سورة البقرة | حـ 192 | آية 171 : 172 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله سبحانه وتعالى وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى في شأن الكافرين: ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء، صم بكم عمي فهم لا يعقلون فإذا فقد الإنسان الإدراك بالعالم المحيط به فلم يسمع ولم يبصر ولم يتكلم فلم يتصل بما حوله فإنه لا يكون قد استكمل العقل الذي هو مناط التكليف، العقل مناط التكليف يعني لا تكليف إلا بعقل، الصبي الصغير لم
يستكمل معلوماته ولذلك تراه غير مكلف، المجنون غير مكلف، النائم غير مكلف. لماذا لغياب العقل إذا كان لدي العقل المكون من أربعة أشياء: من الدماغ الذي يفكر، ومن المعلومات السابقة التي يتعلمها الإنسان ابتداء من أول لحظة في حياته، ومن الحواس التي تنقل له الخبرة والواقع، ومن العملية التفكيرية التي يفكر بها فيرتب أمورا على أمور ويستنتج أمورا من أمور، وإذا فإذا فقد الإنسان شيئا من هذه الأربعة
فإنه لا عقل له، فلو حدث عطب وتعطل في الدماغ فهذا آفة في الدماغ وانتهى الأمر فهو لن يعرف كيف يفكر ولن يعرف كيف يستقبل ولن يعرف كيف يرسل ففي ذلك خلل، ولو حدث أنه أصم وأبكم وأعمى فلن يعرف شيئا ولذلك قال هذا خارج التكليف حتى لو كان لديه كفاءة كانت هناك واحدة اسمها هيلين كيلر أمريكية واستطاعت أن تدرك العالم الذي حولها أيضا ما هي مكلفة هذا شيء من عند الله أن يعطيها شيئا تستطيع أن تعيش به تأكل به تشرب به تنمو به تتعامل به لكنها غير مكلفة التكليف الشرعي غير مكلف فأين يذهب؟ قيل يذهب إلى الجنة مباشرة برحمة
الله، فيكون في الجنة لأنه غير مكلف. حسنا افترض أنه لم تصله عن طريق هذه الحواس أي معلومات عن دين الله، قيل يبقى غير مكلف، لا يكون مكلفا، ولذلك أهل الفطرة ناجون عند أهل السنة والجماعة كذلك أليس كذلك؟ هذه الفطرة أنه ما لم يبلغوه شيئا ولا يعرف شيئا، إذن يصبح تحديد معنى العقل يلقي عبئا على المسلمين أن يبلغوا دينهم للناس بصورة لافتة للنظر وبصورة صادقة ولافتة للنظر، يقول لك: حسنا، ما
وصلت إليه هذه الصورة اللافتة للنظر، قال: انتهى الأمر إذن يصبح محجوبا، قال: حسنا وصلته وتلاعب بشأن هذا قال لا، انتهى الأمر سيحاسب، هذا سيحاسب، هذا الذي معنا هنا في الآية سيحاسب لماذا؟ قال لأن هذا متعمد، هذا صم بكم عمي، هذه ليست حقيقة هذا مجاز، أما لو كانت حقيقة لكان لا يوجد عقل، حقيقة لو كانت مجازا فإنه لا يملك عقلا بمعنى أنه لا يملك وما عندهم إيمان قال تعالى يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم من طيبات
ما رزقناكم حرم علينا الخمر حرم علينا الخنزير حرم علينا الميتة حرم علينا ما يذهب العقل وحرم علينا أيضا السرقة والاغتصاب والرشوة والفساد بما يوجب أن آخذ هذه الأموال وأقتات بها يعني التحريم على نوعان من تحريم الطعام الذي أمامك وتحريم الوسيلة الخاصة بالحصول عليه، تحريم الطعام الضار والذي يذهب بالعقل والمسكر أساس التحريم، قالوا حسنا وهناك شيء آخر محرم، قال المستقذر يكون الضار مثل السم والدخان، المستقذر مثل اللعاب
هذا طاهر ولكنه مستقذر فيحرم ابتلاعه، والمسكر مثل الخمر أو ما يذهب بالعقل مثل والأفيون والمواد المخدرة هذه قال والمحترم ما المحترم هذا قال يعني لا تأكل إنسانا لأن الإنسان محترم ما هو لا تأتي إليه وتقول له انتهى له وقال والنجس فالنجس والمستقذر والضار والمسكر والمحترم لو لم نقل المحترم وواحد يقول ما هل يجوز أكل الإنسان لا طبعا لا يجوز أكل الإنسان لا حيا ولا ميتا وليس كما تفعل أمم كثيرة بأنهم يأكلون الإنسان حيا وميتا يا أيها
الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ورزقناكم وهنا فيها ما هي المنة يمن علينا وعندما يمن علينا بشيء يصبح مباحا ولا يصبح محرما قال لا المنة تقتضي الإباحة قاعدة هكذا ما دام علينا بحاجة يقول أنا لم أرزقكم الشيء الفلاني فيكون الشيء الفلاني هذا حلالا والمنة ما دام هو يمن علينا يستوجب منا ماذا الكلمات المفتاحية في الفاتحة لا تنسوها الحمد لله انظر أول كلمة هي تمضي بها تجدها موجودة في كل آية في كل آية إما تصريحا وإما ضمنا واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون
انتبهوا إلى الفاتحة التي جمعت كل مقاصد القرآن وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته