سورة البقرة | حـ 110 | آية 94 : 97 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

يستقر في القلب فإذا كان عن طريق الكلام والتصديق المبدئي فهو يعني إيمانا ضعيفا والإيمان يزيد وينقص وإذا كان مستقرا في القلب وصدقه العمل فيبقى إيمانا قويا وإن ناسا قد غرهم بالله الغرور يقولون نحن نحسن الظن بالله لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل أنت مؤمن بالآخرة قال نعم أليس كذلك هكذا فقط هذا ما لن يدخل أحد الجنة إلا أنا هو يقول هكذا قال له يعني يجب أن يكون إيمانك هذا إيمانا من النوع القوي ما دام لن يدخل أحد الجنة إلا أنت من
النوع المستقر من النوع المؤيد بالعمل والعمل هذا يكون في عبادة الله يكون في عمارة الأرض تزكية النفس لا تكون في قتل الأطفال الفلسطينيين، ولا تكون في الإفساد في الأرض بهذا الفجور، ولا تكون في هذا الظلم البين، أي يجب أن تكون في نوع من أنواع الإنسانية والرحمة وليس العدوان والاغتصاب. لن يدخل أحد الجنة الذي قلت نعم، فماذا تظنون إذن؟ أنا وحدي فقط الذي سيدخل؟ الجنة والآخرين لا قال له طيب إذا أنت آمنت بأن هناك يوما آخر أن هناك يوما آخر وأن هذا اليوم آت وأن هذا اليوم
يحتاج إلى العمل في الدنيا وفق مراد الله وأن هذا اليوم سيكون الإنسان فيه خالدا أبدا تبقى الدنيا أحسن أم الآخرة أحسن تبقى الآخرة هي التي قالت له أحسن: لما أنت تعرف كل هذا، فلماذا ليس لديك اشتياق لأن تذهب إلى الآخرة؟ لماذا لا تتعلق بالدنيا وكأنها غاية العلم ونهاية الأمل؟ شأنك هكذا، فلماذا هكذا إذن؟ قال تعالى: "فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم وهم يعلمون أن هم مخطئون وهم يعلمون بعد البينات التي رأوها والبينات التي قرؤوها
والبينات التي في كتبهم أنهم على ضلال ولذلك يخافون الموت ويتمسكون بالحياة والله عليم بالظالمين ولتجدنهم على عكس ذلك تماما ولتجدنهم أحرص الناس على حياة وحياة جاءت منكرة والتنكير هنا يفيد أي حياة ذليلة حياة عزيزة حياة غنية حياة فقيرة حياة هذا هو مرعوب من الموت من فكرة الموت ومن الذين أشركوا يعملون بالضبط مثل الذين لا يؤمنون بالله ويكفرون به ويشركون به يود أحدهم لو يعيش ألف سنة يود
أحدهم لو يعيش ألف سنة وما هو بمزحزحه من النار من العذاب أن يعيش وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون فانظر كيف يود أحدهم لو يعمر ألف سنة لو عرض عليه وقيل له هكذا تعال نعطيك حبوبا حتى تعيش ألف سنة يقول نعم أنا الذي أريد هذا حسنا وبعد ذلك بعد ألف سنة ماذا سيحدث أليس أنك ستموت ولذلك هناك أبحاث فكر فيها كثير من الناس أن يلغوا الموت، حسنا ابحثوا، وإن استطعتم فتعالوا وقولوا لنا: إن الإنسان يمكن
أن يعيش في شبابه مائتين وأربعين سنة، والمائتان والأربعون سنة هي الشباب وبعد ذلك، حسنا فليعيشوا ألف سنة وبعد ذلك أيضا سيموتون، وإنا لله وإنا إليه راجعون. وهذه سنة الحياة الدنيا وكما أن الله أنشأ الخلق خفاء دلنا عليه ظهورا يعني الموتى الأول جاء به من أين من تراب وضع عليه ماء وحوله إلى صلصال وحمأ مسنون ثم بعد ذلك نفخ فيه من روحه فأنشأ آدم وبعد ذلك الروح التي دخلت آخر شيء هذه تخرج فيصبح هو عكس الخلق، ما هو الذي نحن نراه؟ إن الذي نراه هو
أن هناك رجلا كان يتحرك هكذا، وبعد ذلك عندما خرجت روحه أصبح جثة هامدة، فوضعناه في القبر فتحلل حتى وصل إلى هذه المياه والتراب وهكذا أصبح ترابا بعد مدة، هكذا نفتح فنجده ترابا، والله هذا يكون فعلا هذا آت من التراب إذن، فما الخفي عنا؟ خلق آدم، وما الظاهر لدينا؟ الإنسان أمامنا ها نحن نراه يعيش ويتحرك، نراه من غير روح، نراه وهو يتحلل حتى يصل إلى التراب، وهذا التراب نراه في أرضها، منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى، ألف سنة أم لا الآن لازم أن تتم هذه الدورة كما بأبدانكم
تعودون قل من كان عدوا لجبريل هذا معنى جديد أصبح ولكن هنا كيف نستفيد من هذه الآيات عندنا نحن أصبح هذا الذي حصل معكم سيدنا رسول الله أمرنا أن تكون الدنيا في أيدينا وأن لا تكون في قلوبنا ومن دعاء الصالحين اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا، متى تكون الدنيا في أيدينا؟ عندما نكون أقوياء. هل أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقوة؟ هذا تأمل في القوة في كل حالة، في الجسد، في التفكير، في العمل، في الأمة، في مواجهة الآخرين، في الدعوة إلى الله.
ما العلاقة بين والعنف لا علاقة له بذلك لأنه يقول يا عائشة إن الرفق ما دخل في شيء إلا زينه وما نزع من شيء إلا شانه فالقوة لها معنى العظمة والعزة وليس لها معنى العنف والتعسير والعسر والشدة، حسنا أمرنا بالقوة صلى الله عليه وآله وسلم وقال توشك أن تتداعى عليكم الأمم كما على قصعة الطعام مثل الحالة التي نحن فيها هذه تفكك تسلط من كل جهات الأرض على موارد الشعوب
وعلى بلادها وعلى أحوالها توشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعة الطعام قالوا أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله فالقلة هذه تجعل الآخرين أي يطمعون فينا قالوا أنتم يومئذ كثيرون ولكن غثاء كغثاء السيل، ينزع الله المهابة من قلوب عدوكم ويقذف الوهن في قلوبكم. قالوا وما الوهن يا رسول الله؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت. فإذا كنت أيها المسلم تقول إن لك الدار الآخرة عند الله فتمن الموت إن كنت صادقا، لأن إيمانك سيكون حينئذ مستقرا في القلوب. وتكون الدنيا
في يدك لا في قلبك وتكون معمرا لا مدمرا هاديا لا مضلا مصلحا لا مفسدا وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته