سورة البقرة | حـ 157 | آية 143 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 157 | آية 143 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة في قوله تعالى "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام". "قد" إذا دخلت على الفعل الماضي تفيد التحقيق قالوا. غالبا لأنها قد لا تفيد التحقيق، وإذا دخلت على الفعل المضارع تفيد التقليل. قالوا غالبا لأنها قد تفيد التحقيق، إذن تسير وفق القواعد
خاصة المتعلقة باللغة، واللغة ككائن حي ينمو ويتغير طبقا لمقتضيات الناس وحاجتهم للتعبير عن أنفسهم وأفكارهم وحاجاتهم، فإنها تكون على قواعد أغلبية. دائما نقول ماذا؟ غالبا، غالبا. فقد نرى إذا كانت على بابها أي من الغالب أن صاحبها يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا ربه قليلا هكذا يكون من حين لآخر قد نرى تقلب وجهك في السماء أي أحيانا هكذا نراك تدعو
بساطة هكذا هو طيب وهذا لو كان يكون كان ماذا هذا لو كان الشعور الداخلي لرسول الله هو الرضا بأمر الله وهو يستحي من ربه ويقول له أي الكعبة أي أنا أرغب في الكعبة وهو يقول أنا أرغب في الكعبة مستحيل من ربنا خجل فيسكت يقول لكن أمر الله هكذا وبعد ذلك حبه الذي فطره الله عليه يجعله أيضا بعد شهرين ثلاثة هكذا الكعبة هذه يا رب نفسي في الكعبة نتوجه إلى الكعبة وبعد ذلك
يخجل فما دام أن الله لم ينزل فيقول إذن يبقى القلب معلقا بالرضا بالله وهو مناسب لرسول الله أن يكون قلبه معلقا بربه فإنه كانت تنام عيناه ولا ينام قلبه صلى الله عليه وآله وسلم كما أخبر الملكان فقال هذا رجل نامت عيناه ولم ينم قلبه فكان معلقا بربه وهو في حالة اليقظة وفي حالة المنام سيد الأكوان صلى الله عليه وسلم فالرضا تام يفسر أن تكون قد هنا على بابها فهو راض
بأمر الله وهو مسلم لله ولذلك يدعو بين الحين والآخر فلم يدع كثيرا في الثمانية شهر دعائه مرة أو مرتين أو ثلاث مرات قد نرى يعني أنت مرة دعوت وهنا فإن الله سبحانه وتعالى قد أكرم في هواه صلى الله عليه وسلم علوا لشأنه وقربا من ربه واستجابة لدعائه فاللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبيا عن أمته صلى الله عليه وآله
وسلم نعم قد على فكرة نحن سمعناك مرة تقول إن يا رب ما تجعلها الكعبة خلاص نجعلها الكعبة، من الذي وفق النبي للدعاء؟ ربنا علام الغيوب، من الذي جعله يدعو ربنا سبحانه وتعالى والذي سوف يستجيب للدعاء؟ فهو الذي خلق وهو الذي أمر وهو الذي استجاب وهو الذي وفق، قد نرى ما لا أي من كثرة الدعاء تنهد، من ناحية اللغة تنهد
قد نرى تقلب وجهك في السماء، أي إنك تتضرع من الدعاء وتلح في الدعاء، نعم فإن الدعاء هو العبادة وهذا سيد العابدين فكان يدعو الله سبحانه وتعالى كثيرا كما كان يذكره كثيرا، في يوم بدر ناشد ربه حتى قال له أبو غدا كفاك يا رسول الله، والله ليستجيبن ربك إليك من كثرة مناشدته، ولكن هذه المناشدة كانت عبادة إظهارا للخضوع والخشوع والخنوع لرب العالمين من سيد الكائنات، كان
كلما رفعه ربه في المقام الأعلى كلما ازداد تواضعا له، ويقول لعائشة وقد قالت له ألم يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال يا عائشة أفلا أكون عبدا شكورا فكان يقوم الليل حتى تتورم قدماه صلى الله عليه وآله وسلم وهو صاحب حكم في النهار كان حاكما وكان قاضيا وكان مصلحا وكان نبيا وكان إماما مهام كثيرة وكان عابدا وذاكرا وساجدا وشاكرا لم يفتر وهذه آية عظمى في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم تثبت أنه المسيح وأنه هو الذي
بشرت به الأديان وأنه هو خاتم المرسلين وأنه هو سيد العالمين وأنه هو المصطفى المختار صلى الله عليه وآله وسلم، كيف يقوم بكل ذلك؟ كان قلبه معلقا بربه، فلو حملناها على غير الغالب من بابها قد نرى أي قد نرى يعني قليلا لا قد نرى يعني كثيرا أيضا حسنا تصلح يكون إذا يصلح نحملها على القلة مع الرضا ويصلح نحملها مع الكثرة مع الإلحاح والعبادة معان صحيحة طيب يكون هذا من معان صحيحة وما دامت تتحملها اللغة يكون هذان وجهان للتفسير لا ينقض بعضهما بعضا
قد نرى تقلب وجهك في السماء فاللهم استجب لنا دعاءنا ببركة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة