سورة البقرة | حـ 186 | آية 164 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقيم الله سبحانه وتعالى الدليل العقلي والبرهان اليقيني الذي يطمئن قلوب البشر والذي يدعوهم إلى أن يستعملوا حواسهم وعلومهم وعقولهم بطريقة مستنيرة والاستنارة لا تكون إلا إذا ربطوا هذه المعلومات بالحقائق العليا بوجود الله سبحانه وتعالى، فإذا دلت هذه المعلومات على تلك الحقيقة فهو الفكر المستنير، وإذا لم تدل وزادت الإنسان حيرة واضطرابا ففي هذه الحالة هي من الفكر العميق لكنها
ليست مستنيرة هذه الأفكار بل قد تكون مظلمة. إن في خلق السماوات والأرض وأنت ساجد هكذا تسبح. ربنا يجعلك تتذكر الشمس وهي جرم سماوي، فماذا عن القمر؟ الشمس بحرارتها ونفعها وضيائها حتى أن بعض الأمراض النفسية مرتبطة بالبلدان التي يكون فيها الغيم دائما، فالكآبة تحدث كآبة للإنسان المحتاج للنور الحسي والحرارة والدفء، ويؤثر هذا في العلاقات بين الناس بأن تكون باردة أو أن تكون حميمية، أتتذكر وأنت تقول
سبحان ربي العظيم أو سبحان ربي الأعلى، الشمس وتذكر القمر في جماله وتقلبه واختلافه وكذلك، وتذكر النجوم التي حرمنا منها بعد التلوث الضوئي الذي نعيش فيه، وتذكر القبة السماوية بهذا الصفاء والبهاء والغيوم والسحاب والمطر، كل هذا تتذكره في السماء المشاهدة وتذكر أن هذه السماء وراءها ما وراءها إلى العرش وتذكر عظمة الله وبعد ذلك انزل إلى الأرض فتذكر الأنهار والأشجار والنبات والحيوان والجماد تذكر هذا الذي في الأرض من بني الإنسان من الهداية
والضلال من الكفر والإيمان من الرحمة والقسوة من التواضع والتكبر أتعلم لو تذكرت واحدة هكذا وكل تسبيحة ستبقى في السجود الذي يحتوي على أربعين ولن تنتهي فائدة تجعله في النافلة التي بينك وبين الله ما لا تفعله في الفرض وفي النافلة على الفور سبحان ربي الأعلى كفاية واحدة لا اعكس تصب يعني اجعل ذلك في النافلة ستجد لذة عندك أن تسبح ربك على مفردات الكون إن في خلق السماوات والأرض يعني وفي خلق واختلاف الليل والنهار بدأنا في المزاوجة والليل
والنهار فيهما تكامل فالله قد خلق الصيف والشتاء وقد خلق النور والظلمة وقد خلق الذكر والأنثى وقد خلق القوي والضعيف وقد خلق وهكذا ثنائيات وهذه الثنائيات فيها تكامل وبها عمارة الكون واختلاف الليل والنهار يدل على نعم الله ومننه علينا ولكن الله سبحانه وتعالى يأتي في أماكن من أجل أن ندرك إحساسا ماذا لو كان قد جعل علينا الليل سرمدا وماذا لو كان قد جعل علينا النهار سرمدا، يعني أبدا يعني ما ليس
فيه اختلاف فتجد في القطب الشمالي أو الجنوبي الشمس تشرق لمدة ستة أشهر وتغيب ستة أشهر فتقول الحمد لله الشمالي هذا يعني أنه لا يستطيع أحد أن يعيش فيه، لا تعرف أن تتوضأ ولا تعرف أن تستحم ولا تعرف شيئا، فتنزل قليلا في الدفء تحت قليلا فقط تحمد ربك تقول الحمد لله، اللهم ما كان يمكن أن يجعل علينا هذا البلاء ونصبح بهذه الكيفية، الحمد لله الذي خلقنا في المياه ليست ثلجا والنور نور والليل ليل والنهار نهار وجعل لنا الليل سكنا ونجلس هكذا نستريح بعد عناء النهار وكذلك
خلق أشياء في أجسامنا تتوافق مع الأضواء يفرز لا أدري الميلاتونين ولا أدري يفعل ماذا أشياء هكذا الأطباء يعرفونها واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس ابتداء فإن هذه السماء التي تخصه لم نصنع فيها شيئا، وهذه الأرض التي تخصه ولم نصنع فيها شيئا، والليل والنهار اللذان يخصانه لم نصنع فيهما شيئا، ولكنه وفقنا بعلم منحه إيانا وهو الذي علمنا وهو من عنده وليس من عندنا، اتقوا الله ويعلمكم الله، ولكنه علمنا صناعة السفن التي تجري الذي هو من عنده وصناعة المرسى التي
نجعلها على البر حتى تستقبل السفينة وهي من عنده وصناعة البضائع التي نركب بها في المركب، كل هذا التعليم علمه لنا وعلم آدم الأسماء كلها فابتدأ يلفتنا إلى نعم من عنده وراء أعمالنا، نحن أولا بدأ بما لا عمل لنا فيه السماوات والأرض. والليل والنهار لا عمل لنا فيهما والبحر والبر لا عمل لنا فيهما لكن ابتدأ يشير إلى ما لنا فيه عمل وهذا العمل إنما هو من عنده فإذا دعانا إلى العمل
والعمل بما علمنا نعمة من النعم التي تستوجب الشكر وهذه النعمة التي تستوجب الشكر إذا عطلناها فقد كفرناها والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وإلى لقاء آخر لأدلة يقيمها الله على هذه الوحدانية التي هي قضية الكون نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته