سورة البقرة | حـ 122 | آية 109 : 110 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله سبحانه وتعالى ومع سورة البقرة نعيش هذه اللحظات مع قوله تعالى ود كثير من أهل الكتاب كثير وليس كل لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حال كونهم يعني حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق، ورسم لنا الله الطريق طريق الصبر طريق الدعوة طريق المثال الصالح، فاعفوا واصفحوا
حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير. ثم أمرنا أن نلتفت إلى أنفسنا وأن لا ننسى أنفسنا حينما يحاربنا الناس وحينما يريد الحاسدون الحاقدون أن يخرجونا من ديننا بل يجب علينا أن نتمسك به وأن نشغل أنفسنا بما أمرنا الله سبحانه وتعالى فقال بعدها وانظر إلى العطف وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير هذه الآية ترسم لنا
كمال المنهج أما بإزاء أولئك الذين شغلوا أنفسهم بالحسد والحقد والعدوان فتكملة العفو والصفح تأتي بالاستمرار على طريق الله، طريق الله هذا ما شكله؟ أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا، فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وافعلوا الخير لعلكم تفلحون، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند
الله، إن الله بما تعملون بصير. لا يضيع أجر من أحسن عملا، إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا. إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا، خالدين فيها لا يبغون عنها حولا. قل لو كان لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي إنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة
ربه أحدا يعني لا يستجيب لهذا ولا ذاك في الأوهام التي يريد أن يخرجك عن طريقك مع الله سبحانه وتعالى الصفح والعفو وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وفعل الخير ورجاء ثواب ذلك عند الله البصير الذي لا يضيع أجر المحسنين والذي لا يضيع أجر من أحسن عملا والذي لا يضيع أجر من آمن وعمل صالحا، كل هذا هو منهج المواجهة حتى يأتي الله بأمره إما بالهداية إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وأما بالحكم بيننا فيما كنا فيه
نختلف عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتموهم مودة والله غفور والله قدير والله غفور رحيم عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتموهم مودة لماذا إذن بالهداية يهديهم أمعقول تتركها لله لا حول ولا قوة إلا بالله ما عليك إلا البلاغ بلغوا عني ولو آية تقول هكذا لا إله إلا الله وتجدها كلمة تأخذ بعضك وتمضي لا إكراه في الدين فكيف تكون المواجهة هاهو ربنا سبحانه وتعالى أوجدها لنا يأتي أحد
فيأخذ لا أحاديث آيات فيها نوع من أنواع الدفاع عن النفس ويضعها هنا، فما هذا إلا صريح مريح، فهو يشرح لي بالضبط ما سيكون وما سيفعلون، وأنهم بعدما يأمرهم أنبياؤهم بما أمروهم لن يستجيبوا لهم، ولكن عندما يفعلون ذلك يجب أن يكونوا في مأمن منا نحن أهل العفو والصفح وفعل الخيرات وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة فإذا جهلنا هذا كنا أمثالهم ولا فرق بيننا وبينهم وهذا في منتهى الخطورة فكيف ينصرنا الله سبحانه وتعالى كيف يؤيدنا كيف يقف
معنا في دعوتنا ونحن نجهل مراده اللهم افتح علينا فتوح العارفين بك وأنزل السكينة على قلوبنا وعلمنا مرادك يا أرحم الراحمين قال تعالى وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان يهودا أو نصارى يحجرون على رحمة الله، كل واحد يظن في نفسه سلطانا. تلك أمانيهم، هذه أماني، هذه أشياء أنتم تقولونها بألسنتكم هكذا، لم ينزل الله بها من سلطان. أرشدكم الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ووجدتموه صريحا في الكتب. سلفتم، درستم، ترجمتم، عملتم، سويتم.
حسنا، تلك أمانيهم تعمل مثل الأضاحي والأثافي وهي ثلاثة بالتخفيف والتشديد أمنية أو أمنية أضحية أو أضحية أثفية أو أثفية ما الأثفية هذه حجر يضعونه عليه الأدب يقول ثلاثة الأثافي في حجر هكذا وحجر هكذا كانوا قديما نطلق عليها كانون فالكانون هذا هو ثلاثة الأثافي ما هي الجبل فيأتي بجانب الجبل ويأتي واضعا حجر وحجر لكي يسند القدر والقدر لا ينتصب إلا على ثلاثة، هذا حجر وهذا حجر، فما الثالث؟ جبل!
فعندما تفعل بصاحبك مقلبا سيئا يقول لك "هذه ثالثة الأثافي، ثالثة الأثافي" يعني هذا هو الجبل، إذ أن الحجر الأول صغير والحجر الثاني صغير، لكن الحجر الثالث جبل، فيقول لك هذه هي الثالثة الأثافي أو الأثافي أضحية أو أضحية أمنية أو أمنية فهو شددها هنا أماني يقول تلك أمانيهم علمنا إذن في المنهج العلمي قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين قل هاتوا برهانكم أين البرهان الخاص بك أين الدليل هناك أناس يقولون لك لا تفكر لا
تأت بأدلة ولا هو فقط القلب هكذا لا ينفعنا يا إخواننا هذا دين خاتم يخاطب العالمين إلى يوم الدين ويطالب العالم كله بالدليل وبالبرهان وبالبحث العلمي وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته