سورة البقرة | حـ 182 | آية 160 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 182 | آية 160 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة البقرة نعيش هذه الدقائق مع قوله تعالى وهو يأمرنا ألا نكتم ما أنزل الله من البينات والهدى، خاصة هذا الذي بينه في الكتاب وجعل ذلك من الكبائر التي تستوجب لعن الله ولعن الناس لأنها تضر بالدين والدنيا معا بالفساد، ولكن الله سبحانه وتعالى يفتح باب التوبة والمراقبة والعودة والرجوع
والإصلاح بعد الإفساد، فهناك إفساد وهناك استمرار في الإفساد وهناك إفساد وهناك انقطاع عن الإفساد، وهناك ما هو أحسن من هذا وهو إصلاح ما قد فسد، فيقول ربنا من واسع إلا الذين تابوا، يعني توقفوا عن كتمان البينات، توقفوا تماما فلم يعودوا يكتمون البينات ولم يعودوا يخلطون الأصول ولم يعودوا يخرجون عن الهدى، هكذا تصبح مسألة طيبة ولكنها سلبية لأنه لم
يفعل، لم يكتم فحسب، إنما لم يقتصر على ذلك، قال ماذا؟ وعملوا الصالحات حتى يصلح ما أفسده، فيصبح في شيء سلبي بعدم فعل المنكر وفي شيء إيجابي بفعل الصالحات، حسنا التوبة تتقبل متى مع السلبي فقط؟ آه لا، السلبي مع الإيجابي أن الحسنات يذهبن السيئات، اتبع السيئة الحسنة تمحها، إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا، أصلحوا انتهى، لا كان لازما أن تكون هذه قضية البيان، بيان النهوض
البيان. السابق والبيان اللاحق، فمن أين جئت بالسابق واللاحق؟ قال إن اللغة العربية كلما قلت القيود زاد الموجود، فما معنى ذلك؟ قال يعني إذا حدث الإطلاق جاء المطلق، قال لست أفهم، قال بينوا ماذا لم يقل، قال بينوا ما سبق أم ما لم يقل، قال أبين فيما لحق، قال لا قال أم لم يقل، بينوا بعد ذلك، يعني في الأيام القادمة، قال: لا، ما قال أم لم يقل، قال: طالما أنه لم يقل، فإذن لا توجد قيود، هذه
كلمة "فيما سبق وفيما لحق" هذه قيود، الكلمة زيادة، لكن هذه لا توجد، هذه الكلمة لا سابق ولا لاحق، قال: فإذن بينوا القيود زادت الموجود يبقى بينهما أي بين الاثنين جاء بالاثنين من أين من أنه لم يقل لو كان أراد واحدة لقالها ولكن لما لم يقلها بين أنه يشمل كل شيء ما سبق وما لحق قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون فنأتي نقول يعلمون الدنيا والدين أم الدين فقط أم الدنيا فقط، طيب لننظر ماذا قال "يعلمون"، ماذا قال "يعلمون"، يعلمون فقط أطلقها هكذا "يعلمون"، قال هذا ما يعلمون، إذن تشمل الدين
والدنيا، إذن يدخل فيها العلم الذي يعمر الأرض ويدخل فيها علم الشريعة الذي يدرس الوحي، إذن إذا أطلق شمل وعم وأصبحت قلة القيود تعني كثرة الموجود، فانظر يقول ماذا إلا الذين تابوا سلبي وعملوا الصالحات إيجابي وبينوا منهج ماذا إذن المنهج هذا يشمل ماذا ما سبق وما لحق لماذا لأنه أطلق هذا الكلام فأولئك أتوب عليهم فتكون التوبة مشروطة بماذا بثلاثة أشياء بالعمل السلبي تبنا إلى الله ونادمون على ما فعلنا بالعمل الإيجابي من إصلاح ما
قد فسد بالمنهج المستمر سابقا ولاحقا نبين السابق ونبين اللاحق وبينهما فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم، تواب صيغة مبالغة تقتضي ماذا؟ التواب هذه ما دامت صيغة مبالغة فإنها تقتضي الكثرة، المبالغة في التوبة والكثرة والمبالغة في التوبة تعني ماذا؟ تعني ألا تيأس، اذهب إلى الله يعني لو تكرر منك الخطأ ثم تب ثم تب قم بواجب وقتك يعني ما هو واجب وقتك لا تنظر إلى الأمس انظر أنت على أي شيء الآن مذنب تب
لماذا هذا القول أنا ما أنا تبت أمس وبعد ذلك أيضا أذنبت لأن الله هو التواب يقبل التوبة عن عباده بعض القاصرين من المضحكين هؤلاء في هذا الزمان لا يعرفون الإسلام وينتقدون، يقول لك انظر هذا يقول لك إن ربنا تواب يعني يتوب، عقله منعكس لأنه لا يعرف لغة ولا يعرف شيئا، تواب يعني يكثر قبول التوبة من عباده وهذا معروف لكل أحد، وأيضا يخرج لك أحدهم هكذا يقول لك هؤلاء يسجدون للكعبة، وهذه تهمة ما هو قالوا عنه بل قالوا أضغاث أحلام ما هو إلا أنه ليس أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر ما
هو بشاعر وما هو بأضغاث أحلام كل ذلك كذب فيأتي ليقعد يفسر واحدا منهم ويشتمه ويفعل به وهو مسكين محجوب حرموا أنفسهم من الهداية حرموا أنفسهم من نور الرسول الله صلى الله عليه وسلم فأغلق عليهم فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته