سورة البقرة | حـ 111 | آية 97 : 99 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 111 | آية 97 : 99 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله سبحانه وتعالى وفي سورة البقرة حيث يقص
علينا نبأ بني إسرائيل، يقول تعالى: "قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين يقال في التفسير أن هؤلاء الناس يكرهون جبريل ويقولون أنه ليس هو الذي نزل بالوحي على قلب موسى وأنه حاربهم أو شيء من هذا القبيل ولذلك نحن نكرهه فمن الذي ينزل عليك يا محمد قال جبريل قال لكن اكتشفنا الأمر إذن نحن أعداء لأننا
أعداء المبلغ لهذه الرسالة هذه عملية أي أنك تعرف أن هناك ربا قال نعم وأنه يوجد ملائكة نعم وجبريل هذا ملك نعم وينزل من عند الله بالرسالة قال نعم وغاضب معه قال نعم قلنا له فالنفسية هذه يعني معناها ما معناها أنك أي كأنك تتعامل مع الله بصورة نحن لسنا معتادين عليها نحن معتادون على التسليم وعلى الرضا وعلى التوكل وعلى أن الخير فيما اختار الله وعلى أن الله سبحانه وتعالى صادق وأنه حكيم وأنه مدبر، هذه الصفات لست منتبها إليها، قل صدق الله مثلا لست
منتبها إليها، قال لا ما هذا صدق الله هذا ربنا هذا مثلنا مثله هكذا هذا ربنا ممكن ما الخطأ في هذا؟ قلت له: حسنا، ولكنني لست قادرة، أنت كلامك هذا يعني أنك لا تعبد ربنا رب العالمين، إذن أنت وثني تتخيل إلها برأسك وحدك أم ماذا؟ الحقيقة أن هذا الكلام لا يأتي إلا هكذا، فرد ربنا على هذه العقلية العجيبة الغريبة التي نحن هكذا لسنا متعودون عليها ولا نفهمها إلا إذا تأملنا ردا على هذه العقلية يقول ماذا تعال أفهمك من كان عدوا لجبريل فإنه
عدو لله لما أنت صدقت بالله وصدقت بجبريل أنه ملك وصدقت أن جبريل نزل من عند الله وأنت عدو جبريل تكون أنت عدو الله يعني ملخص الكلام هكذا وهذا جاء لأنك لم تقدر الله سبحانه وتعالى حق قدره، الصورة للإله المعبود مختلة في عقلك. قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله، ليس من عنده، وما دام هو من عند الله وأنت تعترض عليه فأنت عدو لله مصدقا. ما الدليل أنه من عند الله؟ إنه مصدق لما بين يديه
الذي هو التوراة هذا وهذا من مشكاة واحدة فيكون هذا دليلا على أن هذا من عند الله وهدى وبشرى للمؤمنين كما كانت هذه هدى وبشرى للمؤمنين من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل الذي تقولون أنه نزل من قبل ولكن جبريل فإن الله عدو للكافرين يبقى النهاية أن الله سبحانه وتعالى عدو لمن كان عدوا له، والطريقة التي تفكرون بها هذه مختلة، ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون. نقطة جديدة تماما هذه
كيف يقول لك الله هو الناس يكفرون لماذا؟ الواحد في المائة يكفر لاختلال في تفكيره يأتي يظن أنه إذا فكر هكذا سيحدث خلل في تفكيره، هذا واحد في المائة، فما بال الناس الآخرين يكفرون؟ لأنهم لا يحبون التكليف، يقول لك ستضايقني إذن، ستقول لي صل وصم واعبد واعمل واستقم وكذا وابتعد عن لا أدري ماذا وابتعد عن، ستخنقني هكذا يا أخي، أفهو يناقشنا عليه؟ لن أفعل هذه الأشياء قلت له إذن ألن تفعلها وأنت مصدق
أنها حرام فبعضهم قال نعم حرام ولكن حرام ماش حرام يا سيدي ولكن سأفعلها أيضا وبعضهم قال لا ولماذا أفعل الحرام هكذا أليس حراما قلت له ولكن هذا ما حرمه الله قال لا أنت تفهم الله خطأ هي ليست حراما، بعضهم قال لا هي ليست حراما وهذا ليس من عند الله أصلا، ما الذي دفعه إلى هذا؟ إنه لا يريد أن يطبقها، إنه مضايق من تطبيقها، الله لم يهده ولم يفتح قلبه لهذا التطبيق فكفر بسبب الفسق فيقول: وما يكفر
بها إلا الفاسقون، انتبه ليس وما يكفر بها إلا الكافرون إلا الظالمون إلا أي شيء لا هذا كفروا وكان سبب كفرهم فسقهم والفسق متمثل في أنه لا يريد أن يلتزم وحتى يطمئن نفسه أو يتكبر يرفض والرفض على مستويات تصل إلى الكفر والعياذ بالله لكن المهم ألا تضايقني هذا الذي يحدث وهذه المصيبة تأتي لتبلغ الدين فإذا كان يناقشك في المبادئ الأساسية لماذا قال أنا لا أعملها
ولا أريد أن أعملها فيجب أن أرفضها على أي مستوى كان فربنا قال له وقال لنا أو كلما عاهدوا عهدا مع العهد يقول ماذا أنا أطيعك يا رب طيب صل لا تريد أن تصلي طيب زك لا تريد أن قادر ألا يرتشي، طيب ألا تظني أنه غير قادر على منع نفسه، أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم، كلما تتأمل في القرآن تجده يعلمك الإنصاف، لم ينبذوه لأنه ليس كلهم نبذوه، هذا بعضهم يصلي وبعضهم لا يصلي، بعضهم ممتنع وبعضهم لم يمتنع وهكذا، نبذه فريق منهم
بل أكثرهم لم كلهم فيقولون لك تعلم الإنصاف تعلم العدل ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى بل أكثرهم لا يؤمنون ما قال بل كلهم لا يؤمنون بل هم لا يؤمنون يحكي الواقع ويعلمك كيف تعامل الآخر معاملة واحدة غيرك هذا منه من هو معك يحبك وإن كان على غير دينك ومنهم من يكرهك ومنهم من يدبر لك الشر يكرهك ويتركك في حالك ومنهم من يدبر لك الشر ومنهم من عنده صورة مختلفة عنك مشوهة ومنهم
من لا يعرفك أصلا ولا سمع بك ولذلك يجب علينا ألا نجعل الآخر هذا صنفا واحدا بذلك التعليم المنصف الذي يبين لي أن أعامل كل شخص بما هو عليه وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته