سورة البقرة | حـ 198 | آية 177 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 198 | آية 177 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر وأمرنا بأمور أولها مجموعة الإيمان من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين خمسة هذه مجموعة وهي مجموعة الإيجابيات، ثانيا المشاركة والمشاركة هذا أمر عظيم جدا، نشارك في المجتمع وفي بنائه، نشارك في الحضارة
الإنسانية، نشارك في عمارة الأكوان. المشاركة هذه في غاية الأهمية لأنه يترتب عليها أحكام فقهية ويترتب عليها عقول متفتحة أو مغلقة، فمن أراد المشاركة فإنه يكون مثالا صالحا للعالمين شهيدا. عليهم ويكون قدوة حسنة لهم ويتخذ لنفسه النبي شهيدا وقدوة صلى الله عليه وسلم كما جعله ربه، فالمجموعة الثانية آتاها المال على حبه ويحب المال كثيرا عزيز عليه مثل عينيه خاصة إذا كان بذل فيه جهدا يحبه كثيرا ويعدده هكذا في البنوك وفي دفاتر التوفير وغير ذلك يعطيهم لمن؟ للفقراء واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين
وفي الرقاب، المجموعة الثانية هي المجموعة الثالثة ألا ينسى نفسه في عبادته لربه وأقام الصلاة وآتى الزكاة. يا الله! فما كانت الأولى إذن؟ وآتى المال على حبه، ليس الزكاة فحسب، قال لا إن في المال حقا سوى الزكاة صلى الله عليه وسلم، إذن هناك شيء آخر غير الذكاء يجب أن نستخرجه والموفقون وبعد ذلك المجموعة الرابعة هي مجموعة أخلاقية أنت حقيقة آمنت بالله وحقيقة عمرت الدنيا وشاركت وساهمت وحقيقة أقمت علاقة بينك وبين الله ولكن لا بد من الخلق
الحسن مجموعة رابعة لا بد فيها من الخلق الحسن والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين إذن إذا كان الوفاء فستبقى هذه البأساء فيها نزاع في نزاع والنزاع في شدة قد يكون هذا النزاع بينك وبين زوجتك بينك وبين جيرانك بينك وبين مجتمعك بينك وبين حكومتك في شيء في شيء لكن فيه نزاع ولذلك فيه بأساء اصبر
فاصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون فاصبر والضراء ليس فيها نزاع حدثت كارثة زلزال طيب والزلزال في يد أحد هذا بيد ربنا حدثت مجاعة نقص في المياه فحصل تصحر حصل قلة في الثمر وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون، الجوع
من عند الله هكذا فماذا تفعل إذن يا مسلم؟ قال لك اصبر، فالبأساء فيها جدال والضراء ليس فيها جدال، هذا أمر من عند الله هكذا ضرر موجود فتصبر وحين البأس من الله البأساء يعني ماذا؟ قال: لا، حين أصبح البأس هذا القتال، حدث أن أناسا اعتدوا عليكم، والله يقول لكم: "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين"، فاصبر إذن. طيب، وهذه بلوى، ما هذا الذي جاءنا؟ هذا أنا جالس في مكاني وهذا آت إلي يجب أن يأخذ أرضي وينتهك عرضي ويأخذ أموالي ويجلب الجيوش لتعبر المحيطات لاحتلال دول الآخرين، ماذا نفعل في هذا؟ يجب أن تصبر في القتال وتقاتل في
سبيل الله وتدافع، ولكن الصبر جميل، أولئك الذين صدقوا أولئك الذين فيهم الخصال الأربع، هذه قضية الإيمان ومجموعتها قضية نافعة الغيرة والمشاركة والمجموعة الخاصة بها قضية تتعلق بالله، والمجموعة الخاصة بها قضية حسن الخلق، والمجموعة الخاصة بها يكون فيها برنامج تربوي إعلامي نفسي. الناس تقول لك ماذا أفعل؟ قل لي هكذا خطة نعملها حتى نشعر أننا قد أطعنا الله. هذا ما أفعله، نظم أربعة ملفات: ملف للإيمان وتقويته، ملف
للمساهمة وتقويتها ملف للعبادة الخالصة لله وإخلاصها لله وملف آخر تحسن فيه خلقك بالتربية بالتدريب بكثرة المداومة على الذكر هذا البرنامج الرباني تجد آيات كثيرة إما في آية واحدة وإما في آيات متتالية وهكذا إلى آخره ترسم لك برامج تعطي لك برامج فهذا برنامج لو عاشه المسلمون والبداية سبحان الله سهلة على كل المستويات على مستواك الفردي أو على مستواك في الأسرة إذا أرادت الأسرة أن تضع لها برنامجا شكله هكذا أو جماعة المسجد أرادت أن تضع
لها شكل شيء هكذا المدرسة المؤسسة الأمة سبحان الله ينفع أن يكون هذا برنامجا وبرنامجا قويا تتغير فيه النفوس حتى يغير الله حالنا إلى أحسن حال وإلى لقاء آخر، أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.