سورة البقرة | حـ 123 | آية 111 : 112 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 123 | آية 111 : 112 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله في سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو أصدق القائلين حكاية عن أولئك الذين لا ينصفون ويعلمنا من خلال ذلك الإنصاف ويأمرنا به وقالوا يعني بعض الطوائف قالت هذا وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديا أو نصرانيا، فقد قال اليهود لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديا، وقالت النصارى لن يدخل الجنة إلا من كان على دين النصرانية، تلك
أمانيهم، فقد فرق ربنا بين الواقع وبين عقلية الانطباع والخرافة وعقلية التمني، يتمنى أحدهم ذلك، لكن ما الواقع؟ ما الذي يريده الله سبحانه وتعالى، الله لم يترك الناس عبثا وأرسل الرسل وأنزل الكتب وأوحى إلى أنبيائه بالحق حتى ختمهم بسيدهم وسيد الكائنات سيدنا محمد "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" ورسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بالمعجزات لقومه وبمعجزة الرسالة القرآن الكريم فكان هو المبشر والنذير كان مبشرا في الكتب السابقة تحدثوا
عن ذلك الذي يأتي من نسل إسماعيل، تحدثوا عن ذلك المسيح الذي سيأتي فيقود الأمم بعصاه، تحدثوا عن ذلك الذي يعلي الله ذكره في العالمين، تحدثوا عن ذلك النبي الذي يذكر الله كثيرا، تحدثوا عن ذلك النبي الذي هو رحمة للعالمين وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين. فكان كما كان وكما بشر الله به فهو المبشر وهو المبشر لأنه بشرنا بجنة عرضها كعرض السماوات والأرض عرضها كبير إذا ما نحن اتبعناه فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في
أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما تلك أمانيهم يعني لا تكونوا متبعين للأماني وللانطباع وإنما متبعون للحق وللواقع، عقلية المسلم تحررت من الأوهام، من الأماني، من الرغبات، وأسست المنهج العلمي القائم على إدراك الواقع على ما هو عليه. أين الحق؟ أين الواقع؟ تلك أمانيهم. قل هاتوا برهانكم. العقلية العلمية تطلب البرهان وتسعى إليه وتتحدث به وتناقش جزئياته حتى تصل إلى
الحقيقة. الواقع مطلوب. الله في كونه إن كنتم صادقين فهذه دعوة تحرر أمرنا الإسلام أن نخرج عقولنا من عقلية الخرافة من عقلية الأساطير من عقلية الانطباع من عقلية الأماني والشهوات والرغبات والمصالح إلى عقلية ترى الشيء على ما هو عليه ولذلك حرم الإسلام الكذب لأن الكذب خلاف الواقع حرم الإسلام شهادة الزور لأن شهادة الزور مخالفة للواقع، حرم الإسلام الغيبة
والنميمة. لماذا؟ حسنا أنا أصف هذا الرجل البعيد عني أو هذا الإنسان بأشياء سيئة فيه وهي فعلا في الواقع، الآن إخبارك بها لعله تاب فتكون قد كذبت. انظر إلى الدقة وأنت تقول هذا الإنسان فاسق، حسنا هو تاب الآن أليس فاسقا إذن. أنت قلت شيئا مخالفا للواقع أنت أخبرت عن الأمس أنك رأيته على فسق قال لك أيضا لا تغتابوه ولا تنقلوا عنه لأن الإنسان متغير وحتى لا تكذب وحينما تصف بهذه الصفة يكون قد تغير فالغيبة والنميمة
حرام انظر كيف طبعا توجد فوائد أخرى لتحريم الغيبة والنميمة منها أنك لا تكسر الناس ومنها ألا تفسد بينهم ومنها لكن أحد الأسباب هي حكاية الواقع الذي نحن نتكلم فيه وله أحكام أخرى إذ قالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم الأماني هكذا يقول لك والله أنا أريد هذا أريد هذا قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين بلى هذا حرف جواب ولكنه يأتي في النفي الاستفهامي، بربكم قالوا بلى
أنت ربنا، لو قالوا نعم فإن المعنى يصبح نعم لست بربنا، إذن كلمة نعم في النفي ستؤكد النفي، لكن بلى لا ستعيد النفي إلى الإثبات، بلى إلا تقبل من أسلم، سؤال هكذا ما هو الجواب يدل فأول ما يقول بلى يكون هناك سؤال مقدر من أين جاء هذا المقدر ولماذا تقول له ما هي إن كلمة بلى تدل عليه فبلى هذا جواب عن سؤال والسؤال شكله كيف يجب أن يكون منفيا يجب أن يكون فيه ليس أو لا
إلا فتقبل يا ربنا ممن أسلم لك تماما قال بلى يعني أقبل الصنف هذا بلى من أسلم وجهه لله أسلم وجهه لله رقم واحد وهو محسن رقم اثنان فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون من أسلم وجهه لله إذن العلم الصحيح لا يكتمل إلا بالإخلاص الصحيح يبقى فكر الناس على ثلاث درجات الأول
الفكر السطحي أن تنظر إلى ظاهر ما حولك في الأكوان، الشجرة الخضراء التي أمامك، هذا بحر تمسكه وتتذوقه هكذا فتجده مالحا أو ملحا، لكن مالحا استعملها الشافعي، إذن هذا ظاهر سطحي يعلمه كل أحد من لدن آدم عليه السلام إلى يومنا هذا إلى يوم الدين، أي إنسان يستطيع أن يدرك الظاهر السماء والأرض والشجر والقمر والحجر وأي شيء، ولكن عندما تتعمق فيها يصبح ذلك فكرة عميقة، وتنظر وتجمع المعلومات وقد مكن الله الإنسان من اختراع التلسكوب
والميكروسكوب، فالتلسكوب يرى به الأجرام الكبيرة والميكروسكوب يرى به الأجرام الصغيرة، وبعد ذلك ترى الخلية وأنت ترى الخلية ومكونات الخلية وتستمر في فعل هو حتى ترى نواة الخلية، لكن الفكر المستنير فوق هذا وهو أن تقول سبحان الله وأن تربط هذا كله بالله الخالق، وهذا يحتاج إلى تفصيل في لقاء آخر. نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    سورة البقرة | حـ 123 | آية 111 : 112 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة | نور الدين والدنيا