سورة البقرة | حـ 177 | آية 157 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 177 | آية 157 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله نستلهم منه الهدى والرشاد، ومع سورة البقرة مع قوله تعالى في شأن الصابرين، وبعد أن ذكر فضلهم وصفتهم: أولئك يعني هؤلاء الصابرون عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون الصابرون. والله قد أدخلهم في معيته تشريفا وتكريما لهم عليهم صلوات، والصلاة من الله
الرحمة والصلاة من الملائكة الدعاء أن الله وملائكته يصلون على النبي قال لك يصلون هذه لها معنى ما الرحمة والدعاء عندما يقول أن الله وملائكته جمع بين الاثنين فأتى بكلمة واحدة المعنى الأول يعود إلى الأول والمعنى الثاني يعود إلى الثاني يبقى استعمل المشترك في معنيين، يقول لك يصلون مشترك، يعني ما هو مشترك؟ يعني كلمة واحدة ولها معنيان مختلفان، يرحم ويدعو، الله هو الله يدعو أحدا؟ لا، الله
يرحم، إن الله يصلي على النبي بإنزال رحمته عليه، طيب والملائكة؟ الملائكة تدعو، يبقى أن الملائكة يصلون بدعائهم له طيب يصلوا هنا في الآية تعني ماذا الرحمة أم تعني الدعاء تعني الاثنين لماذا لأنه ذكر الاثنين الله والملائكة إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه يعني ادعوا له وسلموا تسليما فاللهم صل على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد أولئك عليهم
وليس لهم لم يقل أولئك لهم يبقى هو جلب لهم الرحمة وأعطاها لهم هكذا، أم عليهم قال تفيد التمكين يعني ماذا، انتبه عندما يبقى لافا لك قطعة شبكة هكذا ويعطيها لك في يدك يبقى أنا أعطيت لك الشبكة ولكن ذهبت فبسطت الشبكة ووضعتها عليك فتبقى أنت داخل الشبكة أي ما معنى ذلك من جميع جهاتك من الجهات الست فأمامك رحمة وعن يمينك رحمة وعن يسارك رحمة وخلفك رحمة وفوقك رحمة وتحتك رحمة هل يوجد شيء
أجمل من ذلك أولئك عليهم وليس إليهم وليس لهم أولئك عليهم فتبقى عليهم وهذه تفيد التمكين أي أن الرحمة تمكنت منهم عندما يكون شيئاً في يدي ويأتي أحد يخطفها مني أو تسقط فلا يبقى فيها تمكين، ولكن عندما أكون داخل الشبكة أعرف أين أذهب وأنا والله يعني أولئك عليهم صلوات هذه تفيد شيئا غريبا جدا أنك لا تستطيع أن تخرج من فضل الله عليك ولو أردت ومنكم من يقاد إلى الجنة بالسلاسل يعني ربنا بصبرك يرضى عنك حتى
لو أردت أن تلعب هكذا، فأنت لا تعرف ما هذا، تفكر أن تعصي هكذا، قم فأنت لا تعرف، طيب أنا أريد أن أرتكب هذه الشهوة، أنت لا تعرف، لا أنا أريد، ربنا لا يريد، قم يمنعك من المعصية، أرأيت أجمل من هذا؟ وبعد ذلك أنت تفيق لنفسك تقول أنا ذاهب للمعصية لا أجدها لا أعرف كيف أفعلها وأنت ذاهب لتفعل المعصية يبدل الله سيئاتك حسنات فيجعل رحلتك هذه تفعل فيها الخير ما هذا إنها كرامة للنبي عليه الصلاة والسلام أولئك عليهم صلوات من ربهم
طيب الصلاة من الله الرحمة نقول قوم يأتي يقول ماذا ورحمة الله أما نحن الصلاة والرحمة وقلنا أنك ستتمكن منك الرحمة أما الرحمة الثانية فما هي؟ قيل لك الرحمة الثانية هذه فضل من الله منك إلى الخلق فتكون أنت مرحوما وربنا أقامك رحمة للآخرين أنت رحمت وانتهى الأمر والرحمة تمكنت منك وأحاطت بك من جميع
جهاتك وخذ معك أيضا رحمة ثانية ماذا أفعل بها؟ أحاطت الرحمة بي أين أضعها؟ لا تضعها أعطها فتكون سبب رحمة وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين فتكون بذلك قد وصلت إلى كرامة النبي أليس كذلك سيدنا محمد هكذا ربنا أكرمه ويكرمك أيضا به ويجعلك صورة منه فهو قد رحمه الله بل وجعله رحمة للقوم أن أكون رحمة لأهلي رحمة لجيراني لمجتمعي رحمة لعصري، إنما هو رحمة للعالمين من لدن آدم إلى يوم الدين. ما الضياء مختلف في ضوء
الشمس وفي ضوء السراج، وإذا جاء النهار أطفئ السراج. بماذا تعمل بالسراج والدنيا نهار؟ إذا أولئك عليهم صلوات من ربهم وأيضا لهم رحمة. زيادة لكي يتعلموا الرحمة بمن حولهم بسببهم، فهذا الصابر مقامه عظيم عند الله وأولئك هم المهتدون. لن يستطيع أن يعصي يدخل الجنة رغما عنه، يبدل الله سيئاته حسنات ويوفقه الله. اللهم
اجعلنا منهم، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.