سورة البقرة | حـ 183 | آية 161 : 162 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة البقرة نتلو قوله تعالى: "إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون". قرر ربنا سبحانه وتعالى أن من كفر فكتم البينات وعاند الهدى وأفسد في الأرض وأعلن
الكفر فإنه قد أضر نفسه ولذلك يجب علينا أن نعلم أن هذا المنهج المعوج الذي يعاند الله والذي يعاند البينات من بعد ما بينها الله في الكتاب والذي يعاند الهدى والذي يريد فسادا في الأرض هو منهج من الكبائر أن يتخذه الإنسان يكون قد ارتكب كبيرة من الكبائر فإن الله جعل بإزائه لعنة وأكد هذا اللعن بأن البركة تزول منه فنبهنا على
أن هناك أيضا لعنة من الملائكة، هؤلاء دائما يفكرون بماذا؟ بالبركة، فالملائكة تلعن أي ما ليس فيه بركة، ليس في فساد فحسب، بل في كما أنه نزع للبركة، ما الفرق بين الفساد وبين عدم البركة؟ قال هذا يعود إلى الكم وهذا يعود إلى الكيف، الفساد يعود إلى ماذا؟ الكم، الأرض تنتج مائة إردب فتجدها أنتجت خمسين، هذا فساد، هذا في شيء هنا
خطأ سموه فساد، العالم عدد المعاقين أو عدد المرضى أو عدد كذا آخرها في الدنيا عشرة أصبحوا عشرين، هذا فساد في العالم في هذا الكون. حسنا، عدم البركة إذن. وجد المائة كما هي مائة، والمائة إردب هؤلاء يكفون كم؟ كانوا يكفون ألف شخص. لا، أصبحوا يكفون خمسمائة فقط. حسنا لو جمعنا الاثنين الخمسين المفروض أنهم كانوا يكفون خمسمائة. وبقلة البركة يصبح يكفي مائتين وخمسين فيصبح عندما ينبهنا ربنا سبحانه وتعالى ماذا يقول لعنة الله لعنة الله آه
هذا فساد هذا يصبح في فساد إذن ولعنة الملائكة هذا يصبح في قلة بركة إذن ولعنة الناس هذا يصبح في أذية فيصبح إذا الكفر سيء لأن الكفر فيه فساد وفيه قلة بركة وفيها أذى عندما نقول يا إخواننا لا تكفروا فهذا هو الكفر وإن كانت مسألة شخصية وصحيح أنه لا إكراه في الدين وصحيح كل ذلك ولكن انتبهوا أيضا إلى أن كفركم هذا ينشر الظلام والظلمة وعدم البركة والأذى والفساد فيمن حولكم أمرنا ربنا سبحانه
وتعالى أن نبلغ هذا للناس من غير إكراه فلا بد علينا أن نمتثل لأمر الله وأن نصبر على ما أراده الله لنا قال ليبلغ فقط لست عليهم بمسيطر ما لم نمنح الخاصية أو القدرة التي تنهي الفساد من الأرض لا قال ما لك دعوة اتركهم لنا لأن ربنا يمكن أن يهديهم إلا الذين تابوا وأصلحوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم التي هي الآية التي من قبل، فلماذا لم يتوبوا؟ ولذلك أنا لا أعرف من لا يتوب ومن لن يتوب، فلم يقل اقض عليهم انتهى أمرهم
لا هؤلاء لا فائدة منهم، لا لم يقل ذلك، ولذلك عندما نزل الملك ملك الجبال على سيدنا رسول الله في الطائف وقال له يا محمد أطبقوا عليهم الأخشبين الجبلين هكذا اصنعوا لكم زلزالا ويموتوا فقالوا لا لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله إن الله هذا أيضا لا يتحدث عن الذين موجودون بأن ربنا يهديهم هؤلاء هم أولادهم وقد كان ودخلوا في دين الله أفواجا مهمتك الإنسانية هكذا أن تبلغ وأن تعرف أنك لست عليهم بحفيظ ولست عليهم بمسيطر وقال لا تيأس من هذا وتقولها كلمة ثم بعد ذلك تتوكل على الله إن أنت إلا نذير وقل إني
أنا النذير المبين فقط بلغ وقل ودع إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار انظر إلى الإشارة ليس الراضون بالتوبة ليسوا كالذين تابوا وأصلحوا وبينوا، لا، هؤلاء كفار وباقون كفارا على الأمور الثلاثة التي ذكرناها: الفساد وقلة البركة والأذى. أولئك عليهم لعنة الله أولا الفساد والملائكة وليس هناك بركة يلفتنا إليها والناس أجمعين وكذلك فيه أذى خالدين فيها، كلمة خالدين فيها هذه تخويف، ذلك يخوف الله به عباده يا عبادي فاتقون، ولذلك
السادة الأشاعرة تكلموا، الله لما يعدنا بالجنة هل يمكن أن يخلف؟ قالوا لا يمكن أن الله لا يخلف الميعاد، قالوا حسنا لو قال إن هذا وعيد وقال إن فلانا هذا يدخل النار يعني الذي سيفعل هذا يدخل النار يمكن أن يعفو قالوا هو يمكن أن يعفو، انظر كيف أن الوعد لا يخلف والوعيد قد يخلف، الوعد لا يخلف أبدا من فضل الله ورحمته الكريم، والوعيد قد يخلف فربنا يسامحه. شخص مرة قال لي إن الله يعني خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون، معنى ذلك أنه يمكن أن يعفو عنهم،
لي هذا الذي كان يعوقني عن الإسلام وشهد الشهادتين فهم خطأ فشهد الشهادتين فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين من غير حول منا ولا قوة، واللهم تقبل منا صالح أعمالنا وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.