سورة البقرة | حـ 208 | آية 185 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

ومن والله مع كتاب الله وفي سورة البقرة في قوله تعالى شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون، بالتفصيل يحدثنا ربنا عن قضية الصيام لأنه سر بين العبد وربه، فتولى الله شأنه كله. شهر رمضان
ولم يسم سوى هذا بكلمة شهر، رمضان، والشهر قد يكون تسعة وعشرين وقد يكون ثلاثين طبقا لدورة القمر ولرؤية الهلال، وشهر رمضان عظمه الله لأنه شهر بدأ فيه نزول القرآن والله سبحانه وتعالى بين لنا أنه قد أنزله في ليلة القدر إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر ليلة واحدة خير من ثلاث وثمانين سنة في الذكر في العبادة في التلاوة في الصلاة في
الدعاء في كل شيء في الصدقة، ليلة القدر ليلة ذات قدر عند الله، إنا أنزلناه في ليلة مباركة، إذن ففيها بركة وهذه البركة تغنينا عن طول أعمار السابقين، كان السابقون يعيشون مائة ومائتين وثلاثمائة سنة، ونحن نعيش سبعين وثمانين وستين سنة، فيصبح الأمر كأنه تقاعد مبكر، حسنا وبعد ذلك ماذا قال؟ هو ألا تعلم أن ليلة القدر هذه قد أخفاها الله في العشر الأواخر من رمضان أو في الوتر من العشر الأواخر من رمضان كما أخفى اسمه الأعظم في أسمائه الحسنى وكما أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة وكما أخفى
الصلاة الوسطى في سائر الصلوات وكما أخفى السبع المثاني في القرآن أخفى وكما أخفى تشويقا للعباد وتشويقا لهم أن يعبدوا الله وأن يذكروه في جميع الأوقات وبجميع الأسماء وفي جميع الصلوات وهكذا ليلة القدر هذه التي هي في العشر الأواخر من رمضان والتي نزل فيها القرآن إذا فالقرآن مرتبط برمضان فهو شهر القرآن نزولا وشهر القرآن تدبرا وشهر القرآن عبادة وشهر القرآن خدمة، ولذلك فرض الله علينا صيام نهاره
وسن لنا رسوله قيام ليله في صلاة التراويح ونظمها المسلمون على ما تعرفونه مما هو شائع في بلادنا وبلاد المسلمين. سيدنا عمر نظمهم على إمام وتركهم يصلون عشرين ركعة ركعتين وهكذا إحياء لهذا الشهر وحتى لا يفلت منا فيضيع منا خير. كثيرا ما يكون هذا تطبيقا للشريعة، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، حسنا أنزل القرآن لماذا؟ من أجل تعليقه كالتمائم؟ أم من أجل قراءته تعبدا حتى ينال أحدنا بكل حرف عشر حسنات؟
لا، أقول ألم حرف، ألف حرف ولام حرف وميم حرف، هكذا يقول رسول الله فحسب؟ أم أن فيه كما في صدر سورة البقرة أو لمن أراد الهداية، الهدى للناس يعني لمن أراد الهداية. إذا فموقف الناس من الكتاب لا بد أن يكون موقف الاستهداء وليس موقف السخرية والتعالي الأحمق والصد عنه، هذه حماقة لأنه تفويت للخير ومنع للكنوز من أن يستفيد منها الناس، فيكون هؤلاء الذين يصدون عن كتاب الله
وعن سبيل الله حجابا بين الخلق وخالقهم وبينات من الهدى والفرقان، بينات واضحات أنزله الله سبحانه وتعالى على هذه الصفة على البينات، لا في غموض ولا في أسرار، ليس هناك جزء منه ممنوع عن الجمهور وجزء منه يعلمه العالمون أو الورثة مثلا، أبدا ليس هناك شيء من هذا. ما هو الكتاب ها هو أي شخص يمشي في الطريق يشتريه، أي شخص يريد أن يحفظه متاح للجميع. جميع من؟ الجميع الستة مليارات الذين على الأرض، متاح.
ما هذا؟ ليس هناك جزء سري، ليس هناك شيء تخفونه عن الناس. ها هو الذي في قلوبنا أمامنا، لكنكم أنتم الذين لا نريد أن أعمل لكم طيبا فأنت تكره الناس أبدا ما لا يوجد إكراه فمن شهد منكم الشهر فليصمه قال من رأى قال هذه تبقى كانت تبقى مصيبة كبرى كان يجب على كل واحد أن يرى الهلال بعينه قال وإلا قال ماذا قال من شهد يعني ماذا يعني حضر هذا غدا رمضان، فيكون غدا رمضان. فمن شهد منكم الشهر فليحضر، حضر أنه غدا رمضان.
فلا نصنع فتنا وغدا رمضان أم ليس غدا رمضان. فمن شهد منكم الشهر فليصمه، فأما الذي لم يشهد منكم الشهر فلا يصوم حتى يكمل العدة ثلاثين يوما. فمن شهد أي حضر منكم الشهر. فليصوموا انظروا إلى البساطة وانظروا إلى الدقة ليس من رأى كمن شهد وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة