سورة البقرة | حـ 161 | آية 144 : 145 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 161 | آية 144 : 145 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة، يقول ربنا سبحانه وتعالى بعد أن حدد لنا اتجاه القبلة وكيفية التوجه إليها وأن من كان قريبا منها فإن توجهه يكون إلى عينها ومن كان بعيدا عنها فإنها يكون توجهها إلى شطرها فإنه يقول سبحانه وتعالى وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون لأنه بدأ هذا بقوله سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن
قبلتهم التي كانوا عليها وجاء فقال إن أولئك الذين العلم من قبلكم والذين قد أوحي إلى أنبيائهم فبلغوهم من قبلكم عندهم آثارة من علم من عند الله محفوظة في كتبهم وهم يعلمون هذا ويعلمون أن هذا البيت هو الذي أنشأه إبراهيم وأنه هو الذي رفع قواعده مع إسماعيل وأنه هو الذي وضعته الملائكة بداية للخليقة وأنه من المعلومات التي يحفظونها يخفون جزءا منها ويظهرون جزءا منها، يؤمنون بجزء منها ولا يؤمنون بجزء آخر، ولكن على كل حال قل لهم: هذا منع للجدال ورفع للخصام والنزاع، واحمد ربك
أيها المسلم أن وجه الله وجهك إلى بيت الله العتيق، وما الله بغافل عما يعملون، يعني دع الأمور لله واشتغل الدنيا وبتزكية النفس بدلا من الاشتغال بالجدل العقيم قال تعالى حتى يقطع فراغ الجدال وحتى يلتفت كل إنسان إلى عمارة الأرض ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك إذا عليك أن ترضى بأمر الله وعليك أن تعلم أن الله قد ترك حرية العقيدة لبني البشر ورحل العقاب
والثواب ليوم الحساب ولم يجعله في الدنيا بحيث أن من انحرف عن منهج الله أخذه أخذ عزيز مقتدر وخسف به الأرض وكذا أبدا، بل أرجأ المحاكمة إلى يوم الدين، يوم المحاكمة، يوم الحساب. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها، وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا يعني في الآخرة وهنا لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي لكم دينكم ولي دين إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وما
أرسلناك عليهم حفيظا بلغ فحسب ما عليك إلا البلاغ وقل إني أنا النذير هذه هي الآيات التي قررت حرية العقيدة، فماذا نفعل نحن؟ نحزن على البشرية ونريد أن نمنعهم عن النار، قالوا: لا تذهب نفسك عليهم حسرات، وقالوا: ولا تحزن عليهم، وقالوا: ولا تكن في ضيق مما يمكرون، فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا، اتركهم وشأنهم قال له لا ليس إلى هذه الدرجة اهدأ
هذا الكلام لنا لأن سيدنا رسول الله يعيش فينا، هذا الكلام لنا اهدأ، ارض انظر إلى عملك، فيقول له أول شيء حرية العقيدة كفلناها للبشر، ثاني شيء أرجأنا الحساب والعقاب والثواب ليوم الآخرة نرجع فيه إلى ربنا فينبئنا بما كنا نختلف فيه طبعا وبعد ذلك قال لك ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك فاذهب اهتم بشأنك انظر إلى عملك فهذا مهم جدا هذا انظر إلى
عملك يعني التفت إلى نفسك تمسك بدينك أقم شرع الله فيك وفي أسرتك بلغ عن الله ولو آية واحدة ولكن والله وما أنت بتابع قبلتهم ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم، أهذا وما بعضهم بتابع قبلة بعض، هذا الكلام يعني أن هناك أملا في توحيد الناس جميعا حتى يكونوا مسلمين ومؤمنين وما إلى ذلك، قال له: ما أنت لن تنفع، هذه إرادتي أنا هكذا انتهى الأمر جل الله انتهى حاضر سمعنا وأطعنا طيب حاضر فهمنا وما بعضهم يتابع قبلة بعض ستجدهم
على قلب شخص واحد فرق كل واحد ربنا سبحانه وتعالى شغل قلبه بما يريد فماذا أعمل أتبع الطريق المستقيم الذي ندعوه في الصلاة سبع عشرة مرة كل يوم اهدنا الصراط المستقيم الذي هو ما الصراط المستقيم هذا الذي هو ما أراده الله من غير هوى نفسي ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين حاشا لرسول الله أن يكون كذلك وإنما هو يقول لنا نحن أنه بعد ذلك إذا استمررت مع الانحراف هذا فسيضلك الطريق فكن أيها الإنسان أنت ظالم فهذا الكلام موجه إلينا نحن فيجب
علينا أن نحوله إلى برنامج عمل يومي نستقيم فيه مع الله ولا نتبع أهواءنا لأن اتباع الهوى يكون بماذا قالوا بإقامة العدل ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، إذن يجب علينا أن نكون منصفين مع أنفسنا ومع الآخرين ومع هذه الأكوان، والإنصاف يقتضي قول الحق، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.