سورة البقرة | حـ 146 | آية 136 : 138 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 146 | آية 136 : 138 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
فإن آمنوا أي الكون كله المشركون وغير المشركين جميعا فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به من الاستيعاب إننا قد استوعبنا الناس أجمعين وأنها أمة بنسق مفتوح ترى الدعوة للجميع من غير تفرقة بين أبيض وأسود ولا بين عربي وأعجمي والمعيار هو التقوى نوحد الله ونؤمن بالوحي والتكليف ونلتزم به في حياتنا الدنيا ونعلم أن هناك يوما آخر نعود فيه إلى ربنا للحساب للثواب أو العقاب فنخاف
غضبه وسخطه ونرجو رحمته سبحانه وتعالى فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به من الإيمان بجميع المرسلين من غير إنكار لأحد لا في نفسه ولا في كتابه ولا في وحيه فإن آمنوا بمثل ما آمنتم فإذا اهتدى فتلك هي الهداية، وإن تولوا فإنما هم في شقاق، فلن تعرف حينئذ مقياس الحق أين يكون، ولذلك ربنا لما أنزل الكتاب حفظه ليكون مهيمنا على ما بين يديه من الكتاب ليكون معيارا للحق حتى لا يكون هناك خلاف، وحفظ على الأمة
أشياء منها أنه ختم الرسالة بمحمد صلى الله عليه وسلم، فتصور لو أن النبي لم يكن آخر الأنبياء وجاء نبي بعده، فآمن نصفنا بهذا النبي الجديد وكفر نصفنا به، فهؤلاء الكفار بالرغم من إيمانهم بمحمد سيصبحون كافرين بنبي من عند الله لو جاء آخر، أي النبي الثاني بعد النبي، يعني قوم هذا النص الذي آمن بالأول نصفه سيؤمن ونصفه سيكفر، أسيبقون في شقاق أم لا؟ سيبقون في شقاق. فكرة استمرار النبوة تؤدي إلى الشقاق مع فكرة العالمية،
مع فكرة العالمية. لكن فكرة أن النبي مرسل لأمته فقط لا تؤدي إلى شقاق، لكن أرسل إلى العالمين وبعد ذلك يرسل بعده واحد، فما العالمون هؤلاء ينقسمون إلى قسمين وبعد ذلك الواحد الآخر ينقسم إلى قسمين ويبقون في شقاق فإذا لم نؤمن بسيد الخلق سنبقى في شقاق وإن تولوا فإنما هم في شقاق لا يعرفون رؤوسهم من أرجلهم فسيكفيكهم الله فماذا أفعل بهؤلاء الذين في الشقاق لقد تعبت هكذا قال له لا، هذا ربنا لا يكفيك، يبقى المسلم مطالبا بأن يعلق قلبه بالله، مطالبا بأن يتوكل على الله، مطالبا بأن يطلب العون
من الله وحده، مطالبا بأن يأخذ بالأسباب ثم يدعو رب الأرباب، يتمسك بالأسباب يعني يعمل ما أمره الله به، ويدعو رب الأرباب لأنه يعرف أن التوفيق إنما هو من عند الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده إنما هزم الأحزاب وحده ويبقى ألا نعد لهم ما استطعنا من قوة فما يكون مخالفين ألا نتوحد ما هو يكون مخالفين ألا نعمل بالليل والنهار في النظر في الكون واستخلاص القوة كما أرادها الله ما نحن نبقى مخالفين وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو
الله وعدوكم التي نسميها الآن قوة الردع العدو يعرف أن هناك ردا قويا يسكت قوة الردع إذا لا بد لنا من أن نطيع أولا فنتلبس بالأسباب كما خرج النبي في أحد فقال فلبس درعين تلبس بالأسباب إذن ثم توكل على الله والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون فسيكفيكهم الله سيكفيكهم الله يعني ماذا نعمل نحن نعلق قلوبنا بالله نتوكل على الله نطلب من الله ندعو الله دائما وأبدا والدعاء هو العبادة وقال ربكم ادعوني أستجب
لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيبقون الدعاء عبادة، فهو سبحانه يقول وهو السميع العليم، لأن الدعاء من أين يأتي؟ لم يذكر دعاء هنا، فسيكفيكهم الله، فسيكفيكهم الله، تكفل الله بكفايتهم، وهذه الكفاية من أين ستأتي؟ من التوكل والتعلق بالله والطلب والدعاء، وعندما أدعو ربي فسيسمعني وهو السميع العليم، إذن السميع معناه أنه يستجيب للدعاء ولذلك وأنت ترفع من الركوع تقول ماذا سمع الله لمن حمده أي استجاب الله لمن حمده الله حكيم قوي ولذلك
فهو لا يظلم أحدا فقال السميع العليم بحالك من الإصلاح وبحالهم من الشقاق والإفساد هو الذي يحكم بيننا اتركها لله وهنا التبرؤ من الحول والقوة وإثبات لا حول ولا قوة إلا بالله ولذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من الكنوز التي تحت العرش صبغة الله ما هذه الصبغة قالوا كان سيدنا يحيى يصبغ الناس في نهر الأردن يصبغهم أي يطهرهم يغطسهم
في المياه وبعد أن يغطسهم في المياه فليقوموا بالتطهر فالطهارة أول العبادة ولذلك ترى المسلم يتوضأ ويصلي وإذا كان هناك جنابة فليقم بالاغتسال ويصلي صبغة الله يعني لما جاء شرع المسلمين جعل الله هذه الصبغة التي كان يفعلها يحيى عليه السلام جعلها في صورة الوضوء يعني المسلم يصبغ نفسه دائما صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون، هذا الذي يدعون إليه ربنا هو الطهر والطهارة
والنقاء ظاهرا بالاغتسال والوضوء وباطنا بالإيمان والتوحيد. هذه صبغة الله، إلى ماذا تدعوننا؟ إلى القذورات؟ إلى الشرك؟ إلى الوثن؟ أم إلى ماذا تدعوننا بالضبط؟ نحن ندعوكم إلى صبغة الله، صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة؟ سؤال واحد، هكذا ونحن له عابدون