سورة البقرة | حـ 118 | آية 106 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله سبحانه وتعالى وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه "ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها، ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير". هنا يقرر الله سبحانه حقيقة واقعة وهو أنه قد أرسل الرسل وأنزل الكتب وجعل لكل نبي شرعة ومنهاجا لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا وهنا لما أنزل الكتاب هدى ونورا على
موسى جاء عيسى بعده بالبشارة بالإنجيل فغير بعض الشرائع ولم يغير العقائد فالعقيدة واحدة لا تنسخ والذي ينسخ هو الحكم الفقهي وليحل لكم بعض الذي حرم عليكم فأحل لهم بعض الذي حرم عليهم ورفع عنهم بعض الإصر والأغلال التي كانت في أعناقهم ولما جاء سيد الخلق محمد صلى الله عليه وآله وسلم جاء بالشريعة الخاتمة التي لا تنسخ بعد يعني هو لما تزوج تيو كان بزوجة عمران
وكان ابن أخ لها فإن ذلك كان إبراهيم سابقا لأن سيدنا موسى بالتوراة لم يأت بعد، فنسخت أحكام، نسخت أحكام يعني ماذا بين الشرائع؟ فقال تعالى بعدما حكى قصة بني إسرائيل: "ما ننسخ من آية أو ننسها" وفي قراءة "أو ننسئها" أي نؤخرها، "نأت بخير منها" في التشريع الملائم للبشرية "أو مثلها" على الأقل في تحقيق المصلحة. ودرء المفسدة أولى من جلب المصلحة لأن الزمان يتغير وهكذا إلى آخره، ولكن ما دام الزمان يتغير بعد النبي فإن البعثة والساعة كهاتين
وأنا كذلك انتهى الأمر والبشرية قد بلغت وعرفت ما لا تحتاج بعده إلى معرفة في هذا الشأن وأنزل من عنده كتابا فحفظه على مستوى الأداء ولذلك لم ولم تحذف منه العبارات ولم تضف إليه الآيات، حفظ الكتاب "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، حفظ الكتاب وحفظت السنة بما لم يحدث في تاريخ البشرية، فالكتاب له سند متصل قرأناه على مشايخنا جيلا بعد جيل، والسنة لها أسانيد متصلة قرأناها على مشايخنا جيلا بعد جيل، لم يحدث هذا لا يوجد شيء يسمى أسانيد
وما شابه ذلك في غير الإسلام، المسلمون وفقهم الله سبحانه وتعالى إلى علم التوثيق كتابا وسنة، فحفظ الله علينا الذكر والحمد لله رب العالمين كتابا وسنة، وفهمنا كيف نفهم هذا الكتاب وهذه السنة، فجعلها بأحسن لغة وأقدر لغة على البيان وهي لغة العرب، ولذلك رأينا في جلب ألفاظها ومعانيها وتشقيقاتها واشتقاقاتها وتراكيبها بما لم يحدث في لغة قط وهي لغة راقية عالية صافية نقية أنزل الله بها كتابه وبينه للعلماء من غير سر فيه إلا ما يؤتيه
الله لعبد من عباده يفتح عليه فتوح العارفين به سبحانه وتعالى ما ننسخ من آية يعني ذلك الذي حدث عبر التاريخ فنسخ الإسلام ما جاء قبله من المسيحية واليهودية ونسخت المسيحية ما جاء قبلها من اليهودية في أحكامها وليس في العقائد وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون إذن هذه أمة واحدة عبر التاريخ من لدن آدم إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم وآله وسلم فيأتي يقول لك
ما ننسخ يعني أن آيات القرآن ينسخ بعضها بعضا، قال له لا آيات القرآن ينسق بعضها بعضا، فالنسخ عند الأقدمين من المسلمين بمعنى التخصيص أنه في آية تخصص آية أخرى، عندما يأتي ربنا يأمرني بعتق رقبة وبعد ذلك مرة أخرى يقول لي رقبة مؤمنة فقد بأنها تكون مؤمنة ويأتون بأشياء خارج الكتاب من أجل مناقضة الكتاب يقول لك هذا قال الطبري قال البيضاوي قال لا أعرف من وهذا يدل على إعجاز الكتاب نحن الآن
ونحن نتحدى الأمم نتحداها بالكتاب أم نتحداها بالبيضاوي هذا ربما أكثر المسلمين لا يعرفون من هو البيضاوي وأكثر المسلمين لو قلت لهم الطبري يقول لك يعني الطبري من يعني من أخونا الطبري هذا ما يعرفونه ولكن لو قلت له المصحف لعرفه المصحف يعرفه ولو قلت له ربنا لا يعرفه جيدا جدا يصلي له في اليوم خمس صلوات فلو قلت له محمد بن عبد الله سيدنا تقول له صلى الله عليه وسلم عارف أنه يأتي لي من الشرق والغرب لماذا متعوض والقرآن الكريم بين أيدينا ما أنت عارف تأتي فيه بشيء وكل ما أتيت فيه بشيء الناس تضحك عليك هو قال ما ننسخ من آية في القرآن
انظر الإعجاز أم قال ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلك أنت الآن، هذا الكتاب كلما جاء أحد ليفسره عبر التاريخ ويضيف كلمة وتظهر الكلمة خاطئة والكتاب هو الصحيح، تظهر الكلمة خاطئة والكتاب هو الصحيح، تظهر الكلمة خاطئة والكتاب هو الصحيح، أفليست هذه معجزة؟ هذا لا يرضى أن يعرف أحد كيف يهدمه أبدا كافر أم غير كافر، لن يعرف أحد لماذا نحن نتحدى، أبالقرآن أم بتاريخ المسلمين نتحدى، أبالقرآن أم بكلام المفسرين، هذا كلام المفسرين حيث ما وقع فيه الخطأ يثبت قوة القرآن الذي لم
يقع فيه الخطأ، هذا كلما زاد كلمة والكلمة لم تكن في مكانها لأنه غير معصوم لأنه يؤخذ منه من قوله ويريد أن يبين جلال ما هنالك من كلام الله الذي لم يشتمل على تلك الكلمة التي ذهبت وجاءت وخالفت الواقع مقاربة أو مباعدة يبقى هذا الكتاب الذي لا يرضى أن يختل في ألفاظه ولا حروفه ولا كلماته هو الذي له الغلبة أم كلام الأسفلين لا هو الذي له لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته