سورة البقرة | حـ 159 | آية 144 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 159 | آية 144 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة يقول ربنا: قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها. استجاب الله لدعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وولاه إلى هذه القبلة التي يرضاها. فجمعت القبلة المحمدية بين أمرين، بين رضا الله ورضا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. رضا الله
هذا شيء عال جدا لكن لا يدركه كل أحد، ورضا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء عال جدا ولكن يدركه كل أحد. الله لم يره الخلق ورسول الله قد رآه الخلق. تجد بعض الناس يفعلون شيئا غريبا جدا، يذنب وهو يعلم أن الله يراه، ولا يستطيع أن يذنب أمام رسول الله. أتدرك ذلك؟
هو وحده قام يرتكب الذنوب. ألست تعلم أن ربك يراك؟ قال له نعم أعلم. فلماذا ترتكب هذا الذنب الآن؟ فإن ربك يراك. فراح يتهرب من نفسه هكذا أن يغرر بنفسه ويرتكب أيضا الذنب، حسنا أتستطيع أن تفعل هذا أمام رسول الله؟ تخيل هكذا رسول الله ينظر إليك فعلا في الواقع هكذا، أتستطيع أن تفعل أمامه هكذا؟ لا أعرف، والله أنت لست مؤمنا! قال أنا مؤمن مائة في المائة ومؤمن أن الله يراه، قال نعم، قالوا إن هذا نقص كم واحد يعبد الله كأنه
يراه هؤلاء المحسنون هذا أمر صعب قليلا هذا ليس كل البشر هذا قليل من البشر وكم شخص يتأثر مباشرة بوجود رسول الله يقف جميعا لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان حاضرا في مجلس ما لقام المؤمنون به يخجلون إذن يصبح منافقا ولا يكون معنا، لكن جميع الحاضرين لرسول الله تجدهم على الفور. حسنا ما رأيك إذن أن هذه الكعبة من حب الله جميلة جدا، وأما من حب رسول الله فتجده يبكي. يا الله وأنت منذ قليل نقول من حب الله لا تبك، وعندما أقول لك
من حب رسول قال لتعلق قلبه بالمحسوس، فيذهب أحدهم إلى الكعبة فيطوف ويطوف هكذا ويدعو يا رب يا رب، فربما تنزل دمعة بسبب شيء من هذا القبيل، وعند رسول الله يغمى عليه إذا زار القبر الشريف. لماذا؟ قال له إن هذا محسوس، هذا أمامه هنا هكذا محسوس. بعضهم يأتي بكلام آخر يقول إن ربنا غفور رحيم لكن القلوب قد عشقت المحسوس ولذا أرسل الله الرسل لكي يكونوا فيهم هكذا كيف تكفرون وأنا فيكم انظروا إلى الكلام
عندما أنتم ترونني ها هو وترون أحوالي وتراقبون ليل نهار المعجزات تتوالى على يديه صلى الله عليه وسلم وهو بحاله وقاله يدل على الله ما ضرب النبي عليه وسلم شيئا بكفه قط هذا كلام السيدة عائشة لا غلاما ولا عبدا ولا امرأة قال ولن يضرب الخيار ولن يضرب خياركم عندما يكلمونه عن ضرب النساء قال ولن يضرب خياركم ولم يضرب أحدا قط بيده هكذا هو ما هذا سيد المجاهدين في سبيل الله الذي
كان في الحرب وهو يدفع العدوان ويصد الطغيان إذا اشتد الوطيس أي الحرب الشديدة احتمينا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان كالأسد في أجمتها متى رآه أحدهم ارتعب، سيد الخلق جاءه رجل من المصارعين اسمه ركانة فقال له يا محمد أتصارعني، ركانة مشرك ومتغيظ من النبي ويريد أن يضربه ومصارع فقال عندما له علاقة لعل هذه العلاقة ما هي تفكر فيه قليلا قال له سأصارعك
يا ركانة على ثلث مالك سأصارعك على ثلث مالك وكان لديه غنم هذا ركانة كان غنيا ولديه قطيع من الغنم قطعان من الغنم قال له حسنا هذه المعركة محسومة فأنا سأمسكه وأضربه فوافق ركانة المسكين فأخذه النبي بحركة كذلك فأوقعه صريعا صلى الله عليه وسلم فقال له أخذتني على غرة مثل الأطفال فقال له قم مرة أخرى على الثلث الثاني من مالك فقام فصرع فقال أخذتني على غرة فقال قم على الثلث الأخير من مالك فقام فصرع صلى الله عليه وسلم قال محمد
ما فعلها في أحد من البشر أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله قال ركانة ما لك يا رسول الله عليه الصلاة والسلام هذا الشجاع الجريء القوي البطل هذا المحارب المقاتل الذي لا يقبل على نفسه ولا على أمته الضيم لم يضرب أحدا قط بيده لا غلاما ولا على سيدنا محمد صلاة وسلام دائمان أبديان، اللهم صل عليه في الأولين وصل وسلم عليه في الآخرين وصل وسلم عليه في كل وقت وحين وصل وسلم
عليه يا رب العالمين في العالمين وآله الأخيار وأصحابه الأطهار وأتباعه الأبرار إلى يوم الدين. وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته