سورة البقرة | حـ 143 | آية 134 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 143 | آية 134 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
تلك أمة قد خلت أقرت أن كل إنسان مسؤول مسؤولية معلقة في عنقه في الدنيا والآخرة في قضية الإيمان وأنه من أبطأ به عمله لا يسرعه نسبه، يبقى ما نراه في بعض الدول التي بنيت على فكرة العنصرية فلا ينتمي إليها وإلى مميزاتها أحد من البشر لأنه ليس من عرقهم. وما نرى من فكرة العنصرية وفقا للون أو للجنس أو للعقيدة،
وما نرى من فكرة العنصرية وفقا للغنى والفقر ونحو ذلك منفي بقوله تعالى "تلك أمة قد خلت"، تلك أمة قد خلت كانت على سوء أو كانت على خير، كانت على خير هذا إبراهيم وأولاده، فما بالك لو كانت على سوف تبقى مصيبتين: مصيبة العنصرية وأنها عنصرية مردودة إلى قبيح، فلما نفينا العنصرية حتى من الأكابر نفيناها من الأسافل والأصاغر. تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم، فلا تزر وازرة وزر أخرى، وأن ليس
للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى يوم القيامة. يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه يبقى اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا صحيح يعني هو ما ليس فيه تناقض يعني ولا كلمة مع أي كلمة كله يرسم صورة واحدة لأنه من الحق ولأنه الحق أفلا يتدبرون القرآن أم على إقفالها تلك أمة قد خلت أوعوا تعتمدوا عليه إن أنتم أولادهم أوعوا تقولوها وتفسدوا بموجبها في الأرض لها
ما كسبت ولكم ما كسبتم خذ إذن الكلام الذي تبنى عليه كل النظم القانونية والذي يؤسس العدالة في الأرض ولا تسألون عما كانوا يعملون لكن الجاهلية كانت تقول ماذا يؤخذ الجار بجريرة الجيران يذهبون ليغيروا على هذه القبيلة لأن هذه القبيلة أخطأت فيضربون من هو موجود ظلما، يذهبون فيهدمون بيوت الفلسطينيين ظلما، لماذا تهدمون هكذا؟ يقول إن أحدا منهم نظر إلينا نظرة سيئة، ولا تسألون عما كانوا يعملون، يقرر نظام العدل الذي قد
افتقدناه في السياسة وفي الحكم وفي القضاء في الأنحاء العالم كتاب هداية للعالمين يدعو الناس إلى يوم الدين أن يخرج الإنسان من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد سبحانه وتعالى كتاب يأمر أتباعه بأن يسجدوا لله وحده وأن لا يسجدوا لمن سواه فحررهم من ذل التبعية وأدخلهم في شرف العبودية تلك أمة قد لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون كلام جميل والكلام الجميل
تحبون تكراره الكلام الجميل تحبون تكراره خاصة إذا فهمه الناس بأفهام مختلفة فنكرره حتى تنتبهوا إلى المعاني فهذه الآية بالذات وبعد صفحة واحدة تجدونها مرة أخرى يقول ربنا فيها تلك أمة قد تلك لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون بنصها وفصها كما يقولون حرفا بحرف قالوا المكرر أحلى ما المكرر الأحلى السكر المكرر أحسن من السكر
الذي بشوائبه سكر عندما يكررونه هكذا ويبيضونه تجده أحلى من السكر الذي بعيوبه ولذلك قالوا لمسلم فضل على البخاري أما قولهم إن المكرر فيه فقلت إن المكرر أحلى، أي عندما يأتي البخاري كان يقسم الحديث ويكرره فتجد فيه تكرارا كثيرا، أما مسلم فلم يكرر بل أورد الحديث مرة واحدة فقط هكذا، فقالوا أي واحد منهما أفضل؟ فقال والله البخاري أفضل وأعلم، لكن قالوا إن فيه تكرارا، فذهب نائل إلى التكرار من فوائده أنه يلفت نظرك لتقرأ مرة ثانية فلعلك تكتشف فيها شيئا