سورة البقرة | حـ 128 | آية 118 : 119 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 128 | آية 118 : 119 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله نعيش هذه الدقائق، فاللهم اشرح صدورنا للحق وأيدنا بمدد من عندك. يقول ربنا سبحانه وتعالى: وقال الذين لا يعلمون، لا يعلمون الحقائق، لا يعلمون ترتيب العقول، لا يعلمون مقاصد الخلق، لا يعلمون مآلات الأفعال ولا يعلمون صفات الخالق والمخلوق، لولا يكلمنا الله هناك خلط ما
بين الحس وما بين النقل والوحي. الله سبحانه وتعالى لا يكلم البشر بهذه الصفة التي يريدها كل أحد، وإلا لآمن الناس جميعا ولما كان هناك أي معنى للاختبار. خلق الله الخلق من أجل أن يأمرهم ويعصي بعضهم ويدبر كونه بين الطاعة والمعصية والخير والشر ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء، لكن كون أن كل واحد يريد ربنا أن يكلمه فيكون الله سبحانه وتعالى تابعا
لهواه وهو الخالق العظيم الذي خلق السماوات والأرض كان فكان وقال الذين لا يعلمون صفات الخالق والمخلوق ومآلات الأفعال ومقاصد الخلق لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية، يريدون أن يروا معجزات عقلية الساحر الذي يقوم ببعض الشعوذة ويخرج الكتكوت من القبعة، عقلية كهذه، والله سبحانه وتعالى أراد لنا أن نخرج من عقليات الأساطير والتوهمات والسحر. والتأثيرات والشعوذة وأن نفكر
وأن نتدبر وأن نتقوى وأن نبحث وأن ننظر وأن نسير في الأرض وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية معجزة يعني كرامة كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تماما فهذا شيء راسخ في عقلية الخرافة تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون لقد أنزلت لكم آيات وأنتم لا تنتبهون إليها، ما هي هذه الآيات التي هي الآيات القرآنية، آيات جمع آية، فسمى المعجزة الخارقة للعادة آية وسمى أيضا هذه آية، إذن كلمة
آية معناها علامة ودليل، فلقد أنزلت لكم الآيات وبينتها لمن؟ للمؤمنين، للمحسنين، للراسخين في العلم، للذين أسلموا وجههم إلى الله للذين آمنوا بالعقل فاهما للنص الشرعي لا منشئا للحكم الإلهي للذين عرفوا الحق لأنهم أرادوه من غير هوى ولا اتباع ولا تقليد كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم يعني تشابهت مناهجهم في
التفكير عقلية الخرافة قد بينا الآيات لقوم يوقنون موقن بماذا موقن بمنهج الله الذي علمنا إياه بأن هناك برهانا وبأن هناك إنسانا وهكذا تقول لي لماذا لم تنصبها كي تتوازن مع بعضها البعض هكذا لغة ربنا تقف على هذا القرآن إنسان كذا وهي إنساننا قرآننا وهكذا إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم يعني لا
تكلف إلا نفسك إنما عليك البلاغ يعني أنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء إنا أرسلناك بالحق يعني مصاحبا للحق الباقي هنا يسمونها إذن المصاحبة ومعك الحق إنا أرسلناك بالحق مصطحبا معك من الذي في صحبته الحق والحق اسم من أسماء الله والحق اسم للحقيقة والحقيقة سميت بالحق لأنها من الحق ولأنها بالحق تكون سبحانه إنا
أرسلناك بالحق يعني بهذا الذي هو من عند الله انظر كيف بشيرا تبشر فهو المبشر والمبشر بشر الأنبياء من قبل به وهو يبشرنا بالجنة ونذيرا الترغيب والترهيب فقدم البشارة على النذارة وقدم الترغيب على الترهيب ولكن البشر لا تستقيم إلا بهما ليس كل البشر لا تستقيم بالترغيب بل قد يزيدها الترغيب طغيانا ويسمونها نفسية العبيد،
ترغب بالعبد من هذا ما لا فائدة منه تجده أيضا نفسيته معوجة، حتى المتنبي يقول لا تشتر العبد إلا والعصا معه يعني أي الترهيب معه، إن العبيد لأنجاس مناكيد والآخر يقول إن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت تمردا أكرمت ترغيبا أهو وتقول له ستدخل الجنة وستعمل يقول لك كذلك طيب أنا سأجعلها لك كلها معصية لا يبقى ذلك لئيما وليس كريما فلا تستقيم الناس في عمومها وهذا دين قد أرسل للعالمين إلا بالترغيب والترهيب معا لكنه قدم الترغيب على الترهيب بيانا
لرحمته سبحانه وتعالى إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا لا تزر وازرة وزر أخرى، ولذلك لا تسأل عن أصحاب الجحيم، ولا تسأل عن أصحاب الجحيم الذين لا ينفع فيهم التبشير ولا ينفع فيهم الإنذار. ما عليك إلا البلاغ، ما عليك إلا أن تدل على الخير، ثم بعد ذلك الأمر لله. ألق حملك عن ظهرك وتوكل على إلى الله، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله