سورة البقرة | حـ 205 | آية 182 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة البقرة يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يعلمنا كيف ننظم حياتنا وإجراءاتنا وكيف ننشئ المؤسسات من أجل أن نحافظ على تطبيق الشريعة فينا وكيف نطور ذلك بأمر الله بما يتوافق مع قدراتنا وإمكاناتنا في حياتنا الدنيا يقول ربنا سبحانه وتعالى فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم فمن
خاف من موص جنفا أو إثما إذا هناك خوف قد يكتنف عملية الإيصاء وهناك خوف قد يكتنف عملية الإثبات فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه، فإنشاؤك للمؤسسات التي تمنع هذا الجنف أو الإثم إنما هو تنفيذ لأمر الله، فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم، يبقى إذا إنشاؤنا للسجل العقاري من أجل أن لا يكون
هناك خوف ووضع الشروط والإجراءات لمن يأتي ويقول لي أنا أوصي بتركتي كلها أقول له فقط توقف لا يجوز، مدير المكتب يقول لي ماذا لا يجوز هذا مخالف للوائح والقوانين والإجراءات والتسجيلات لا يجوز. أقول إن كل أملاكك توصي بها لفلان وفلان، يقول لي إذن ماذا أفعل؟ فأقول له لا يجوز إلا في حدود الثلث. حسنا يريد أن يتلاعب فيقول لي لا. هذا أنت يجب أن تحضر حصرا لممتلكاتك ويكون من الأوراق المطلوبة في الشهر العقاري حصر للممتلكات هذه كي يتبين لي أن هذا في حدود الثلث
فيقول لي إذن أنا أملك كذا وكذا والمستندات هي هذه وهذا لا يزيد عن الثلث فأقول له هكذا إذن منطقي إذن هذا الإجراء الناس ينظمون المسائل فإذا ما قمنا به كان ذلك في بناء هذه المؤسسة في وضع هذه الإجراءات كان ذلك تطبيقا لتلك الفكرة التي نبهنا الله إليها فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهما فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم يبقى لو أن الرجل الموظف المختص بالسجل العقاري أين هو في كتاب
الله وعرف أنه داخل هذا الإصلاح يعز عليه أن ينسب لنفسه فسادا وقرأ أن الله غفور رحيم يعز عليه أن يسود صفحة بيضاء قد ولاه الله إياها فيه لو عرف لو قرأ هذه الآية وأنها لا علاقة لها بعمله ولا بحياته ولا بأي شيء تفرق أن تقرأ القرآن وأنت تريد أن تلتمس فيه حياتك وأين أنت فيه وما الذي يقوله ربك لك وأين أقامك الله سبحانه وتعالى، وبين أن تقرأه وكأنه منفصل عن هذه الحياة
الدنيا وعن حياتك وأنك تقرأ شيئا لا تفهم عمقه وفي بعض الأحيان لا تفهم ظاهره، فلا ظاهره ولا باطنه. وإنما يتحول إلى قراءة صماء، يبقى هناك قراءتان للقرآن: قراءة تطلب منه الهداية، تطلب منه أين نحن فيه، تطلب منه أن يتحول إلى حياة، تطلب منه أن ينبهنا إلى مواضعنا في هذه الحياة وفيما أقامنا الله فيه، وقراءة أخرى تقف عند رسمه وعند اسمه، ونحن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا مراده
من كتابه وأن يفتح علينا فيه فمن خاف من موص جنفا أو إثما الجنف يعني الميل والانحراف والإثم يترتب على الظلم والميل والانحراف والإثم يكونان جورا والله سبحانه وتعالى من أسمائه العدل وهو حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرما والظلم ظلمات يوم القيامة والإصلاح واجب بين الناس في
الشريعة كلها بنيت على رفع النزاع والخصام بين الناس قد يحدث في الحياة الدنيا تقاطع بين مصالحي ومصالحك فتحدث النزاعات ويظن كل واحد منا أنه على حق فيحدث الخصام لأنني أظنك ظالما وأنت تظنني ظالما ويأتي التحكيم والصلح في هذه الحالة ليرفع النزاع والخصام بين الناس ويأتي قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يطبق ذلك الكتاب الكريم من هجر أخاه فوق ثلاث حرم الهجران فوق ثلاث وقال من
هجر أخاه فوق أربعين فكأنما سفك دمه إلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته