل له راغبين في الله سبحانه وتعالى فالعقيدة واحدة شكلها هكذا وهيكلها هكذا واحد ولكن هذا هو الحق وكذلك بالنسبة لك أنت بالتحديد مصدق لما معه طيب فهو يقول لي حسنا إذا كان هذا هو هذا فلماذا
انتقل إذن ما دمت تتركني أبقى أنا وانتهى الأمر فقال لهم هل أنتم فعلتم ما أنتم عليه، لو كنتم فعلتم ما أنتم عليه لما أرسلنا بعد ذلك رسلا لكانت الأمور سارت، ولكنكم لم تفعلوا ما أنتم عليه فذهب فقال لهم هكذا فلم تقتلون أنبياء الله إذا كنتم تقولون نحن متمسكون بما نحن عليه، لكن هذا أنتم قتلتم أنبياء الله وأنتم الذين قلتم إنكم قتلتم أنبياء الله وليس نحن، فلماذا تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين؟ إن دعوى الإيمان هذه بما أنزل إليكم عليكم فاسدة، دعوى بالفم فقط وبالكلام فقط، ولذلك أرسل الله بعد
ذلك عيسى ولذلك أرسل الله بعد ذلك محمدا لما رأى الناس لم تسر على النهج القويم الذي أرسل به الرسل وهذا خطاب علينا نحن فماذا نفعل قال انتبه سيدنا محمد آخر واحد هذا تعب ربنا رحمهم وظل يبعث لهم الأنبياء كي يصححوا لهم نحن هنا إذن هذا آخر واحد قال فماذا بعد ذلك ما الحكمة أنه آخر قال أحدهم إن السبب هو ألا تنشق الأمة، لأنه لو أرسل نبيا لآمن به قوم وكفر به آخرون، فيصبح الذين كفروا بالنبي الجديد مؤمنين بمحمد لكن غير مؤمنين بالجديد فيصبحون كفارا، ثم إذا
جاء نبي آخر فسيؤمن به قوم من أولئك وينكره بعضهم فيصبح الذي أنكر هذا كافرا وتنشق الأمة خيرية وسطية تدعو إلى الخير والوسطية إلى يوم الدين، فبختم النبوة انقفلت مسألة التشقق هذه. قالوا: حسنا، ماذا أفعل في التصحيح؟ قالوا: العلماء ورثة الأنبياء، سنجعل هذه المسألة على العلماء. فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون، واعتصموا بحبل الله جميعا وبعد ذلك الآية التي تليها وهي ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
إذن العلماء ورثة الأنبياء يقومون بما كانوا يقومون به من تبليغ وإنذار وتبشير ودعوة حتى تتحد الأمة فهذا أمر لنا بالاتحاد وبكمال الإيمان وبعدم ترك الوصية والعهد الذي ورثه إبراهيم وأبناؤه هذا ما نحن مكلفون به أن نعود إلى الأمر الأول وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته