سورة البقرة | حـ 211 | آية 185 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 211 | آية  185 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه اللهم اشرح صدورنا للإسلام وفهمنا كتابك يا رحمن مع كتاب الله وفي سورة البقرة ومع هذا المبدأ الذي قرره الله سبحانه وتعالى في سياق الصيام إلا أنه يصلح للدلالة على منهج إسلامي واضح للحياة الإنسان يقول ربنا سبحانه وتعالى ولتكملوا العدة ولتكملوا العدة معناها أن الإنسان يجب عليه في حياته أن يتم الأمور، بعض الناس تحب أن تقفز مثل الجراد يقفزون من شيء وقبل أن يتموه يقفزون إلى شيء آخر، بعض الناس
وهي تسأل يأتي يسألني هكذا يسألني السؤال وقبل أن أجيب يسأل سؤال آخر، يا الله، أعني ألم تسمعني؟ ألم تسمع؟ لو كنت سمعت لتركتني أكمل الكلام. العجلة، والعجلة ماذا تفعل في الإنسان؟ تفعل شيئا قبيحا قد كان من سمات عصرنا وهو أن النشاط يسبق الفكر، فيبقى ضده. ولتكملوا العدة، قال لكم اكملوا العدة هذه، يعني آتية. في سياق ما الصيام؟ نعم، فلماذا تجعلها في أشياء أخرى؟ ما أنا لم أنكرها في الصيام، بل أنا أضفت إليها. فأنا أقول ولتكملوا العدة في الصيام، ولتكملوا العدة في الصلاة،
ولتكملوا العدة في العلم، ولتكملوا العدة في وفي فهل أنا أضفت أم حذفت؟ أضفت إذن. سليم، فما المانع في أن أقول لا، ليس لها علاقة بالصيام، نعم نفيت فردا من أفرادها، هذا هو معناها وأنقل المعنى إلى شيء آخر تماما وأنفي المعنى الأصلي، فيكون للقرآن معنى أصلي وله معنى تابع، المعنى الأصلي المستفاد من السياق والسباق ومن دلالات الألفاظ، المعنى التابع هو الذي إذا ما تدبرت القرآن فوجدته ووجدت الكلام يصلح له، ما
هذه الهداية، ما هذا، ربنا لما أنزله قال أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها، أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، هذا معناه ماذا، أم على قلوب أقفالها يعطيني الدلالة المستقلة أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لجعل القرآن كله كالجملة الواحدة لا يناقض بعضه بعضا ولا يكذب بعضه بعضا بالباطل ما رأيك ولتكملوا العدة هذا وهو يأمرنا بعدم التعجل وبعدم أن يسبق النشاط الفكرة ويجب على الإنسان أن يتدبر ويفكر ثم ينشط فيكون نشاطه مبنيا على فكر مستقيم
أما النشاط والعجلة، هذه العجلة ليس فيها عمران للأرض على الوجه المطلوب، لا بد للإنسان ألا يتخلى عن إنسانيته، عن آدميته من كون الله قد خلقه إنسانا مفكرا، لا بد أن يتدبر وأن يتفكر وأن يرتب وأن يستقيم في فكره ثم ينشط بناء على هذا الفكر، دون هذه العجلة. عندما افتقدناها وأصبح لدينا عجلة، رأينا أناسا يتصدرون لغير ما يصلح لهم، والنبي حذرنا وقال إن يوسد الأمر إلى غير أهله، فوجدنا الذي يفتي في الطب وهو ليس بطبيب، والذي يفتي في الدين وليس بعالم ولم يتعلم وتعجل فقرأ كتابا هنا
وشذرة هناك، ثم تصدر للناس قبل أن يكتمل العدة قبل أن تكمل العدة حرم الله على المرأة التي طلقت أو التي مات عنها زوجها أن تتزوج في عدتها، سميت عدة لماذا؟ لأنه محظور يجب أن تكمل العدة، العدد يعني عدد الأيام أو عدد الأشياء التي شرعها الله في العلاقة بين الرجل والمرأة طلاقا أو وفاة، سبحان الله ولتكملوا لا تستعجلوا دعوا الأمور تأخذ أوقاتها ولا تعترضوا على الله وهذا معنى لا حول ولا قوة إلا بالله إذا جلسنا ننظر ولتكملوا هذه العدة وانظروا معنى تمام الأعمال وننظر أنه لا يجوز لنا أن
نبني بناء يقولون لنا ما هو الجماعة عندما يأتون يزوروننا من الغرب المشكلة الخاصة بكم في الصيانة يبنون المبنى ثم لا يصونونه، نعم إنه لا يوجد، لا يوجد، ولا يكملون العدة، إن أصل هذا المبنى يجب أن يصان، نحن بنيناه هذه قضية، وصيانته قضية أخرى، أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، وكان عمله صلى الله عليه وسلم دائما، لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل وتركه ولتكمل العدة بتقطيعه لماذا فانظر إلى
المبنى وانظر إلى الجيش كما لا يجوز لي أن أترك الجيش وقد جعلته قويا يضعف كذلك المبنى والله لكن المبنى هذا في يعني شيء آخر تماما غير الجيش هذا الجيش هذا يتعلق بالسياسة ويتعلق بالإنفاق القومي ويتعلق بالأمن القومي وهنا يتعلق بنظافة البيت وسلامة المنشأة وكذلك، إذن يصبح هذا مبدأ، لماذا مبدأ؟ لأنني عرفت أن أستعمله في المبنى كما عرفت ما أستعمله في العبادة كما عرفت ما أستعمله في الجيش والسياسة كما عرفت ما أستعمله، إذن هذا مبدأ يكون العقل، فيصبح هذا هو العقل المستقيم ولتكتمل العدة ويبقى إكمال العدة من الدين ومن الإسلام ومن
الفكر المستقيم ومن مكونات عقل المسلم في حين أن عدم إكمال العدة على العكس من ذلك يبقى لا في تفكير مستقيم ولا في دين ولا في أي شيء ومن هناك يفسد الدين والدنيا معه هذا الكتاب الهداية هذا القرآن أليس يقول وأتموا اجعلوها ثلاثين يوما أو تسعة وعشرين يوما وانتهى الأمر، ولذلك بعض الناس لا يستأنسون بالقرآن، ولكن ما رأيك لو فعلت ذلك فتستأنس بالقرآن ويفتح الله عليك، فاللهم افتح علينا فتوح العارفين بك، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته