سورة البقرة | حـ 196 | آية 175 : 176 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى عن أولئك الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى، ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا، أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى. والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى الباء تدخل على المتروك محفوظ دائما الباء تدخل على الشيء الذي تركناه فهم اشتروا الضلالة يعني أخذوا الضلالة خرج من عندهم ماذا تركوا ماذا الهدى تركوه أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى دفعوا
الهدى يعني خرج من عندهم الهدى ودخل لديهم الظلام والعذاب بالمغفرة ما هو لا يزال قائلا ولهم عذاب أليم في الآية التي قبلها فقالوا ما له عذاب لكن المهم ماذا نعيش ونتمتع في هذه الحياة الدنيا حسنا فما أصبرهم على النار ذلك يخوف الله به عباده يا عبادي فاتقون بعض الناس لا تعجبها أبدا النار هذه إذن يكون هناك نار، طيب ألا يكون هناك فساد، أما أنت فلست راضيا أن تخجل، أما هو فلو أن الناس خجلت لما كانت هناك نار، وعلى فكرة ليس هناك نار يا سيدي، كيف ليس هناك نار؟ كيف؟ قال أما هو فليس هناك نار للمتقين،
والله أما هو فليس هناك نار. ليس أنه لا توجد نار، هي موجودة لا تدخلوها، الله أعطانا حرية عندنا حرية لدخول الجنة وحرية لدخول النار، الذي يريد أن يدخل النار لا يوجد مانع فليدخل هو حر، الذي يريد أن يدخل الجنة أيضا لا يوجد مانع وهو حر، والله رسم لنا طريق الجنة وطريق النار، فأنت الآن حكاية النار لا تلغها يا أخي من حياتك، لا تسر في طريقها يا أخي، وأنت لو سافرت إلى الإسكندرية وأخذت الطريق الصحراوي ستجد نفسك في الإسكندرية، ألن تجد نفسك في الإسكندرية، لا تسلك طريق الجحيم يا
أخي، أنت تريد حرية، في سلوك الطريق، ونحن أعطيناك هذه الحرية، فتريد أن على فرض أنه يجب أن أسلك طريق النار، أما والله شأنك غريب، ما دام هناك حرية فدعني أسلك الطريق الذي أريده، وأنا أريد الجنة وأمشي في طريق الجنة، أنت ما الذي أعجبك أن تجعلني أمشي في طريق النار رغما عني، تقول لي هذا هو الطريق، وإذا لم أمش فيه سأفعل بك وأسوي، الله أين إذن الديمقراطية وأين الحرية وأين هذا الكلام، ما دمت لا تتركني أفعل ما أريد، فلأذهب إلى الجحيم مع السلامة مع الندامة مع أي شيء، ما شأني ولكن دعني أذهب إلى الجحيم، فمن لا
يعجبه الأمر فليلغه من حياته وليلغه ولا يسر في طريقه ألا يبقى فيها نار لأنه سيأتي يوم القيامة فسيجد أنهم يذهبون إلى الجنة فلا تحزن كثيرا هكذا إن كل ما يقول فاصبرهم على النار يقول إذن هذا كلام هذه النار هو ربنا أيضا يقول النار فماذا يقول ماذا يقول وقد قال بسم الله الرحمن الرحيم يقول ماذا إذا كان علمك الحقيقة وأعطاك اختيارا وأعطاك أيضا البرنامج الذي ستعمله، إن لم تعجبك النار فلا تسر في طريقها، ولكن يبقى ألا تكون هناك نار لك، لا توجد نار لك، ذلك بأن
الله أنزل الكتاب بالحق، هذا الكتاب ليس لعبة لكي تكتموا بعضه وتخفوا بعضه وتحرفوا بعضه وتؤولوا بعضه وتردوا بعضه وتؤمنوا وتكفروا ببعضه هذا بالحق فيكون الحيدة عنه والانحراف عنه انحرافا عن الحق ذلك بأن الله أنزل الكتاب بالحق مراد الله هكذا يجب أن تفهموا القرآن من خلال أنه حق وأن الذين اختلفوا في الكتاب والكتاب واضح هو واحد يقول لي لا هذا ليس من الكتاب والآخر يقول لي هذا من الكتاب ما هو إلا ناتج من عدم الحفظ وناتج
من السرية وناتج من حجب الناس عن التفكير وعن التدبر وعن هاؤم اقرؤوا فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وأن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد فإذا كانت بدايتها تقول لي هذا من الكتاب أم ليس من الكتاب فيكون إذن لن أصمهم البكم وأعماهم فهم لا يعقلون إذن انتهى الأمر انقطعت الصلة بيننا ما دمنا لا نفهم بعضنا البعض انتهى الأمر هناك شقاق بعيد لأنه ما زال ما هي الحجة ما هو التوثيق كيف نفهم كيف نطبق غير موجود إذن الشقاق سيكون قريبا أم بعيدا لا بعيد في الدرجة هل هذا حجة أم ليس بحجة، وإذا كان حجة فهل هو
موثق أم غير موثق، وإذا كان موثقا فكيف نفهمه، وإذا فهمناه فكيف نطبقه؟ فالحمد لله الذي جعلنا من أمة التوحيد لها رسول واحد، ولها كتاب واحد، ولها قبلة واحدة، ولها شهر واحد تصومه، ولها قلوب واحدة وشريعة واحدة، الحمد الذي جعلنا من المسلمين نلتف حول الكعبة في اتجاهها نعبد ربنا ونؤمن بنبينا، فاللهم تقبل منا صالح أعمالنا وأحينا مسلمين وأمتنا مسلمين غير خزايا ولا مفتونين، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.