سورة البقرة | حـ 142 | آية 132 : 134 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 142 | آية 132 : 134 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
ووصى بها يعني بكلمة التوحيد وإشهار الإسلام إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون قالوا هذا أشد تكليف على المؤمن لا تموتن إلا وأنتم مسلمون هذا يكلفهم حسنا وأنا أعرف أنني سأموت متى هذا أنا يمكن أن أموت الآن يمكن أن أموت يمكن أن أموت بعد سنة أو بعد سنتين فماذا أفعل؟ قال: كن على الخير دائما حتى إذا أتاك الموت وجدك على هذه الصفة. هذا
يعني "ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون" التي ذكرت في نصف سطر لا تستغرق ربع دقيقة لتنفيذها، إذن لا بد أن تخلص الدين لله ولا بد أن تسارع في الخيرات ولا بد أن تتبرأ من المعاصي ولابد أن تكون عبدا صالحا ربانيا ومن أجل ذلك كانت هذه الآية وهذا التكليف من أعظم التكاليف، ليس مجرد أن تقول أسلمت، لا هذا لا بد أن يأتيك الموت فيجدك مسلما حقا ولذلك حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، أي ابتعدوا عن
هذه القاذورات، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو... حسنا افترض أنه يسرق فجاءه الأجل فسيكون مرتكبا كبيرة ويقول لا شيء ولن يخلد في النار ولا أدري ما هذا الكلام، ولكن أين كمال الإسلام إذن؟ لا يوجد، حسنا ألست أنت لقد خسرت كثيرا هكذا، لقد خسرت كل شيء فلا بد أن تكون عبدا صالحا دائما، هذه هي الكلمة وهذه الديمومة نراها في قوله تعالى أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون، كما قال إبراهيم لبنيه أسلمت
لرب هذا في حين أن الصحة رجعت فيه أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي يبقى إذن يعقوب مستمر أم لا حتى وهو جالس على فراش الموت من المهد حيث كان صغيرا إلى اللحد حيث يموت وهو مستمر على عبادة الله وحده ما تعبدون من بعدي قال لماذا لم يقل من تعبدون من بعدي هذه ما في لغة العرب لغير العاقل قال تستعمل للعاقل للتعظيم
وأنت تعبد من رب العالمين العظيم الجليل يبقى لا يصح هكذا أنه هنا في الموقف هذا يقول هكذا طيب ورب العالمين تدركه الأبصار قال لا تدركه الأبصار قال إذا ما دام لا تدركه الأبصار فيعبر عن ذلك بما من تعبدون كانوا سيبحثون في أذهانهم عن شيء يكونون قد رأوه إنسان أم صنم لكن ما تعبدون من دون الله يا سبحان الله ما تعبدون
من بعدي على الفور سيشعرون بأن هذا الشيء العظيم الذي لا تدركه الأبصار الذي ليس كمثله شيء الذي هو أحد فرد صمد لم يكن له كفوا أحد أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك يعني ماذا لم يقولوا إلهنا قالوا إلهك معنى ذلك ماذا الاستمرار يعني نحن لن نغير معنى ذلك أنه لا ولا بدعة ولا كلام جديد لأن الله حق ثابت غير متغير فنعبد إلها كما كنا ومعناها نقل
الدعوة من جيل إلى جيل وهذا أحد المهام وليس أن نشتغل بعمارة الدنيا وننسى ذلك النقل لا بد علينا من أن ننقل هذا الدين لمن بعدنا نعبد إلهك يريدون أن يبينوا له أيضا التغيير وأنه لم يكن بدعا من الرسل وإله آبائك هو إلههم وإله آبائهم، إله واحد ثابت حق، إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، إله واحد، حتى لا يأتي أحد أيضا ويتبجح ويقول إن هذا هو الواقع الذي
يقتضي المغايرة ويظل يتفاخر بما لا يعلم وهو أجهل خلق الله، لا بل يقول لك الإله واحد فما الحاجة إلى هذا؟ هذا حشو، بل ليس حشوا، فليقطع وهو في مقام العقيدة والقضية. الأولى بكل أحد من الناس أن يتكلم: الإله واحد ونحن له مسلمون، على فكرة، وهو كلام إبراهيم: أسلمت لرب العالمين، وهذا كان امتثالا مباشرا وفوريا على الفور. للأمر طيب تلك أمة قد خلت، الأمة هذه
بهذه الصفة التي وصفناها لا يعتمد أحدكم بنسبه عليها ويكتفي بأنه من أبناء إبراهيم وإسماعيل ومن أبناء إسحاق ويعقوب، تلك أمة قد خلت هي الأساس الواضح البين بنص لا غبار عليه في نفي التمييز العنصري.