سورة البقرة | حـ 162 | آية 146 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة، نعيش هذه اللحظات مع قوله تعالى: الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم. الإنسان وهو يعرف أبناءه يعرفهم تماما لأنه هو الذي عاشرهم ورباهم ومكث معهم. مدة طويلة كما يعرفون أبناءهم مشبه به لشدة المعرفة في معرفة هكذا نص ومعرفة ظنية معرفة تقول والله أنا رأيتك من قبل هكذا
مع ابنك عمره ما تقول له أنا رأيتك من قبل تعرفه من ظهره تعرفه من صوته تعرفه من لمحاته تعرفه بكل شيء تعرفه من لباسه الملابس الخاصة به تقول الله هذا فلان جاء إلى هنا ها هو سبقني أعرف أن هذا خاص بمن من هؤلاء الأولاد هم يعرفون النبي هكذا عليه الصلاة والسلام وكم كانت هذه الآية سببا في إسلام كثيرين صدقوا مع أنفسهم وقال الله ما هذه الآية الغريبة هذه آية تتحدث عما في نفوسنا من الداخل أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله بلا كثرة كلام بلا كثرة كلام
فأسلم كثير من البشر بهذه الآية ابتداء من عصر النبوة وإلى يومنا هذا الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم عبد الله بن سلام لما أسلم وحسن إسلامه واستمع إلى هذه الآية قال يا رسول الله والله إني لأعرفك أكثر مما أعرف أبنائي، فوالله لا ندري ماذا فعلت النساء في البيوت يعني كم في المائة أن هذا الولد ابني تسعة وتسعون وتسعة من عشرة في المائة، قال له أنت مائة في المائة أنت يا رسول الله مائة في
المائة أنا أعلم أنك محمد بن عبد الله المسيح الأعظم الذي بشرت به الكتب، وأنت تعلم كذلك والله أعرفك أكثر مما أعرف أبنائي، فهو يعرف أبناءه بنسبة كم؟ تسعة وتسعون وتسعة أعشار، أما النبي فأكثر مائة في المائة، وإن فريقا منهم انظر يعلمك الإنصاف لا يقول وإنهم إنه يعلمك الإنصاف. ود كثير من أهل الكتاب وليس كلهم، وإن فريقا منهم يعلمك كيف تقرأ الواقع حقا، فعندما تنزل إلى الواقع لا تجدهم كلهم كذلك، ليسوا سواء كما قال ربنا، ليكتمون الحق وهم يعلمون،
وبعضهم لا يعرف الحق ويعرف أن الذي هو عليه هو الحق المطمئن إليه، وبعضهم ما فكر في الحكاية أصلا ما جاءت ما خطرت في باله وبعضهم ناس طيبون صالحون ساجدون قائمون كذلك إلى آخره وبعضهم أشرار وماكرون وهكذا فربنا يعلمك الإنصاف إياك أن تضعهم كلهم في سلة واحدة انظر إلى الأفعال انظر إلى الصدق انظر إلى الشيء الطيب طيب ولذلك سيدنا رسول الله كان يحب جدا حاتم الطائي ولما دخلت ابنته عليه خلع عباءته وفرشها لها وقال
إن أباك كان يحب مكارم الأخلاق، طمعت البنت فقالت يا رسول الله أهو في الجنة؟ قال لا هو في النار. يا الله! سيدنا رسول الله يحب واحدا كافرا فلماذا؟ لأنه كان كريما، ذبح فرسه للضيوف، كان يوقد النار بالليل لكي ممكن أن يكون أحد تائها من اليمين أو من الشمال يأتي إليه، عندما يدخل عليه الضيف يفرح كما لو كان في يوم عيد، لا يوجد ثقل عليه، فالنبي أحب هكذا، هو هذا نار جنة هذه لربنا يوم القيامة ما لنا أن
ندخل فيها لأن أنا لست ربا، النار والجنة هذه بيده هو دخوله الجنة أو دخوله النار هو الذي قدمه هذا نار لا ينبغي أن أتدخل، ولكن إن أباك كان يحب مكارم الأخلاق، يا سلام، والوسام ماذا نعطيه لها لأجل ذلك نخلع لها العباءة، هذا أمر تشريف عظيم جدا أن سيد الخلق يخلع عباءته لامرأة يجلسها أو لإنسان يجلسه، ولكن لما كان هذا التعظيم يعلم الأمة كان كذلك كان واحد ابنه اسمه عبد الله بن جدعان، سيدنا رسول الله وهو صغير طفل رأى طبقا من الطعام يصعدون إليه بالسلالم، طبق طعام كبير جدا هكذا يصعدون
إليه بالسلالم عبد الله بن جدعان يصنعه للحجاج كي يأكلوا ويشربوا ويضيفوا، فكان يحبه كثيرا سيدنا رسول الله وكان كلما ما قال عبد الله بن جدعان يعني هكذا وجهه يدخل عليه السرور هكذا فالسيدة عائشة لاحظت هذه العبارة وقالت له يا رسول الله أهو في الجنة أنت تحبه هكذا كثيرا ومسرور منه قال لا لم يقل في يوم رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ما قالها ولا مرة واحدة من الكبر الذي كان في قلبه طيب، فلماذا تحبه؟ لأنه كان يكرم الحجاج، لأنه كان رجل خير، لأنه كان رجلا طيبا مع الكبر طيب،
وكان متكبرا قليلا هكذا مع ربه، متكبرا مع ربه لكنه طيب مع الناس، فالنبي مسرور أنه كان طيبا مع الناس. أما الجنة والنار يا إخواننا، فالجنة والنار ملك لربنا. نحن في الدنيا الآن وهذا الرجل طيب جنة نار يوم القيامة سنعرف إن شاء الله، ولكن إن أباك كان يحب مكارم الأخلاق، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.