سورة البقرة | حـ 135 | آية 126 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 135 | آية 126 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، مع كتاب الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى: "وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر"، إبراهيم يتعلم من ربه ويطلب رضاه ويحسن مخاطبته، قلبه منير دعا لما قال له إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي فكانت
الإجابة قال لا ينال عهدي الظالمين وهنا إبراهيم يدعو مرة أخرى وقد تعلم الدرس كيف يخاطب ربه فيقول لنا هكذا تعلموا كيف تخاطبون ربكم ومن الأدب في الخطاب مع الله أن تبدؤوا بحمده وبالصلاة على نبيه وبوصفه بالصفات العلي وبذكره وبإظهار الضعف والمسكنة له وفي قبوله وفي التبرؤ من الحول والقوة، ثم بعد ذلك تدعو ربك، ثم بعد ذلك لا تنقطع وإنما تسأله الخير
كله وأن يصرف عنك السوء بما شاء وإن شاء وكيف شاء، فعندما تسأل تجعل الخيرة لله، فهنا إبراهيم يقول بعد أن تعلم الدرس رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات لو كان سكت كان سيبقى أيضا مصمما على أن يقول له اجعل ذريتي واجعل هذا البلد أهل هذا البلد هؤلاء الناس ولكنه عرف فذهب قائلا ماذا من آمن منهم بالله واليوم الآخر يعني كأنه تعلم الدرس فلم
يطلق وقيد بأن رضاك لمن عنه وأن سخطك ينزل على من سخطت عليه وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر، طيب الالتزام يولد النعمة واتقوا الله ويعلمكم الله، كلما اتقيت الله كلما علمك شيئا جديدا، كلما اتقيت الله كلما سيعلمك شيئا جديدا، فالتزم إبراهيم فعلمه الله علما جديدا.
ويقول لنا اتقوا الله ويعلمكم الله الآية تقول هكذا هو قالها بوضوح بعد ذلك لكن هنا يقول قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير سيدنا إبراهيم سأل عن حال غير المؤمنين ما سأل وإنما الله أعلمه لأنها بضدها تتميز الأشياء وأن هذا الذي آمن بالله وباليوم الآخر ورزق من الثمرات لن يقتصر الحال على المؤمنين، هو يقول له من آمن بالله واليوم الآخر ارزقه هكذا، قال له حسنا سأرزقك وسأرزق الكافر أيضا رحمة
من الله، ولكن هذا له الدنيا والآخرة وهذا له الآخرة فقط، قل من حرم زينة الله قل من حرم زينة الله الذي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا يعني ويشترك معهم غير المؤمنين خالصة يوم القيامة يعني هي خالصة للمؤمنين يوم القيامة فيبقى المؤمن سيأخذ الدنيا والآخرة والكافر سيأخذ الدنيا فقط فيبقى ألا تحزن إذن عندما تكون الدنيا في يد كافر لأن الأمر ليس بتحصيل الدنيا بل
الأمر حقيقته في تحصيل الآخرة، ومن كفر فأمتعه قليلا يعني في الدنيا فأمتعه أيضا، وكل هذا لأن سيدنا إبراهيم تأدب ولم يقل لهم شيئا، قال له: طيب هنا، فقالوا: لا، الإمامة شيء، علمه تعليم جديد لأنه اتقى، الإمامة هذه شيء لا ينالها في الدنيا الظالم وأنتم اعملوا كذلك كما أعمل أنا، فأنا لا أولي الإمامة في الدنيا للظالم، ولذلك عليكم ألا تولوا إمامة في الدنيا للظالم. أما هذه التي هي الأكل والشرب والمتعة وما إلى ذلك، فسأشرككم فيها مؤمنا وغير مؤمن يتمتع
بها، ثم بعد ذلك أرجعه إلي، فبعد المتعة القليلة هذه ثم اضطره إلى عذاب النار وبئس المصير، فيبقى هناك فرق بين الموقفين، فيبقى أن علم سيدنا إبراهيم تعليما جديدا، الموقف الأول لما قال له ومن ذريتي فأطلق، فقيل له لا، الناس الطيبين منهم فقط، فقطع الأنساب ورجع إلى الكفاءة والطاعة وهكذا، وهنا قال له حسنا من آمن منهم بالله واليوم الآخر لا أيضا هذا أنا سأهدي هذا وذاك إنما هذا سأهديه الدنيا والآخرة الذي هو المؤمن وذاك سأهديه الدنيا فقط فأمتعه قليلا ثم اضطره
إلى عذاب النار وبئس المصير تعليم مستمر لكن يتبين منه الفوارق الدقيقة في الحقائق والدقائق يتبين منه أن فهمك ولو كان خاطئا فاتق بربك يعلمك الله ويفتح عليك ويصلحه ولا يتركك في حالك إذ فوق كل ذي علم عليم إذ سارعوا في الطاعة وانفروا لله ولا تتوانوا إذ يجب عليك أن تخلص الدين لربك وكلما تعلمت
علما فطبقه فتجد أن الله فتح عليك أكثر وأكثر فاللهم افتح علينا فتوح العارفين بك والله الموفق لقاء آخر نستودعكم الله