سورة البقرة | حـ 176 | آية 154 : 156 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 176 | آية 154 : 156 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى: "ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات، بل أحياء ولكن لا تشعرون". فهم أحياء عند الله وفصلنا القول فيها وإن كنا لا نشعر. لأنهم قد انتقلوا إلى الرفيق الأعلى إلا أنهم على مرتبة الشهيد، والشهيد من سقط بين المشركين والمسلمين، ولذلك إذا قامت حرب بين طائفتين من المسلمين فالقتلى ليسوا من الشهداء، وإذا مات أحدهم هكذا بين مسلمين فليس بشهيد على الحقيقة ولكن له أجر شهيد،
لكن نصلي عليه ونكفنه وندفنه وتجري عليه أحكام الموتى أما الشهيد فلا يصلى عليه وليس إلا أن يدفن في ملابسه التي لقي الله بها ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين إذا هناك نظرية تسمى بنظرية البلاء هدفها التذكير وليس هدفها الانتقام التذكير بالله وضرب الله قرية وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة
مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون. إذا هناك أنواع يكون فيها نوع من أنواع التذكير بالمصيبة أو الترقية، إنما الله ينتقم منه أبدا هذا لكي لعلهم يرجعون، لعلهم يرجعون. ومن هنا سماها ابتلاء امتحان يعني، وأنت عندما تدخل الامتحان فإنك تكون بين آية النجاح والسقوط فالله يمتحنك وليس ينتقم منك إنه يمتحنك ليرى هل سترجع أم لا فبعض
الناس يختلط عليهم الأمر صحيح أن هذه البلوى نازلة لأننا على معصية ولكنها ليست نازلة انتقاما إنها نازلة تصحيحا إنها محنة لكن فيها منحة إنها فيها عذاب شدة ولكن فيها رحمة وهكذا ربنا رحيم فبعض الناس يشمتون لا تشمتوا في ماذا هذا إحسان له كذلك أنه يصاب بالمصيبة الخفيفة حتى لا يصاب بالمصيبة الكبيرة يوم القيامة ولنبلونكم يعني في امتحان واختبار بشيء من يعني قطعة كذلك صغيرة قرصة وهذا بشيء من وليس بالخوف
يبقى هذا رعب، ولكن انظر كيف بشيء من الأشياء البسيطة هكذا، الخوف حيث لا يوجد أمن داخلي أو خارجي نفسي أو مجتمعي، والجوع فالجوع كافر ويجعل الإنسان مضطربا وليس في حالة التوازن ويدعوه إلى أن يرتكب أفعالا رديئة، ونقص الأموال هذا أخف قليلا، فالأموال نقصت فالمرء يحزن. لكن هي موجودة وأنفس بعض الناس تموت لكن ليس كلهم، والثمار اليوم
هذه السنة محصولها قل قليلا، محصول البرتقال ومحصول الموز ومحصول كذا، فارتفعت أسعار الفاكهة، فالإنسان بدلا من أن يأكل فاكهة ليلا ونهارا حتى لا يصاب بالبرد يأكل هذا البرتقال لأن فيه فيتامين سي، فلا لا يجد ما يأكله إلا مرة في الأسبوع نقص، ولكنه موجود. ما الطريق إلى هذا والخروج منه؟ الله أول شيء هكذا، وبشر الصابرين. إياك أن تنحرف وترتكب الحرام من أجل تحصيل لقمة العيش أو سد الجوع، أو إياك أن تفتري على خلق الله عندما يكون هناك نقص في الأموال أو في الثمرات فإذا فعلت ذلك وصبرت
على حكم الله فأنت من الصابرين إن الله مع الصابرين من هم إذن هؤلاء الصابرون الذين سيفسر دائما لأن الذين جاءت بعد معرفة وبشر قال صابرين قال هؤلاء معرفون هؤلاء صابرون الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون علمنا الذكر ولا يزال هو من هناك قال فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون الذين إذا أصابتهم مصيبة لم ينسوا الله لم يتبرموا لم يعترضوا على أمر الله
وإنما في رضا في تسليم في توكل وفي عمل الصبر حبس النفس فهذا قد حبس نفسه لله فعلمنا من كنوز الذكر إنا لله وإنا إليه راجعون، عسى أن يوسع صدرك، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة