سورة البقرة | حـ 179 | آية 158 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم، هذه الآية فيها أحكام وورائها فكرة، أما الفكرة فهي أننا إذا أردنا التغيير فإننا لا نهدم كل ما كان سابقا بل نهدم الباطل فقط وعلينا أن إلى الحق فالحق أحق أن يتبع وأما الأحكام فعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن السعي بين الصفا والمروة
بأيهما نبدأ قال ابدؤوا بما بدأ الله به فصارت مبدأ عاما ابدؤوا بما بدأ الله به أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يرشدنا إلى قاعدة مهمة وهي أن الترتيب معتبر لأنه لم يقل أن المروة والصفا قال ماذا أن الصفا والمروة فابدؤوا بما بدأ الله به وابدؤوا بما بدأ الله به هذه ستجعلنا في الوضوء مثلا نبدأ بغسل الوجه ثم باليدين ثم بمسح الرأس ثم بغسل الرجلين لماذا ابدؤوا بما بدأ الله به لقد أصبحت قاعدة إذن أن الصفا والمروة لما
قال ابدؤوا بما بدأ الله به يقول لنا ما هي القاعدة الفهمية القاعدة الأساسية للفهم ما هي يقول انتبه إلى القرآن اقرأه بتأن لا تقرأه هكذا مثل الصحافة لا تقرأها كالجريدة هكذا وأنت نائم وأنت لا تتدبر أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا هناك اختلاف كثير أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها واحدة إن الصفا والمروة آه يبقى البدء هنا آه هذا يريد أن يشغل ذهنك هذا لما قال ابدأ بما بدأ الله به يرشدك إلى قاعدة يجب أن تتبناها وأن تكون في ذهنك عند تلاوة كتاب الله وهذه القاعدة هي
والتأمل ليس فقط في فهم معاني الألفاظ بل أيضا في فهم السياق والسباق، السياق عامل مهم، ماذا قال أولا وماذا قال ثانيا، قال الصفا فيجب أن أبدأ بما بدأ الله به في الأول من شعائر الله، وما دام من شعائر الله فيجب علينا أن نحترمها، ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ولا بد لنا أن نستمر فيها، شعائر الله هكذا لها الديمومة ولا بد لنا أن نجعلها مدخلا للعبادة، أن نجعلها مدخلا للعبادة لأن
شعائر الله شأنها هو التعبد بها، فلا يأتي أحد يقول لي حسنا ما رأيك أن نبدأ بالمروة أفضل وانتهى الأمر، لا يصلح بين الصفا والمروة لا نطوف من أي جهة، الناحية الأخرى من الكعبة لا تصلح. لماذا لا تصلح؟ لماذا؟ إن هذه شعائر الله أن تفعل ذلك، وهذا يضع لنا قاعدة تقول: كن واقفا عند شعائر الله. فلن نستطيع أن نخلط في الصلاة ولا في الزكاة ولا في الحج ولا في كذا إلى آخره فلا يأتيني أحد ويقوم ويقول ما رأيكم يعني لما نصنع كعبة هنا ونطوف ونسعى وانتهى بدلا من
تكاليف الحج ألا ينفع أم يأتي أحد يقول ما هو العالم ازداد فهيا نجعل هذا الحج في كل السنة دون يعني التضحية التي تقومون بها تفعلونها يوما واحدا تسعة وقف في عرفة وبعد ذلك لا نعرف كيف نجعلها كل السنة لا يصلح، ما الذي يجعلكم تقولون لا يصلح؟ إنه يقول من شعائر الله، فما معنى من شعائر الله؟ شعائر الله تعني هذا مختص بالله، هو الذي حدد الزمان وهو الذي حدد المكان وهو الذي حدد الكيفية وهو الذي البداية والانتهاء وهو الذي حدد كل هذا عبادة وإظهارا للطاعة وهذا أساس من أسس الإسلام فلما يأتي أناس يفكرون بهذه الطريقة فما معنى ذلك؟ إنه
فقد معنى شعائر الله، حسنا وإذا فقده فماذا يفعل؟ انتهى الأمر فأصبح يفكر كما يشاء، فتسمع أفكارا من هنا إلى آخر الدنيا، إذا كانت هذه الآية تأمرنا بالالتزام بالعبادة، وذلك أن من يعظم شعائر الله وهذه من شعائر الله فيجب أن نعظمها، بماذا؟ يجب باحترامها والاستمرار عليها وجعلها مدخلا للعبادة، فلا جناح عليه، فهم بعض الناس أنها يمكن أن تكون سنة فنفت عائشة رضي الله تعالى عنها ذلك ووضحت أنه لا جناح عليه. أن نستمر على ما كان يفعله المشركون لأنه الحق، ليس لدينا مشكلة مع
الناس، ليس كل ما يفعله المشركون يكون نجسا وخطأ، لا، فنحن نفكر بعقولنا ملتزمين بربنا، نفكر بعقولنا لكي نفهم وملتزمين بكلام ربنا، فقال هذا ليس من عند الله إذن تنفصل عما، حسنا هذا كان يفعله الجاهلون حسنا، فإن الجاهليين كانوا يفعلون الخير، فحاتم الطائي كان كريما وعبد الله بن جدعان كان يضيف ضيوف الرحمن، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: والله لا يطلب مني خطة رشد إلا فعلتها لهم، خطة رشد ليس لأنهم مشركون أنجاس فلا نكلمهم، بل من روح آدم ووفى معهم بوعده
في الحديبية تدرس الحديبية هذه شيء مدهش شيء جميل جدا سهيل بن عمرو يأتي ويكتبه قبل أن يوقعه يأتي ابنه أبو جندل فيقول له انتهى ما اتفقنا قال له لكن ما وقعنا قال له والله أخاصمك عليها يا محمد أبدا طيب ماذا يعني هذا عند الله ما ليس في ذمة إن الله شيء يعني سهيل بن عمرو هذا حينئذ أم لا أم لا يأخذ أبا جندل، لا يجب أن نوفي بالعهود الدولية ونفكر بعقولنا، ولذلك هذه الآية آية عظيمة جدا وفيها من الخير ما فيها، ثم يختتمها بقوله ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم، وهذا
يأتي في تطوع الحج كلما أكثرنا من هذا عبادة لله وإخلاصا للتوبة وبدءا بصفحة جديدة مع الله فإن الله يشكر ذلك وهو عليم بنياتنا والحمد لله رب العالمين وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله