سورة البقرة | حـ 169 | آية 152 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 169 | آية 152 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول ربنا ذلك القول الجامع المانع فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفروا وبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نذكر ربنا أمرنا رسول الله بالباقيات الصالحات فعلمنا سبحان الله أي نزه الله عن كل شيء وعن كل مثل وعن كل نقص فهو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وهو رب العالمين سبحانه وتعالى وهناك فرق بين المخلوق
والخالق فالرب رب والعبد عبد لا حلول ولا اتحاد ولا تجسد تفريد وتوحيد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نذكر ربنا بقولنا الحمد لله لا إله إلا الله وقال خير ما قلت وقال النبيون من قبلي لا إله إلا الله أكبر وجعلها عنوانا ومفتاحا للصلاة تسمى تكبيرة الإحرام تسمى بتكبيرة الإحرام لأنها تحرم علينا الكلام ونحن في الصلاة. لا حول ولا قوة إلا بالله وهي كنز من كنوز العرش وهذه يسميها أهل الله من
المسلمين ممن كثر ذكرهم الباقيات الصالحات لأن هذه التي تبقى لك في قبرك وبعد موتك وهذه هي المفتاح الذي يذكرك بربك وهذه هي بداية الطريق سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله الله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتاب والسنة أن نستغفر الله، علمنا حسبنا الله ونعم الوكيل أي يكفينا ربنا دون الخلق، علمنا أن نتوكل على الله، علمنا إنا لله وإنا إليه راجعون، وعلمنا الصلاة عليه
صلى الله عليه وآله وسلم، الله بالعشرة الطيبة العشرة الطيبة الكلمات العشرة الطيبة التي هي الخمس الباقيات الصالحات ونضيف إليها استغفر الله إنا لله وإنا إليه راجعون حسبنا الله ونعم الوكيل توكلت على الله اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وآله عشر كلمات إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وجاء أبي وقال يا رسول الله أأجعل لك ثلث مجلسي يعني في الذكر قال افعل قال أأجعل لك نصفه قال افعل قال أو أجعله لك
كله يعني كل الجلسة يصلي على النبي في جلسة ذكر قال إذن كفيت ووقيت وبالتجربة ومما علمه أهل الذكر أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم تغفر الذنوب ويأتينا بعض الناس ويقول يعني أنا سئمت من نفسي كلما تبت عدت مرة أخرى إلى الذنب ماذا أفعل قل له صل على النبي فإن الصلاة على النبي تتقبل ولو من العاصي ولو من الفاسق ولو من المنافق لتعلقها بالجناب الأجل صلى الله عليه صل على النبي عليه الصلاة والسلام، وكلما ذكر أمامك فصل عليه، فإنما البخيل المحروم من ذكر أمامه ولم يصل
عليه صلى الله عليه وآله وسلم، والصلاة على النبي تزيد في الأرزاق وتنير القلوب وتغفر الذنوب وتستر العيوب وتيسر الأمور، وهذا مجرب، ومن أجل ذلك تمسك المسلمون بإسلامهم بسبب كثرة صلاتهم على نبيهم فثبت الله الإيمان في قلوبهم، وكل من حرم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تراه قاسي القلب لا يعرف للأنوار سبيلا ولا يكشف شيئا من أسرار الكون ولا من أسرار العبادة ولا من الأسرار التي من الله على المسلمين بمعرفتها فقد من الله على المسلمين بالصلاة وبالوضوء وبالصيام وبالزكاة وأرشدهم إلى
البيت الحرام الذي هو محل نظره وجعل السجود مكانا لاستجابة الدعاء قال أعني على نفسك بكثرة السجود قال فحقيق أن يستجيب لك فتحروا الدعاء في السجود دلنا ربنا على أسرار كثيرة حرم منها الخلق دلنا على يوم الجمعة وعلى أن ساعة الإجابة فيه وعلى ليلة القدر وأنها في العشر الأواخر من رمضان وعلى فضل العشر الأوائل من ذي الحجة بما فيها العيد دلنا على أيام التشريق ودلنا على أننا نعبد الله فيها لا بالصيام فأمرنا بالصيام وأمرنا بالإفطار علمنا ربنا أسرارا كثيرة والحمد لله رب العالمين فاذكروني
كلمة جامعة عجيبة غريبة عليها أساس هذا الكون والذكر أعلى من الصلاة والصلاة عماد الدين وذروة سنامه إلا أن الله يقول إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته