سورة البقرة | حـ 127 | آية 115 : 117 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة ومع قوله تعالى وهو يفتح للمؤمنين آفاقا جديدة واسعة رحبة يقول ربنا فيها ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله انظر الآن فلم يربط المسلم في عبادته بمكان يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا تجد
في كثير من الأديان يقولون لك يجب أن تذهب إلى المعبد وهذا المعبد يجب أن يكون فيه شيء معين هو جزء من العبادة نفسها أما هذا فلا، هذا فرض خمس صلوات على كل سواء كانوا كبارا أم صغارا أم مرضى أم غير ذلك، جميع المسلمين، هذه الأولى، خمس صلوات ليست كافية، صلاة واحدة، قال لا، هذا يجب أن تشغل كل وقتك لله، هذه الثانية، قال له فأين أصلي؟ معنى هذا أنني أجلس في المسجد دائما، قال له لا، تحرر من المكان جعلت لي الأرض مسجدا قال له فكيف أتطهر
قال له الطهارة بالماء أو التراب وهما ضدان لكن بهما تمام الخلق فسيدنا آدم خلق من طين الذي هو تراب وماء فجعلهما مدخلا للصلاة حتى تتذكر من أنت فلا تتكبر وتطيع رب العالمين ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله يبقى إذا المقصود بذكر الله والمقصود بالسجود له والمقصود بعبادته وطاعته هو هذا المعنى العظيم من
الصلة بين المخلوق والخالق وأنه حيثما تكون من غير نظر لمكانك فإنك لا بد أن تكون مع الله، كن مع الله أين؟ قال له في كل مكان فثم وجه الله يقصد هنا بالصلاة ألا تصلي غربا أو شرقا لأنه جعل لنا القبلة اتجاها ومقصدا، وإنما يقصد الصلة التي بينك وبين الله. هذه الصلة متى قال لك عنها على الفور ولماذا؟ لأنه أينما تولوا فثم وجه الله. هل يغيب ربنا عنك؟ هل تغيب أنت عن ربنا؟ هذه هي الصلة التي لا من الخلق يستغربون أنتم ما لكم
أنتم مسلمون في أي شيء يا أخي ما أنا مع الله ما أنت لست فاهما أنا مع الله ما هو ليس فاهما ما هو لم يعمل ما هو حجب وتوجهت عيناه للدنيا فلا يرى إلا الدنيا وجزئياتها وأحوالها ومصالحها ولا يرى شيئا سواها والمسلم طالما أن الله واسع عليم فهذه قطعة، انظر كيف يصف نفسه وبأنه واسع وأنت تتخلق بأخلاق الله فتصبح واسعا أنت أيضا فتنظر إلى القضايا تارة وتنظر إلى الخلق تارة وتنظر إلى الأحداث تارة وتنظر إلى الأشياء تارة ولذلك المسلم وهو لا
يجد ما يأكل يدخل على القصور المنيفة فيراها فيقول اللهم إن العيش عيش الآخرة، ما هذا ولا شيء، ما دام لم يدخل قلبك، اللهم إن العيش عيش الآخرة، يعني أنت لا تريد هذا، قال لا، أفتبيع دينك بهذه القطعة قطعة الجوهرة الكبيرة هذه، قال له ولا بهذا القصر كله، وربعي بن عامر يدخل على كسرى فيقول له ابدأ فلما دخل على كسرى دخل هكذا وهو حافي القدمين وممسك برمح في يده قال له ماذا تريد قال له نريد أن نخرج الناس من ظلمات الدنيا إلى نور الآخرة من
عبادة العباد إلى عبادة رب العباد من الظلمات إلى النور ومن الضيق إلى السعة وما ظهر لهم إيوان كسرى لأن الله واسع فتخلقوا بأخلاق الله فأصبحت الحكاية لا تساوي عنده شيئا لا هذا ولا ذاك في شيء بقي شيئا على طبيعته هكذا شيئا سهلا أفيعرف هذا أن يحقد أيعرف أن يحزن على ما في يد الغير وتبقى عينه فيها أبدا وقالوا اتخذ الله ولدا كيف اتخذ الله ولدا، كيف يقول لك والله ما نعرف، إن هذه الأمور فوق العقل، لا يمكن للعقل أن يدركها، نعم صحيح
منقول صريح معقول، لا يمكن للعقل أن يدركها، فلا تلزمني بذلك، لأنه لما صدر منه سبحانه وتعالى كتابه إنزالا ووحيا، وصدر منه ذلك الكون خلقا، تطابقا، ألا له تبارك الله رب العالمين لا يوجد سبحانه، انظر إلى الرد ستدخل في نقاش أين إذن ما هو أصلا المنهجان مختلفان، حسنا تقول له ماذا تقول له سبحانه ما كان ينبغي أن يكون له ولد قل هو الله أحد
الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد رب العالمين متفرد في جلاله وجماله وذاته لا إله إلا هو وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هكذا هو بل قال لك يقول لك اتركك من اللفائف بل هذه يقولون عليها ماذا للإضراب يعني ماذا إضراب اضرب على اللفائف هذا اتركك منه كان ربنا يقول لنا ماذا اتركوا من هذه الحكاية له ما في السماوات والأرض كل له قانتون بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا
فإنما يقول له كن فيكون، ما هذه العظمة؟ هل محمد يعرف أن يكتب هكذا؟ لا أعتقد ذلك، هذا كلام لا يصدر إلا من رب العالمين هكذا هو، انظر إلى العظمة سبحانه، بل له ما في له قانون بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله رد عليهم وقال لهم ماذا قال له كيف يعني هذه مخلوقات ربنا خلقها قال كن فكان أليس الأقرب إلى العقل أن ربك
خالق وقال كن فيكون ولا الأقرب إلى العقل هذه الأقوال التي نعاها ربنا سبحانه وتعالى، هذا هو الأقرب إلى العقل أن الله واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.