سورة البقرة | حـ 136 | آية 127 : 128 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 136 | آية 127 : 128 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
تقبل منا إنك أنت السميع العليم، يبين لنا ربنا هنا مسألة تتعلق بالتاريخ لكنه يتجاوز الزمان والمكان والأشخاص والأحوال من أجل أن تكون هداية لنا، يبين لنا أن إبراهيم وإسماعيل هما اللذان رفعا القواعد من البيت، ونأخذ من ذلك أن بناء المساجد ينبغي أن يكون لله وحده وأن المساجد لله. فلا تدعوا مع الله أحدا وأن المساجد لا ينبغي أن توجه في اتجاه لنصرة أشخاص أو لنصرة
مصالح أو لنصرة جماعات أو لنصرة حكام وإنما هي لله وحده من أجل مصالح المسلمين المؤمنين ومن أجل رعاية شؤونهم من خلال عبادة الله سبحانه وتعالى ينبهنا ربنا وهو يبين أن إبراهيم وإسماعيل قد رفع القواعد والقاعدة هي الأساس أن نبني المسجد بصورة متينة في الظاهر والباطن أما في الظاهر فالبنيان يجب أن يأخذ حظه ولا
يكون هشا تذروه الرياح وفي الباطن يجب أن تكون الصلة بالله فيه وحده ربنا دائما يدعو وهو أهم شيء في المسجد الدعاء لرب العباد تقبل مما يدل لنا على أن العمل قد يكون خالصا لوجهه وقد لا يكون، فقد يكون بناء المسجد للإضرار كمسجد ضرار وللتفريق بين المؤمنين، وقد يكون بناء المسجد لتجميع
الكلمة ولم الشمل، ثلاثون في المائة طيب وبعد ذلك قال له حرر النية، قال له أنا أحررها كيف؟ قال له أول شيء لقد حرر لي أنت النية الخاصة بي ماذا تعني قال تعني لا حول ولا قوة إلا بالله وهذه فيها ما فيها صلة محبوبة بين العبد وربه في خطابه معه ربنا تقبل منا فيها تواضع
فيها التجاء إلى الله واحتماء بجنابه واللجوء إلى ملاذه سبحانه وتعالى إنك أنت السميع الذي يستجيب وبما في القلوب فتقبل منا وصحح نياتنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ربنا واجعلنا مسلمين لك هو سماكم المسلمين من قبل ومن ذريتنا أمة مسلمة لك مسلمين لك ومن ذريتنا أمة
مسلمة لك وأرنا مناسكنا أرنا يعني أخبرنا أرنا في اللغة العربية معناها أخبرنا أو علمنا بمناسكنا ماذا نعمل هكذا علمنا أن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما وعلمنا أن الحج عرفة وعلمنا أننا في المشعر الحرام نبيت ثم نذهب إلى منى فنرجم إلى آخره علمنا الله ورسوله مناسكنا وأرانا مناسكنا وتاب علينا تاب الله عليهم ليتوبوا يجب أن يتوب الله عليك حتى تتوب، إنك أنت
التواب الرحيم كثير قبول التوبة من عبادك وكثير التوبة لعبادك، واحد من المساكين المعترضين على الإسلام يقول لك "تواب" هذا يقولون إن ربنا يتوب، هذا أمر لله، جهل العربية فانتهى الأمر وأصبح هدفا، لكن هو لا يفهم أن "تواب" يعني أنه عن عبادة ويغفر السيئات فهمها المسكين إن هو يتوب من هذا رب العالمين هذا ذو الجلال والإكرام قال حسنا ما أنا هو ما أنا أقول لك نعم ما أنت تقول لنا جهل بالعربية جهل بالديانة جهل بالمعقول جهل
بالمنقول أنت ترص الكلام خذوا حذركم يا إخواننا من رص الكلام يرصف كلمة بجانب كلمة بجانب كلمة ولا معنى لها، انتبهوا يقول لكم تبارك الله، فمن الذي باركك؟ من الذي باركك؟ ويقول لكم إن الله وملائكته يصلون على النبي، فهل ربنا يصلي للنبي؟ يرصف كلاما بجانب بعضه يا إخواننا، كلاما بجانب بعضه لا علاقة له بالواقع، وتذكروا. هذا المثال كثير من الناس وقفوا أمام الهرم وقالوا له يا كرتونة ولكن اسكت الآن وظل يقفز مثل الفول في النار إنه أنت كرتونة مصمم على أن هذا كرتونة وبالمناسبة هو لن يصبح كرتونا أبدا
هو حجر موجود منذ سبعة آلاف سنة باق هكذا هو والسياح يذهبون لمشاهدته وليس سيصبح كرتونا أبدا، فالقرآن هكذا يقول، يرصف الكلام هكذا بجانب بعضه البعض هكذا بلا معنى له. تذكر وأنت تسمع هذا الهراء، رصف الكلام، رصف الكلام والهذيان هذيان. دع الأسماء، أصبحت تواب قابل التوبة، أصبحت ماذا؟ كثير من أي كلام، والصلاة على النبي التي هي الرحمة يا حبيبي يا رسول الله. يقول عنها إنه هذا يصلي له مسكين ندعو الله له بالإسلام ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن
ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم دعاء أصبح من دعاء المؤمنين إلى يوم الدين هذا الدعاء الذي علمنا إياه سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل بنصه وفصله أو بالاقتباس منه ربنا واجعلنا مسلمين لك قوم يقولون ربنا واجعلنا مسلمين ما هما الاثنان كانا يتكلمان فيتحولان من المفرد إلى الجمع ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ندعوه كما هو قوم هذا يسمونه أي نوع اقتباس أنه
يأتي بالآية ويحول المفرد إلى جمع يحول مثلا الفعل الماضي إلى مضارع، ويحول الخطاب إلى متكلم وهكذا، فكأنه يسترشد بالقرآن في دعائه لرب العالمين لأن الله أقره وأحبه وبين لنا أنه يستجيب لهذا الدعاء فقد استجاب فعلا لإبراهيم الذي كان قبل نبينا بمئات السنين وإذا بنا نوقره وننصره ونتعلم منه إلى يومنا هذا فقد استجاب الله الدعاء وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته