سورة البقرة | حـ 125 | آية 113 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله في سورة البقرة ومع قوله تعالى: "وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب". إذ يحذرنا ربنا من هذا الإطلاق "وقالت اليهود ليست النصارى على شيء هذا القول مطلق فيقول لي ليس كذلك انظر أنا عودتك طوال الصورة أن هذا كثير إلا قليل وهكذا
يقول لي ليس الكل كذلك عود عقلك على أن تدرك الحق على ما هو عليه رقم اثنين لا تتكلم بما لا تعرف رقم ثلاثة لا تتخذ إلهك هواك ببرهان لا بل عندما تتكلم بإنصاف يبقى التفكير المستقيم حده البرهان والإنصاف وإلا كان القول عاريا عن الصحة وكان محض دعوى وزعم كثيرا ما يخالف الواقع فإذا تمسكنا بالإنصاف لا نطلق الكلام
على عواهنه ولا نهرف بما لا نعرف وإذا تمسكنا بالبرهان تمسكنا بالحقائق لا الأوهام وقالت اليهود ليست النصارى على شيء كذلك هو بالإجمال كذلك وقالت النصارى ليست اليهود على شيء مطلقا كذلك هو ألا نتناقش هذا الكلام هذا القرآن من غير نظر إلى تاريخ إلى آراء إلى زمن دون زمن إلى مكان دون مكان القرآن هو الذي أمرنا الله أن نتدبره والذي كلما تكلم المفسرون فيه كان أعلى من كلام المفسرين فدل كلامهم على إعجازه، كلما
نقرأ المفسرين نجد عبارتهم ضيقة هكذا وكلما نقرأ هنا التي هي واسعة وغير راضية أن تضيق، وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب، أين البرهان؟ البرهان قد يكون من العقل، قد يكون من النقل قد يكون من الحس والتجريب، وقد يكون من الوضع، فأين البرهان؟ لا يوجد برهان. قال: حسنا، ألستم تتلون الكتاب؟ والكتاب هذا فيه قضيتان: النقل والعقل، ولا يمكن لصحيح منقول أن يتعارض مع
صريح معقول، لا يمكن، لماذا؟ لأن صحيح المنقول من عند الله وصريح المعقول من عند الله وكلاهما صادر من مصدر واحد وهو الله فيتطابقان فصحيح المنقول دائما وأبدا يتطابق مع صريح المعقول أين صحيح المنقول وأين صريح المعقول في كلامكم إذن يرشدنا نحن إلى ماذا يرشدنا نحن إلى أن نتمسك بصحيح المنقول وصريح المعقول لأنه
يقول لهم ينعى عليهم لقد خرجتم عن صحيح المنقول وعن صحيح معقول فما معنى ذلك؟ أنا لا ألتفت إلى الآخرين كثيرا، أنا أريد أن أبدأ بنفسي ثم بمن أعولهم، أريد أن أصحح فكري. أنا ماذا تريد مني يا ربي؟ قال الذي أريده منك أن تحافظ على صحيح المعقول وصحيح المنقول، كذلك قال الذين لا يعلمون أليس كالذين يعلمون يقولون ماذا يقولون بصحيح المعقول بصحيح المنقول وصريح المعقول والذين لا يعلمون أوهام انطباعات رغبات مرادات أنا أريد أنا ربما أنا أحب كذلك
قال الذين لا يعلمون مثل قولهم حسنا وبعد ذلك في هذه الورطة إذا كانت الأسس ليست مشتركة عقلية علمية عقلية خرافية أسطورية عقلية تحرص على صحيح المنقول فتنشئ علوما كعلوم القراءات وعلوم السنة أكثر من عشرين علما، علم الرجال وعلم الجرح والتعديل وعلم الدراية وعلم الرواية وعلم وبعد ذلك وصحيح معقول ويحافظ عليه ويجعله نسقا مفتوحا ومستعد أن أنا عائش حتى النهاية مع عكس ذلك هذا ينتج عنه ماذا قال ينتج
عنه أنه لا مشترك بينهما الذي ليس أنا لست مشتركا مع أحد صارت مشرقة وصرت مغربيا شتان بين مشرق ومغرب ماذا سيحدث قال أنتم مع بعضكم البعض أي في أرض واحدة قالوا نعم ما يوجد مشترك قالوا لا قال إذن الصدام على الفور لا بد من الصدام لماذا قال ما أنا لست أفهمه ولا هو يفهمني فما مشترك بيننا وبينهم حتى نتعاون فيه فسيحدث اصطدام، ولذلك عندما حدث هذا الصدام بين الحضارات رأينا أقواما يبيدون أقواما، فذهبوا
مبيدين الهنود الحمر، أبادوا الزولو في أفريقيا، أبادوا سكان أستراليا الأصليين لأنه لا يوجد مشترك فأبادوهم. حسنا، ماذا قال لي ربنا إذن؟ ما دام لا يوجد مشترك بينهم، ما دام ليس هناك مشترك ذبحهم عندما نرى يقول ماذا يقول فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون يعني اتركها لله ماذا سأقول له وماذا يقول لي ما هو ليس هناك فائدة كثرة كلامه والهذيان
الخاص به وكثرة كلامه مع الهذيان على أسس ليس له عارف صحيح منقول وليس له صريح معقول وله عارف بالتجريب والحس فلا بد من الصدام قال له إياك أن تصطدم اتركها لله أجلها إلى يوم القيامة فدخل المسلمون الأقطار فلم يبيدوا شعوبا ولم يفتحوا محاكم لتفتيش الآراء والأفكار والعقائد ولم يكرهوا الناس أبدا على الدخول في الإسلام فظلت الهند بعد سيطرة المسلمين إلى سنة ألف مائة وستة وثلاثون أغلبهم هنادكة وظل المجوس بل هؤلاء النصارى واليهود ما بين طنجة وجاكرتا
وغانا وفرغانا وإلى يوم الناس هذا ماذا يعني هذا أن المسلمين لما قرؤوا في كتاب ربهم بعد ما بين لهم قوله فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون التمسوه وأقروه في أنفسهم وعاملوا الخلق به فكان تاريخهم نظيفا وإلى حلقة أخرى ولقاء آخر أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته