سورة البقرة | حـ 171 | آية 152 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله نعيش هذه الدقائق مع سورة البقرة في قوله تعالى "فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون". وقد سبق أن تحدثنا عن قوله "اذكروني" وكيف بين رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف الله تفصيلا حتى نكون من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات، وما أثر ذلك في قوله اذكروني أذكركم لأن من ذكر الله في ملإ ذكره الله سبحانه وتعالى في ملإ خير
منه، والملأ هم صفوة القوم وهم علية القوم، فكلما ذكر أحدنا ربه أمام الناس خاصة أمام صفوة القوم وهو يذكرهم بالله ذكر الله ذلك الإنسان عنده لأنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر كان الشيخ أمجد الزهاوي وهو أحد العلماء العاملين في العراق أيام الملك فيصل فيها وكان يريد دائما أن يذكر بالله فكان إذا دخل إلى
القصر الملكي وجاء الملك قال انتظر حتى أصلي ركعتين في مكان لا يذكر فيه اسم انتظر حتى يصلي له ركعتين في مكان لا يذكر فيه اسم الله، يريد أن يقول له ماذا؟ اذكر الله كثيرا، ويدخل في الصلاة وبعد أن يصلي ركعتين تجد قلب الملك فيصل بن الحسين يميل إليه ويقول له يا سيدنا هذه بركتك، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذكر الله سبحانه وتعالى كل وقت وحين حتى أمام الملأ والملأ هم صفوة القوم وعليتهم ومن بهم أمر القرار أمر
مهم وويل لأقوام لم تتناصح في أنفسها بذكر الله، بذكر الله تطمئن القلوب قال تعالى واشكروا لي والشكر هو الأساس والبداية فبدأنا بها في الفاتحة الحمد لله رب العالمين ولا تكفروا، الكفر الستر وكفران هو أن تضع النعمة في غير موضعها الذي خلقت له، فإذا وضعت نعمة البصر في النظر إلى الحرام فأنت قد كفرت بتلك النعمة، وإذا جعلت اللسان بدلا من أن يذكر
الله يشتغل بالكذب وشهادة الزور والغيبة والنميمة والإفساد بين الناس والإفساد في الأرض أو بكلمة الكفر أو باللغو الذي لا معنى له فأنت قد وضعته في غير موضعه، فهذا إنما نعلم به الناس ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونصلح به الأحوال ولا نفعل أضداد ذلك. وإذا أنت استعملت قدميك في السعي بين الناس بالنميمة وفي الإفساد في الأرض أو لم تستعملهما في الإصلاح بين الناس وفي عمارة الأرض فأنت تكون قد كفرت النعمة أتى لابن عباس وكان معتكفا عشرة
أيام ولم يبق له إلا يوم أو يومان أتاه رجل في شفاعة فقال ابن عباس هيا بنا قال يعني ما جئتك لآخذك من اعتكافك أكمل ما نويته ثم نسعى لحاجتنا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان في أمر أخير كان له أجر اعتكاف أربعين ولا أدري أربعين يوما أم شهرا أم سنة وعلى كل حال الأربعون هذه أكثر من اليومين المتبقيين فأين أذهب لأعتكف يومين وأضيع على نفسي أربعين سنة اعتكاف هذا أنا الطريق الذي سأسلكه
معك هكذا سأسلكه معك وله أجر أربعين جاء أربعون يوما أيضا أكثر من أربعين شهرا جميلة أربعون سنة يا رب، يقول أحدهم فلماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين ولم يبين، لماذا قال لك لأن الناس تختلف في درجة إخلاصها في نياتها، فهناك من يحسب الله له أربعين يوما لأن نيته لم تكن بهذا القدر كان هو ذاهبا ويريد أيضا الثواب وكل شيء ولكنه كان متضايقا في نفسه أنه يعني ها نحن نقوم بخدمة وانتهى الأمر، أربعون شهرا هذا الذي يعملها من قلبه هكذا جيدا، أربعون سنة هذا الذي يتابع الخدمة ويسعى ويواصل
ويلح وراءها حتى تحدث وهكذا، إذن تختلف الناس في الخدمة ولكن أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الخدمة هكذا بهذا الشكل لا نكفر نعمة الله مشكلتنا الآن البحث العلمي البحث العلمي نحتاج إلى إعادة نظر فيه لأنه ما تقدم الآخرون إلا به وما نزلنا من الريادة والقيادة ومن وسط الجبل إلى سفحه إلا به وبعدم اهتمامنا بشأنه ولذلك أعد ذلك من الكفر بالنعمة أن الله قد وضح لنا وبين، ثم بعد ذلك نحن نقصر، علينا
أن نشكر الله وألا نكفره. اللهم اجعلنا من أولئك الحامدين الشاكرين لك، وأقمنا حيث ما ترضى، وصل اللهم على سيدنا محمد وآله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.