سورة البقرة | حـ 120 | آية 107 : 108 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 120 | آية 107 : 108 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله سبحانه وتعالى وفي سورة البقرة ومع قوله تعالى ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير نعيش هذه اللحظات في القرآن آية لا يعمل بها أبدا، هذا الكتاب كله كلمة وحرف حرف هدى للمتقين، هدى للمتقين، ولكن لأنه قد أنزل لكل العالمين في كل زمان ومكان وضع الله شروطا لكل
آية، فهذه نعمل بها عند تحقق شرطها وهذه نعمل بها عند تحقق شرطها، فإذا فقدنا الشرط فلا نعمل بها أمرنا سبحانه وتعالى أن نحارب من يحاربنا فإذا لم يحاربنا أحد فلا نذهب نحن لنحارب هكذا شكلا للبيع يعني كان للحرب شروط فإذا فقدت تلك الشروط فلا حرب أمرنا الله سبحانه وتعالى أن ندعو الناس وأن نأمرهم أن يتركوا بيننا وبين عباد الله وألا يكونوا حجابا بين الخلق والخالق وأن يتركوا الإسلام يبلغ كلمته، فمن شاء فليؤمن
ومن شاء فليكفر. فعندما كانت أوروبا في العصور الوسطى كانوا يقتلون المسلمين كما فعلوا بهم في الأندلس وكانوا يحرقون المصاحف في محاكم التفتيش وكانوا يحولون بين الإسلام وبين وصوله إلى العالمين حتى أنهم ترجموا القرآن إلى اللاتينية محرفا مشوها حتى يصدون الناس عن دين الله والآن تذهب فتستطيع أن تتكلم وأن تنشئ مركزا إسلاميا هنا وهناك إذا ما كان قائما بشروطه في وقت معين قد يتغير فهل معنى هذا أننا نهمل هذه
الآية أو تلك لا ليس فيه إهمال وإنما فيه أن كل آية لها شروط بينها الله ورسوله سبحانه وتعالى وعليه الصلاة والسلام بينها لنا الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم بيانا شافيا وافيا ووضع لنا شروطها فلا تعمل إلا في شروطها قوم يأتون تسمع بعضهم ويقول لك الله هذا المسلمون يعني يقولون إنه هذا منسوخ هذا منسوخ هذا منسوخ ما هو غير فاهم ما هو غير فاهم نعم لها شروط وجهله بعدم علمه بالشروط يجعله يجهل نفسه ويظن أن النسخ أمر ناقص أبدا وهذا في سعة بهذا المعنى ولذلك أسماه
بعض العلماء بالنسيان آخذين من قوله تعالى أو ننسها وهي قراءة في ننسها قال تعالى ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير، يعني أن الله فعال لما يريد، له ملك السماوات والأرض، فهو الذي قدر أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وهو الذي قدر أن يكون في نهاية سلسلة الأنبياء الداعين إلى الإسلام من لدن آدم إلى خاتمهم وسيدهم صلى الله عليه وسلم وهو الذي قدر أن تختلف الشرائع من جيل إلى جيل وأن ينسخها وهو الذي قدر
أن يكون الكتاب الآخر والعهد الأخير وهو القرآن الكريم محفوظا لا يمسه التبديل ولا التحريف لا في لفظه ولا في معناه وهو الذي قدر أن يكون هذا الكتاب صالحا لكل زمان ولكل مكان فكل هذا بيد الله، الذي خلق اللغة والله الذي خلق الإنسان وخلق فهمه، والله الذي جعل هذه اللغة قادرة على تحمل كل هذه المعاني التي تصلح عبر الزمان وعبر المكان ولكل الناس للعالمين، هذا لا يقدر عليه شاعر ولا حكيم ولا فيلسوف ولا مفكر، لا في حالتهم الفردية ولا
في حالتهم المجتمعة لو اجتمع الجن والإنس واجتمع العلماء والمفكرون على أن يصوغوا مثل هذا القرآن لا يستطيع أحدهم في انفراده ولا في جماعته أن يفعل مثل هذا أن يأتي بمثل هذا الكلام الذي يحتمل كل معاني الخير عبر العصور من الذي أنزل القرآن فيصف نفسه بوصف الملك فيقول ألم تعال يستفسر هنا الإنسان يقول لك ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض، لم
يقل ألم تعلم أن الله هو مالك السماوات والأرض لأن المالك دون الملك في القدرة والتصرف. المالك يكون مالك قطعة أرض أو يكون مالك بعض المال، لكن الملك لا، فالملك في يديه سلطان أيضا. لم يقل ألم تعلم أن الله ملك السماوات والأرض، وإنما يقول ماذا له أي له وحده، فتدل كلمة له هنا على التمام والكمال، فله الملك المطلق الذي يشمل المالكية والملكية أي فهو مالك وملك، والذي يشمل
أنه لا منازعة له في ملكه لله، أي له ملك السماوات والأرض لله. سبحانه وتعالى لا شريك له في ملكه وهذا يقتضي التصرف التام فتصرف في الإنسان وفي تاريخه وفي تلقيه وفي ذهنه وفهمه وفي اللغة وفي تحملها المعاني كجزء من ملكه سبحانه وتعالى فهذا الكتاب من عند الله فلا عجب وإنما التعجب يأتي إذا كان الأمر بيد البشر ألم تعلم أن الله له ملك السماوات
والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير، إذا لا يتأخرن أحد منكم عن الإسلام فإن الله والله وحده سبحانه وتعالى هو وليكم وهو الذي ينصركم لأنه هو الذي يخلقكم وهو الذي يحييكم وهو الذي يميتكم وهو الذي يؤيدكم وهو الذي يستركم وهو الذي يغفر لك وهو الذي ترجع إليه وهو الذي يعطيك فمن تخاف لا تخف أحدا ولا تتردد في دخولك لهذا الإسلام بعد ما استقر الحال وانتهت رسالة الأنبياء بنبينا صلى
الله عليه وآله وسلم أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ينبهنا مرة ثانية وثالثة ورابعة إلى أنه يذكر لنا قصة بني إسرائيل حتى نتعلم منها وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته