سورة البقرة | حـ 152 | آية 142 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 152 | آية 142 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله سبحانه وتعالى وفي سورة البقرة وفي أول الجزء الثاني من تقسيم المسلمين لكتاب ربنا يقول ربنا سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها وعلمنا أن السفيه السفهاء جمع سفيه، وإن السفيه صيغة مبالغة، وإنها بهذا الوزن "السفيه" على وزن "فعيل" تعني اسم الفاعل أو اسم المفعول، لكنها هنا تقع على اسم الفاعل كعليم وعلماء وفقيه وفقهاء، وإن السؤال قد يكون السائل عاقلا وقد يكون السائل سفيها، وإن
السؤال السفيه القصد منه المراء والجدال وسوء الأخلاق والشقاق منه المنفعة والمصلحة والدليل وعمارة الأرض والتطور إلى الأحسن وعلم ما قد جهلناه، بل يكون إنكارا في غير موضعه واستكبارا في غير موضعه وهكذا. فهذا هو السؤال السفيه إذن. نتعلم من هذه الآية أنه يجب أن تكون أسئلتنا أسئلة ليست أسئلة سفيهة، وإنما أسئلة طيبة من طيب السؤال دون تشدد. على أنفسكم فسميت هذه بسورة البقرة وعلمنا الله سبحانه وتعالى
قصة البقرة من أجل ألا نسأل الأسئلة السفيهة التي نسألها من هنا ثم لا ننفذ ما كلفنا به عندما نعلمه من هنا ويقول لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبني عقليتنا اتركوني ما تركتكم إنما هلك الذين من قبلكم بكثرة ترددهم على أنبيائهم لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم يقول ولا تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها يقول قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين ويعلمنا الله في سورة البقرة أن المبادرة إلى الامتثال من غير التفتيش وهو الذي تعودوا كثير من الناس يفتشون مدعين بذلك
أنهم يريدون معرفة أحكام الله فتعلموا العلم النافع الذي إذا عرفتموه طبقتموه وكان الصحابة يحفظون القرآن ولا يتجاوزون العشر آيات حتى يطبقوها أي حتى يطبقوها في حياتهم فنهانا الله عن أن نتشبه بالسفهاء في أسئلتهم والسؤال للمباهاة والسؤال للإثبات الحالة السؤال الاستكبار، السؤال الاستنكار، السخرية والاستهزاء على خلق الله، السؤال الذي يكون فيه نوع من أنواع الألغاز والغموض، السؤال الذي فيه نوع من
أنواع المعرفة المجردة عن العمل وعدم المبادرة إلى العمل، السؤال الذي يكون سببا للحيرة، تريد أن تحير الذي أمامك، تريد أن تختبر، كل هذا يبقى من سؤال السفهاء ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها، علم لا ينفع والجهل به لا يضر، فتأتي الإجابة فيعلمنا الله سبحانه وتعالى كيف نجيب على الأسئلة السفيهة بأسلوب حكيم يسمو بقواعد البلاغة، الأسلوب الحكيم ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها،
الإجابة ما هي إذن؟ الإجابة هي لماذا تركت بيت المقدس فكان يقول له في الإجابة ترك بيت المقدس لأنه ويبدأ يذكر الأسباب تجاوز ربنا عن السؤال والتجاوز عن السؤال هذا يسمونه أسلوب الحكيم تجاوز ربنا عن السؤال هذا يعلمنا عندما يكون السؤال فيه التواء ودوران ونقل الكلام من موضوع إلى موضوع حتى يشوش عليك المتحدث ما نحن فيه وهذا يحدث في المفاوضات السياسية كثيرا أن الذي أمامك يسألك سؤالا لا علاقة له بالموضوع ويشتتك ويأتي لك بأمور أخرى ليس لها صلة بالموضوع
ادخل فيها تجاوز هذا السؤال وانظر ما القضية التي بيننا وبينك قل لله المشرق والمغرب هذا ما هو إجابة لما تركت البيت المقدس، ولما توجهت إلى الكعبة هو يريد أن يقول له ماذا تركت بيت المقدس لأن بيت المقدس يعني أقل من الكعبة، وكنا سندخل في قضية أخرى وهو هذا صحيح هكذا أن بيت المقدس أقل أهمية من الكعبة أبدا، فلو كنا فعلناها هكذا قل لله المشرق والمغرب، لو قال له بيت أصل الصلاة فيه بخمسمائة وبيت الحرام الصلاة فيه بمائة ألف كان سيأتي ليقول لك هذا ليس مهما عندكم وهم يريدون الاستيلاء على القدس
هنيئا مريئا يعني لا، القدس يحبها كل مسلم كحبه للكعبة وحبه للمدينة المنورة شرفها الله ونورها، القدس أهم قضية للمسلم في حياته وليس سيتنازل عنها وإذا تنازلنا نحن عنها سيأتي أبناؤنا ويعودون مرة أخرى إليها ويرفعونها راية خفاقة لا جدال حولها فلا فائدة ولذلك قلنا لهم أنتم تريدون ماذا حسنا افترض أننا وافقنا نحن على القدس نتركها ولا نفعل شيئا أولادنا سيوافقون ستعرفون أنتم هكذا ستنزعونهم من تاريخهم ومن دينهم ومن عقائدهم أبدا لن يكون وعليه فإننا ننصحكم
لوجه الله أن تعيدوا القدس عاصمة لفلسطين حتى ينعم الناس بالسلام وليس لها حل آخر ليس من أجلنا نحن حتى لو ضعفنا وحتى لو تركنا لن يتركوكم أولادنا وأحفادنا لن يتركوكم فنحن نعلمكم شيئا أنتم لا تفهمونه لا ترونه تظنون أن الأمر أمر قوة أبدا، إننا ندعو إلى السلام القائم على العدل المستمر، فلا بد أن تعود القدس، قل لله المشرق والمغرب، يسمونه أسلوب الحكيم في البلاغة، يقولون هكذا أسلوب الحكيم، يسألونك عن الأهلة فيقولون له لماذا تنتفخ الأهلة هكذا وتتحول إلى بدر
ثم تتحول إلى هلال لماذا هكذا، فكان يقول لهم فأصبح أن هذا أصلها الشمس تأتي لتستعرض مع الأرض فيحدث كذا والقمر يدور حول الأرض والأرض تدور حول ويحكي لهم فالقول هي مواقيته للناس والحج ها تجاوز عن ماذا عن الإجابة إلى المقصود أسلوب الحكيم كثير كذلك في القرآن أسلوب الحكيم وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم