سورة البقرة | حـ 131 | آية 124 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 131 | آية 124 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة، حيث يقول ربنا: "وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن، قال إني جاعلك للناس إماما، قال ومن ذريتي؟ قال لا ينال عهدي الظالمين". هنا ينبهنا ربنا سبحانه وتعالوا إلى حقيقة فارقة، حقيقة تفرق بين الإيمان وبين الكفر، تفرق بين الأديان وبين الإلحاد،
وهي الإيمان بالوحي. هل عندما خلقنا ربنا في هذه الحياة الدنيا تركنا عبثا أم تركنا ليتحكم عقلنا فينا فينشئ التحسين والتقبيح للأفعال وللأشياء، أم أنه سبحانه وتعالى قد أرسل الرسل وأنزل الكتب؟ فالمؤمنون بالأديان يقولون إن الله لم يترك الناس عبثا وأنه اتصل بهم، ولما كان ربنا لا يكلم البشر كفاحا أي مباشرة، فإنه أنزل الكتب وأرسل الرسل، فهناك ما يسمى بالوحي. هذه الآية تتحدث عن الوحي، وإذا
اطلعنا على بعض التفاسير فإنها تضيق الواسع. نرى: "وإذ ابتلى إبراهيم ربه"، إبراهيم منصوب وربه مرفوع، يعني ابتلى رب إبراهيم، يكون المبتلى، والمفعول به هو إبراهيم، والمبتلي أي الذي أنزل البلاء عليه أو الابتلاء بمعنى صحيح هو رب إبراهيم. وإذ ابتلى ربه إبراهيم، هي الفاعل والمفعول هكذا. وإذ ابتلى إبراهيم ربه، هو الذي ابتلى إبراهيم. الابتلاء معناه الاختبار، والبلاء معناه
المصيبة، والاختبار فيه شيء من الرهبة هي رهبة خوف الفشل عندما أدخل في امتحان فأصبح خائفا، ما مصدر هذا الخوف؟ إنه نابع من خشية أن أسقط وأفشل، فالخوف نابع من السقوط والفشل، ولذلك الابتلاء وهو الاختبار فيه شيء من البلاء لأن الخوف حالة غير مرغوب فيها، حالة لا يتمناها الإنسان بل يدعو الله سبحانه وتعالى إذا كان الابتلاء آتيا من البلاء ولكنه بمعنى الاختبار فإذا يوجد هنا خوف، المرء يكون
خائفا والخوف آت من أين؟ آت من خوف الفشل، خائف لعله يسقط في الامتحان، وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات، هذا هو الوحي، انظر المفسرين يقولون لك: لا، هذه الكلمات هي التي تقولها اللهم أجل سبحان الله والحمد لله لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، نعم يمكن أن تكون هذه من الأوامر أن ربنا أمرنا بتسبيحه وتحميده وتكبيره وتهليله ونفي الحول والقوة عن غيره وهكذا، لكن لا فكرة الوحي قضية الوحي هي الأساس أنت هذه القضية مؤمن بها أم لا، يفرق، لأن الذي لا
يؤمن بالوحي، إذن يصبح الأنبياء الذين قالوا عن أنفسهم إننا أنبياء ليسوا أنبياء، والكتب هذه ليست منزلة، فتصبح من تأليف هؤلاء الأنبياء. فرق كثيرا أن ترى أن التوراة والإنجيل والقرآن من عند الله وأن فيها هدى وفيها نور. أم لا ترى أن هذه الأشياء قد ألفها البشر وأنك أنت أعقل من هؤلاء؟ هذه هي القضية وهذا هو المحك الذي بين الإيمان وغيره. وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات أي بالوحي، ربنا سبحانه وتعالى قال في شأن موسى: وكلم الله موسى تكليما، فكلمات الله سبحانه وتعالى هي
وحي، ما كان الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء، فهل نجح أم لم ينجح؟ نعم نجح، فبعد النجاح هل يوجد خوف أم أن الخوف قد زال؟ الخوف يزول عندما تذهب فتجد نتيجتك ناجحا، فتطمئن، حسنا اطمئنان فقط مع حزن أم اطمئنان مع فرح؟ إذن اطمئنان مع الفرح يعني أنت مطمئن وفرحان فالذي ناجح هذا يكون فرحانا والفرحان هذا هو يكون هو مطمئنا هذه
نقطة أولى الفرح هذه نقطة ثانية الفرح هذا يسبب له انبساطا ولا يسبب له انقباضا تعال تجد يسبب له ماذا انبساطا يحصل له انبساط هكذا هو والانبساط هذا يجعله ساكتا كئيبا أم دعه يتكلم، دعه يتكلم، وعندما يتكلم فإنه يتكلم بموجب تلك السعادة، أم عندما يأتي ليتكلم يعود إلى الحزن مرة أخرى؟ فالله سبحانه وتعالى يريد أن يبين لنا أن النجاح منا وأنه يسبب السعادة، فالله يقول له ماذا؟ يعطيه جائزة على هذه السعادة، على هذه الفرحة، على النجاح
إني جاعل لك للناس إماما، فنجح ففرح فسعد فانبسط، فجاءته منا أيضا جاءته جائزة، أبوك لما رأى أنك نجحت قال لك والله سأجلب لك، كنا قديما نقول عجلة والآن يقولون سيارة، فيجلب لك عجلة قديمة هكذا أو سيارة، يجلب لك شيئا يعني هدية هكذا، قال إني جاعلك للناس إماما ما دام نجاحك، فيبقى هناك علاقة بين النجاح والعطية وبين النجاح والإمامة وبين النجاح وأن يوسد لأحدهم أمر ما، وعندما تأتون يا إخواننا لتوسدوا أحد الناس أمرا ما من أمور الإمامة، فأسندوا الناجحين
للفاشلين، لأنه عندما نسند الناجحين المسرورين السعداء المنبسطين سيدخلون السرور على الناس ليس الكآبة وسيدخلون النجاح على الناس لأنهم من الناجحين وليس من الفاشلين ولا من المفسدين، الله يحفظك لا تعن قريبك بعين الحسد لأن ربنا سبحانه وتعالى علمنا أنه يختبر والذي ينجح يجعله إماما، هكذا نأخذ منها كما قال إني جاعلك للناس إماما، قم بالفرحة قال دعك تقول ما هذا الانبساط ومن ذريتي هذه ومن
ذريتي تصبح المسألة إذن أنا أخذتها لأنني نجحت فأولادي لا تجعلوهم هكذا قوموا فالله عادل ويعلمنا العدل فقال لا ينال عهدي الظالمين وإلى لقاء آخر نستودعكم الله